كما أوضح الأمير خالد في حديثه مع قناة شبكة"dw" الألمانية أن زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى الرياض ولقائه بن سلمان، "محاولة للحفاظ عليه في منصب ولاية العهد، كونه يمثل أهمية قصوى لإدارة دونالد ترامب لعدة أسباب منها الأسباب المالية والأسباب العسكرية، والسبب الرئيسي هو صفقة القرن"، واصفاً إياه بأنه "فرصة للإدارة الأمريكية الحالية ويسهل التحكم فيه وتحريكه".
وتوقع بن فرحان أن يتم توجيه الرأي العام نحو "كبش فداء" في قضية خاشقجي، موضحاً أن "يتم ترويج أن قرار قتله نابع من طرف ما في المخابرات السعودية، ومن الممكن أن يلوموا القنصل السعودي في إسطنبول و15 شخصاً الذين نزلوا من الطيارة وقاموا بالجريمة، وهكذا يبعدون الاتهامات المباشرة على محمد بن سلمان والملك".
وحول تصاعد الأحداث وتطورها حول أزمة خاشقجي طالب الأمير السعودي المنشق الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالتنازل عن الحكم لأخيه الأمير أحمد بن عبدالعزيز بعد أزمة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي التي أثارت غضباً عالمياً.
وقال الأمير خالد الذي يتخذ من ألمانيا مقراً لإقامته مخاطباً الملك سلمان: "ليس شرطاً أن تكون المملكة الرابعة سلمانية، أخوتك كانوا ملوكاً وأنت صرت ملكاً، ليس شرطاً أن يكون أحد أحفادك حاكماً ويتسلسل لهم الحكم مستقبلاً، هناك أشخاص في العائلة أمراء، ولديهم ثقافة عالية ومستوى تعليم جيد وجانب إنساني، كما يمتلكون قبولاً شعبياً وحتى في داخل العائلة الحاكمة".
وأضاف موجها حديثه للملك "أخوك أحمد بن عبد العزيز إنسان ذو خلق وأنت تدرك ذلك كما تدركه الأسرة والشعب السعودي كلهم، فمن باب الحكمة، إذا كانت هنالك حكمة، أن تتنازل له عن الحكم حفظاً لماء الوجه".
كما وصف بن فرحان الملك سلمان بأنه "شخصية جبارة لحد ما وهو يستعمل العنف لأنه لا يملك حنكة سياسية، ولكنه يملك الأمر، وحين صار ملكاً اتبع نفس السياسة التي كان يتبعها في طريقة حكمه للمواطنين في منطقة الرياض".
جدير بالذكر أن الأمير أحمد بن عبدالعزيز هو الابن الحادي والثلاثين من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز، وهو أصغر أبنائه من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو ممَّن يطلق عليهم لقب "السديريون السبعة".
وشغل الأمير أحمد منصب نائب وزير الداخلية في السعودية (1975 - 2012)، وهو أحد الأبناء الأقوياء للملك المؤسّس، ويُشار إليه على أنه أقوى المرشّحين لخلافة الملك سلمان، ويمثّل أكبر تهديد لطموحات محمد بن سلمان.
وتمكّن من مغادرة السعودية متوجّهاً إلى الولايات المتحدة، في نوفمبر الماضي، قبل ساعات من تنفيذ ما عُرف بـ"أزمة الريتز" التي طالت نحو 11 أميراً سعودياً، أبرزهم الوليد بن طلال، وعشرات الوزراء ورجال الأعمال.
وكان الأمير أحمد قد ظهر في مقطع فيديو وهو يناشد المتظاهرين الغاضبين الذين هتفوا أمامه أثناء دخوله مقرّ إقامته في لندن بهتافات مندِّدة بسياسات العائلة الحاكمة في المملكة، بأن أسرة "آل سعود" لا دخل لها بهذه السياسة، وأن المسؤولية تقع كاملة على الملك سلمان وولي عهده.
وفي الوقت الذي بدأت تتوارد التسريبات عن "كبش فداء" تعدّ المملكة لتقديمه مقابل إبعاد التهمة عن بن سلمان، عبر ترويج رواية مفادها أن مسؤولًا استخباراتيًا هو من أشرف على العمليّة التي أفضت إلى القتل "عن طريق الخطأ"؛ سرّبت الدوائر الأمنية التركية المشرفة على التحقيقات معلومات جديدة تشير بإصبع الاتهام إلى بن سلمان نفسه، وكانت تتمحور حول ماهر عبد العزيز المطرب، الذي قالت المصادر التركيّة إنه كان منسق عملية الاغتيال، وإنه أجرى 19 اتصالًا يوم اختفاء جمال خاشقجي، 4 منها كانت مع مكتب سكرتير بن سلمان.