وبدأت تعليقات إسرائيلية تعرب عن خيبة أملها من أداء ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على خلفية قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، إنما ليس من منطلق استفظاع سياسة القمع الدموية التي ينتهجها حيال معارضيه، بل من جرّاء تسبّب هذه السياسة بتآكل إمكان التعويل عليه لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، أو للدفع بـ"خطة ترامب" إزاء القضية الفلسطينية، بما يخدم مصالح سياسة دولة الاحتلال.
وتشير كاتبة التعليق الذي ظهر في صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي وهي من الإعلاميات العبريات الرسميات المتخصصات في شؤون العالم العربي، إلى أن الاستراتيجية الإقليمية التي تتبنّاها إدارة دونالد ترامب، وحكومة تل ابيب، حيال المنطقة العربية واقفة على قدمين: التحالف الوثيق مع مصر السيسي، والمحور المناهض لإيران في الخليج الفارسي بقيادة السعودية. وبرأيها كان يُفترض بالمحور الإسرائيلي- السعودي أن يغيّر الواقع القائم في هذه المنطقة رأسًا على عقب، سواء فيما يتعلق بالجبهة المعادية لايران، أو بالتطبيع الشامل والمُعلن مع دولة الاحتلال.
وتولد انطباع قوي لدى يهود كثر بان ابن سلمان، سيكون "الزعيم العربيّ" القادر على أن يجلب مثل هذا التغيير أخيرًا. وتلفت الاعلامية اليهودية إلى أنه بخلاف زعماء عرب كثيرين يتفقون مع الإسرائيليين في كل شيء داخل الغرف المغلقة، ويهاجمونهم في العلن، فإن لهجة بن سلمان حيال (إسرائيل) في وسائل الإعلام السعودية ومواقع التواصل الاجتماعي كانت إيجابية على نحو شديد الوضوح.
مع هذا فأن مراكز أبحاث إسرائيلية سبق أن حذّرت من التعلّق بأهداب الافتراض بأن الدول العربية المعتدلة، بموجب القاموس الإسرائيليّ الرسميّ، ستُجبر الفلسطينيين على قبول "خطة ترامب". بل إن أحدها، وهو مركز هرتسليا، وصف هذا الافتراض بأنه "وهم خطر".
ولا يعود سبب ذلك إلى وجود قناعة إسرائيلية بأن تلك الدول العربية حريصة على قضية فلسطين، وإنما إلى درجة الاستعداد الدُنيا الموجودة لدى الزعماء العرب، للخروج ضد المواقف السائدة في أوساط الرأي العام في العالم العربي حيال تلك القضية، سيما في أعقاب ثورات الربيع العربي، كما تنوّه بذلك النصوص الإسرائيلية نفسها.