وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه ورغم محاولات إبعاد التهمة عن بن سلمان، فإنه سيكون من الصعب حصول ذلك؛ لأن كل الأدلة لا تشير فقط إلى معرفة الحكومة السعودية بمصير خاشقجي؛ بل أيضاً إلى صلة ولي العهد السعودي باختفائه.
وأشارت إلى أن تقارير الاستخبارات الأمريكية وحسابات وتقارير ترسم صورة لقتل وحشي تعرَّض له السعودي خاشقجي، وهي جزء من رغبة بن سلمان في إسكاته.
وتنقل الصحيفة عن محللين ومسؤولين تأكيدهم أنه من غير المتوقع أن تكون هذه العملية "الوقحة"، التي نفذها فريق مؤلف من 15 عميلاً سعودياً أُرسلوا إلى إسطنبول، قد نفذها " قتلة مارقون"، وذلك كما وصفهم ترامب عقب مكالمة هاتفية مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وقال رودولف دبليو جيولياني، المستشار الرئاسي السابق: إن "العديد من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية يعتقدون أن السعوديين قتلوا خاشقجي، والسؤال الذي لم يكن له إجابة هو: هل مَن أمر بالقتل هو الملك أم ولي العهد أم جماعة أخرى كانت تحاول إرضاءه؟".
وقبل أن يختفي خاشقجي في القنصلية، كان بن سلمان يسعى لاستعادته، حيث حاول إغواءه في أثناء إقامته بمدينة فرجينيا في أمريكا، بحسب معلومات استخباراتية أمريكية أكدت أنه ناقش الخطة مع مسؤولين سعوديين.
وتابعت الصحيفة أنه في شهر سبتمبر الماضي، تواصل مسؤول سعودي رفيع مقرب من بن سلمان، وهو سعود القحطاني، مع خاشقجي وأبلغه احتمالية أن يسنَد إليه عمل هام في حال عاد إلى السعودية، بحسب ما رواه خالد صفوري، الناشط السياسي الأمريكي من أصول عربية والمقرب من خاشقجي.
وبيّن صفوري أن خاشقجي أبلغه ذلك، غير أنه أكد أنه لن يعود، قائلاً: "أنا لا أثق بهم أبداً".
العديد من أصدقاء خاشقجي ممن تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب مخاوف أمنية، قالوا قصصاً متشابهة حول مساعي الرياض لاستعادة خاشقجي.
وبحسب التحقيقات، فإن أعضاء الفريق الأمني السعودي توجهوا لإسطنبول لتنفيذ العملية بعد أن علموا بموعد زيارته القنصلية، وتشير التحقيقات إلى علاقة هذا الفريق بولي العهد السعودي مباشرة.
وتقول "واشنطن بوست"، إن أحد أعضاء الفريق المؤلف من 15 عميلاً سعودياً، ويدعى خالد عايد العتيبي، قام بعدة زيارات إلى الولايات المتحدة برفقة كبار المسؤولين السعوديين، من بينهم بن سلمان خلال آخر زيارة له لأمريكا.
وتشير مصادر الصحيفة إلى أن العتيبي وصل قبل ثلاثة أيام من وصول بن سلمان إلى أمريكا، كأحد أفراد الحرس الملكي الخاص بولي العهد.
والعتيبي واحد من بين 11 عضواً ضمن فريق سعودي مؤلف من 15 عميلاً، نفذوا عملية قتل خاشقجي بالقنصلية، في حين أن البقية لهم علاقات بطريقة أو بأخرى مع أجهزة الأمن السعودي.