هذا الاعتراف جراء وكما قلنا ـ في مقال سابق ـ اثر مفاوضات وصفقة كبيرة "للغاية" بين تركيا وأميركا والسعودية ولربما اطراف اقليمية ودولية اخرى، استحلب فيها ترامب الملك السعودي سلمان وابنه وريث عرش الجنرال الصغير (ابو منشار)، كما استحلبت تركيا المواقف السعودية والمليارات... فقد كان التهديد بالفضيحة كبيراً والمطلوب كان اما صفقة بهذه المواصفات او رأس سلمان وابنه محمد.
بقي الان الاعلان عن تفاصيل المسرحية التي يجب اخراجها لاستغفال الرأي العام والضحك عن العالم بأسره.. او كهذا يتصورون، لذلك جاء التصريح الأميركي وعلى لسان ترامب نفسه بأن العناصر غير المنضبطة في السلطة السعودية هي من قامت بذلك، فما هو عدد هذه العناصر غير المنضبطة ومن يديرها ومن يحركها في السلطة السعودية؟!!
وبغض النظر عن مكاسب هذه الصفقة للأطراف المشاركة فيه او لربما للمنطقة ـ من باب لجم السلوكيات الهمجية السعودية ـ وما كشفته من زيف ادعاءات حقوق الانسان والديمقراطية والتي نعرف تماماً كذب ودجل الرافعين لشعاراتها من أميركان وحتى اتراك، الذين يكفي ان ننظر الى دورهم في عملية ظهور ودعم داعش والنصرة وسائر المجموعات التكفيرية الارهابية الدموية، لنعرف من هم وكيف يفكرون وينظرون الى الانسان.. ينبغي ان لا يفلت الجنرال الصغير (ابو منشار) ونظامه الدموي من هذه الفعلة الشنيعة، خاصة وان هناك تعاطف معها في الغرب من قبل المنظمات المدنية والرأي العام والاجنحة المتصارعة داخل الولايات المتحدة.
ان المطالبة بالكشف عن صورة جثة خاشقجي المقطعة امام الاعلام لا بد ان يكون احد أهم المطالب وايضاً تشكيل لجنة تحقيق دولية مع من تتهمهم السلطات السعودية بتنفيذ الجريمة ـ ان اتهمت احداً - ونشرت الصحافة التركية صورهم وتسجيلاتهم.. كما لابد ان يستمع العالم الى تفاصيل الجريمة لتوثيقها ونشرها على شكل كتاب وملفات رقمية وليعرف العالم دموية النظام السعودي ومستوى اجرامه الذي يطال كل يوم ومنذ اربع سنوات اطفال اليمن وشعبه.
فهل سيكشف الاتراك والسعوديون عن صورة جثة خاشقجي ومحل دفن اجزاءها.. وهل سيلصقون الاجزاء مع بعضها؟!!
هل سيعرضون آلات ووسائل القتل والتقطيع على الرأي العام.. وهل سينفذون حكم الاعدام بمن نفذ الجريمة بأعتبارهم عناصر مارقة كلفت النظام السعودي الكثير؟!!
لا اعتقد انه سيحصل شئ من ذلك.. لأن اعلان السلطات السعودية بتشكيل لجنة تحقيق داخلية يعني نهاية الحقيقة التي لم تر في عمرها النور على يد آل سعود في جميع المفات التي شكلوا لجان تحقيق على الورق من اجلها ولعل احدها مجزرة منى سنة 2015 التي راح ضحيتها آلاف الحجاج.
وما حديث الجانب التركي عن فرضية الاذابة بالتيزاب (خليط حامض النتريك والهيدروكلوريك) وبالمناسبة هذا الحامض يسمى "الماء الملكي!"، الا خطوة باتجاه عدم نشر اي صورة لجثة المغدور.
من جانب آخر هل لنا ان نراهن على الانسانية والرأي العام ومنظمات حقوق الانسان...؟
لا أدري فالتاريخ لربما سيسخر منا اذا راهنّا، وامامنا ما حلّ بالشعب الفلسطيني واليمني والدمار الذي سببه الارهاب الأميركي ـ الوهابي في العراق وافغانستان وسوريا وليبيا... الخ
وبالرغم من ذلك فالأمل يدعونا الى الاستمرار في المراهنة!!
ما اعرفه تماماً وعلى يقين منه هو ان "ربنا يمهل ولايهمل" وانه "بشر القاتل بالقتل".
بقلم: علاء الرضائي