الصور التي نشرتها تركيا عن تسليم الجماعات المسلحة لاسلحتها الثقيلة وان واجهت بعض الشكوك لكن تاييد الجانب الروسي لها بدد هذه الشكوك تقريبا، وكشف عن انه يمكن الوثوق بالاتراك الى حد ما. وفيما راى البعض ان عدم اعلام بعض الجماعات الارهابية مثل "النصرة" و "حراس الدين" و "الحزب التركستاني" صراحة عن تسليم اسلحتها ينم عن فشل اتفاق سوتشي، كشفت بعض المصادر المطلعة كشفت عن ان هذه الجماعات الارهابية وان لم تعلن عن موافقتها صراحة لكنها طبقته عمليا.
وبعد كل هذا يبدو ان المرحلة الصعبة والمعقدة لهذه العملية هي ما سيتم تطبيقها خلال الايام الثلاثة القادمة ، حيث من المقرر ان تخرج الجماعات الارهابية من المنطقة منزوعة السلاح الى مناطق اخرى تخضع لدوريات مشتركة من الشرطة الروسية والتركية .
مواقف الجماعات المسلحة والارهابية في ادلب وان كانت تنم عن ازدواجية في الاعلان والتعاطي فيما يخص تسليم الاسلحة الثقيلة بداية، والتسليم رغم التصريح بالمعارضة والصمت نهاية، لكن الامر اذي يجب عدم التغافل عنه وعدم استبعاده هو محاولات هذه الجماعات المسلحة الحصول على تنازلات خلال الايام القادمة عبر الجانب التركي الذي يمثلها في سوتشي . لا يجب ان ننسى بان الارهابيين وفي ضوء الظروف الجديدة لا خيار امامهم سوى تسليم اخر معاقلهم . كما ان الجماعات الارهابية مثل "النصرة و "التركستاني" و "حراس الدين" وقبل كل شيء يجب ان تقنع عناصرها التي تم تسخيرها لخوض حرب استغرقت سبع سنوات بلا تحقيق اي نتيجة؟.
وبما ان الجماعات الارهابية لا زالت تسيطر على مناطق حيوية واستراتيجية مثل طريق حلب- دمشق و حلب - حمأة- حلب - اللاذقية و ... فان السبب الوحيد الذي يمكن ان يرغم هذه الجماعات على الرضوخ للمرحلة الثانية من اتفاق سوتشي وتطبيقه، هو انه لم يعد امام الجماعات الارهابية املا اخر لاستمرار حياتها وديموميتها سوى القبول باتفاق سوتشي و الخروج من المنطقة منزوعة السلاح .
ورغم ما سبق فان الارهابيين لا زالو يعقدون الامل على الدعم الامريكي والغربي وبالطبع الدعم الاقليمي الذي يصلهم من عربان المنطقة. ويبدو ان هذا الامل كان في محله حيث وصلتهم رسائل مطمئنة بعض الشيء في هذا المجال، وخير دليل على ذلك الانباء التي تشير الى استمرار الدعم الامريكي والبريطاني والفرنسي لجماعة "الخوذ البيضاء" في ادلب .
الارهابيون طرحوا بعض المطالب خلال الايام الاخيرة مثل الاستفادة من الممرات بين حلب -اللاذقية وكذلك حلب- حمأة الى جانب تمديد المهلة المقررة للانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح ، لكن هذه المطالب تم رفضها ولم تلق اي ترحيب من قبل اي من اطراف المفاوضات ، لكن الظاهر هو ان الجماعات الارهابية ستواصل العزف على هذا الوتر حتى الخامس عشر من اكتوبر.
مسالة اخلاء المنطقة منزوعة السلاح من الارهابيين ستمضي قدما وبشكل سلمي خلال الايام الثلاثة المقيلة بناء على الاتفاق الموقع وفقا للمؤشرات، لكن المسالة الاهم التي ستشكل عقبة امام تطبيق الاتفاق هي، هل ستقبل الجماعات المسلحة بالرضوخ لعودة ادلب الى السيادة السورية ام لا؟. فبناء على اتفاق سوتشي يجب ان تعود هذه المحافظة الى كنف الدولة السورية بعد انسحاب الجماعات المسلحة والارهابية منها وتسليمها للسلاح الثقيل وتسيير دوريات روسية- تركية مشتركة على ان تتولى الحكومة السورية تقديم الخدمات للاهالي . نقطة الخلاف هنا ان الحكومة السورية ترى في الاتفاق اجراء مؤقتا فيما تنظر الجماعات المسلحة اليه كاجراء دائمي. الاختلاف القائم في هذا المجال كان بإمكانه ان يجعل جذوة امل الارهابيين متقدة، فيما لو تخلى الجيش السوري عن مسؤوليته ووضعها بعهدة الجانبين التركي والروسي اعتمادا على اتفاق سوتشي، لكن الحكومة والجيش السوري عاقدان العزم على استعادة ادلب بأي ثمن اذا فشل اتفاق سوتشي .
نهاية ينبغي القول ان ادلب إما ستكون عيونها خضراء برفرفة العلم السوري عليها واما ستشهد انطلاق المرحلة الاخيرة من الحرب التي استغرقت سبع سنوات .
وکالات