وقُضي على الفيروس القاتل منذ حوالي 40 عاما، بعد إطلاق حملة تلقيح واسعة النطاق. ومع ذلك، فقد أشارت دراسة حديثة نجحت في استعادة فيروس الجدري، عن طريق تجميع أجزاء من الحمض النووي، إلى احتمال أن يصبح الفيروس سلاحا حيويا.
وكشف علماء جامعة ألبرتا، النقاب عن إعادة إنتاج فيروس الجدري المثير للجدل، باستخدام علم الأحياء التركيبي، في دراسة صدرت خلال شهر يناير عام 2018.
وأحيا علماء الأحياء المجهرية الكندية الفيروس عن طريق شراء الحمض النووي المركب على الإنترنت، مقابل 100 ألف دولار.
وفي حين أن التكنولوجيا لديها القدرة على خلق الأعضاء البشرية المنقذة للحياة، إلا أن النقاد يحذرون من أن هذا التطور يمكن أن يكون ذا نتائج كارثية. ومن الناحية النظرية، يمكن استخدام الطريقة نفسها لتصنيع فيروس الجدري بتكلفة منخفضة نسبيا.
وحذر عالم الكيمياء الحيوية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كيفين إسفلت، في دراسة نُشرت الأسبوع الماضي، بالقول: "على الرغم من التقدم المتوقع تماما في تكوين الحمض النووي، يمكن لكل إنسان متصل بالإنترنت الوصول إلى المخططات الجينية للفيروسات التي قد تقتل الملايين".
واستطرد موضحا: "هذه الأخطار يتم تلخيصها بشكل ملائم بمقالات معينة على ويكيبيديا، والتي تستشهد على نحو مفيد بالأدب الفني ذي الصلة بسوء الاستخدام".
وفي الواقع، حذر إسفلت من أن الوصول غير المحدود لملايين البشر إلى معلومات حول هذه التكنولوجيا، كبير جدا بالفعل، لذا لا تنبغي مناقشة مسألة "زرع البذور".
وتفيد التقارير بأن الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، تستجيب بالفعل لبرنامج الدفاع الكيميائي والبيولوجي، لتقييم الخطر المحتمل الذي تشكله البيولوجيا التركيبية.
ولحسن الحظ، توافق 178 دولة وقعت على اتفاقية الأسلحة البيولوجية والسمية، على أن الأسلحة البيولوجية ليس لها مكان في الحرب الحديثة. وفي حين أن التهديد قائم في مجال استخدام الإرهابيين للتكنولوجيا، إلا أن إنشاء وتوزيع فيروس سيكون صعبا للغاية بدون خبراء وموارد كبيرة.