هَذهِ السيّدة التي تَنتمِي إلى والدِين هِنديّين مُهاجِرَين، كانَت تُجَسِّد قمّة البذاءَة والعُنصريّة والتَّطرُّف، والوقوف خَلف كُل سِياسات الرئيس ترامب في قَرعِ طُبولِ الحَرب ضِد إيران، ونقل السِّفارة الأمريكيّة مِن تل ابيب إلى القُدس المحتلة، والاعتراف بِها عاصِمةً للدَّولةِ العِبريّة، وشَن حَربٍ مُدَمِّرةٍ على سورية وبَقاءِ القُوّات الأمريكيّة فيها.
ليسَ أدَلُّ على هذا الفُحش في القَول ما قالته في مؤتمر “الإيباك” رأس حِربَة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الذي انعَقد في نيسان (إبريل) الماضي “أنا أرتدي حِذاء ذا كَعبٍ عالٍ ليس مِن أجلِ المُوضة، ولكن أركُل أيَّ شَخصٍ يُوجِّه انتقادًا لإسرائيل”.
لا نَعرِف الأسباب الحقيقيّة التي دَفَعَت هيلي للاستقالة مِن مَنصِبها فَجأةً، فما قالته أنّها تُريد الرَّاحة غَيرُ مُقنِع على الإطلاق، ولكن ما نعرفه أن “قِلّة” في الأُمم المتحدة سيتأسّفون على رَحيلِها، أبرَزهم أعضاء الوَفد الإسرائيليّ في المُنظّمة الدوليّة.
مِن غَير المُستَغرب أن تكون السيدة هيلي استقالت إثر خِلافٍ مع مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الحاليّ، مِثلَما اختلفت مع ريكس تيلرسون، سَلفه في المنصب نفسه، أو ربّما للاستعدادِ لخَوضِ الانتخابات الرئاسيّة المُقبِلة بعد عامَين كمُرشَّح الحِزب الجمهوري، مُعتَمدةً على آرائِها العُنصريّة ضِد المُهاجرين مِن أمثالِها، ودعم اللوبي اليهودي، وجاريد كوشنر، صِهر الرئيس ترامب وزوج ابنته إيفانكا، الذي تَربُطه وزوجته علاقات صداقة قَويّة بِها.
استقالة هيلي مِن مَنصِبها لا يعني أنّ مَن سيَخلِفها سيَكون أفضَلَ مِنها، فالعُنصريّة، وكراهيّة العَرب والمُسلمين بالذَّات، ودَعم جرائِم الحَرب الإسرائيليّة باتَت مِن صُلب قِيَم ومَبادِئ وسِياسات إدارة الرئيس ترامب.
لا أسَفَ على رَحيلِها.. ولن نُفاجَأ إذا ما كَسَر الكَثير مِن المَندوبين في الأُمم المتحدة الجِرار الفُخاريّة احتفالًا بخُروجِها مِن هذا المبنى الذي مِن المُفتَرض أن يكون عُنوانًا للتَّسامُح والأمن والاستقرار في العالم، وليسَ قَرعُ طُبولِ الحَرب، ودَعمِ السِّياسات العُنصريّة.
“رأي اليوم”