حيث يشعر الفرد وكأن شيئا ما يمسك به ويحاول خنقه، حتى أنه لا يستطيع القدرة على التنفس بانتظام في بعض الأحيان ويشعر بشلل مؤقت في أطرافه، وحركات عينيه ولسانه.
وذكرت بعض الأساطير والحكايات الشعبية العربية القديمة أن تلك الحالة تعرف بـ"الجاثوم".
وهو عبارة عن جني يأتي إلى الأشخاص ويجلس على صدورهم ويحاول خنقهم، لذلك يشعرون بعدم قدرتهم على التنفس، وفي أساطير أخرى تقول أن الجاثوم شيطان عاشق للنساء!.
وتروي بعض الحالات،تعرضها لتلك الحالة الغريبة، حيث تقول سلوى العطار "ربة منزل": بنام ،ودايما بحس إن في حد بيحاول يخنقني ومكتفني من دراعي، ومبقدرش أتكلم ولا حتى أنادي على حد، بس بفضل أذكر ربنا في سري لحد ما أفوق".
وتروي ندى محمد "طالبة جامعية"، أنها حدثت لها تلك الحالة باستمرار وازدادت حالتها سوءًا، خاصة في الأعوام الأخيرة قائلة: "أنا معرفش إيه اللي بيحصلي فجأة وأنا نايمة، بحس إن جسمي كله مشلول ومش قادرة أفتح عيني، وأخر مرة خوفت أوي لدرجة إني حاولت أنادي على ماما بس مقدرتش أفتح بوقي، وكأن حد لازق شفايفي بحاجة".
بينما تقول نهى السيد "مُعلمة"، أن شلل النوم يأتي لها غالبًا بعدما تقضي يوم عمل شاق: "بقيت ألاحظ إني لما بعمل مجهود كبير في أي يوم، الحالة دي لازم تحصلي بليل، ودايما تحصلي بشكل بيخوفني وأنا نايمة لوحدي ومفيش حد معايا في الأوضة، لدرجة إني شكيت إني ملبوسة".
وأضافت سهيلة محمد "موظفة": "هو وأنا نايمة بحس إني فجأة شايفة حد بس بدون ملامح قدامي مش بيتكلم، هو واقف بس وبيقرب عليا كأنه هيخنقني، ومبقدرش أصرخ ولا أتكلم بس كل اللي بكون حساه إني فايقة جدا وبصاله ومفتحة عيني، وهو بيحاول يقرب وأنا ببعد لحد ما أقوم في الأخر تاني، رغم إني فايقة أصلا بس معرفش إزاي بقوم مرتين".
وعن رأي الدين حول مدى صحة وجود جنّي يعرف بـ"الجاثوم"، يتسبب في حدوث تلك الحالة، وأكدا الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن، والدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة، أكدا عدم وجود جن مسؤول عن تلك الحالة، قائلين: "يُسأل في ذلك الأمر علم النفس، والدين ليس لديه معلومات عن تلك الخرافات الكاذبة".
وأوضحت الدكتورة هالة حماد استشاري طب الأطفال والمراهقين،أن تلك الحالة ليست نفسية بل هي مجرد اضطرابات للنوم، وأنه في حالة رؤية بعض الأشخاص لأشياء مخيفة، لا تكون إلا مجرد هلاوس بصرية فقط قد تتسبب في الرعب لهم.
وأرجعت حدوث تلك الحالة لبعض الأسباب هي، عدم انتظام الشخص في نومه، أو عدم النوم لساعات كافية، أو بسبب النوم على الضهر، وفي أحيانًا أخرى ترجع لبعض العوامل الوراثية في الأسرة.
وأضافت: "لتجنب التعرض لشلل النوم يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة، منها النوم بطريقة منتظمة، والنوم لمدة تتراوح من 6 إلى 8 ساعات يومية، ويفضل النوم في جو هادئ وإضاءة خافتة، وعدم أكل وجبات ثقيلة قبل النوم، وتأدية بعض التمرينات الرياضية قبل النوم بـ4 ساعات على الأقل".
وبالبحث في كتب ابن سينا، نجد أنه ذكر الجاثوم والكابوس في كتابه "القانون في الطب" حيث كتب في وصفه: "ويسمى الخانق وقد يسمى بالعربية الجاثوم والنيدلان، الكابوس مرض يحسّ فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالاً ثقيلاً يقع عليه ويعصره ويضيق نفسه فينقطع صوته وحركته ويكاد يختنق لانسداد المسام.
وإذا تقضى عنه انتبه دفعة وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث إما الصرع وإما السكتة وإما ألمانيا (الهوس) وذلك إذا كان من مواد مزدحمة ولم يكن من أسباب أخرى غير مادية.
ولكن سببه في الأكثر بخار مواد غليظة دموية أو بلغمية أو سوداوية ترتفع إلى الدماغ دفعة في حال سكون حركة اليقظة المحلّلة للبخار ويتخيل كل خلط بلونه.
وعلامة كل خلط ظاهرة بالقوانين المتقدمة، وقد يكون من برد شديد يصيب الرأس دفعة عند النوم فيعصره ويكثفه ويقبضه ويختل منه تلك الخيالات بعينها ولا يكون ذلك إلا لضعف أيضاً من الدماغ لحرارته أو سوء مزاج به".