تبدو بتاريخها، وبظهورها الإعلامي على قلته، أماً لمجتمع بأكمله. لا تحد "أم عماد" مغنية، بلقبها فقط. هي أكبر من والدة لشهداء ثلاث وجدة لشهيد سقطوا جميعاً على طريق فلسطين. يراها أبناء المقاومة، أماً لهم، لفقدها امس الإثنين، حزن عميق.
آمنة سلامة. المربية لجيل من المقاومين، كان قدرها في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، من موقعها، طويلاً يعود إلى ما قبل اجتياح بيروت عام 1982.
درب مليء بالردهات أخذ بيد "أم عماد" لتمسي أيقونة لمقاومة ذخرتها من نفسها بأبنائها الثلاث عماد وفؤاد وجهاد.
وقد كان الموعد الأول مع الإبن الأصغر، جهاد، الذي قضى عام 1984. 10 سنوات تكفلت بإثكال "أم عماد" بإبنها الثاني، فؤاد، بتفجير في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 1994.
* الميادين نت
وبعد، حل الموت مجدداً في دارة "أم عماد". هذه المرة كان الناعي يحمل خبراً في طياته شهادة أحد صناع معادلات الصراع مع "إسرائيل". عماد، الإبن البكر، القائد العسكري لحزب الله، وقد قتل غيلة في دمشق عام 2008.
قصة "أم عماد" مع المقاومة انتهت بشهادة "الحاج رضوان". لا. حاكت فصلاً جديداً من دروس النضال، عندما قضى حفيدها جهاد، نجل ابنها الأكبر، شهيداً باستهداف "اسرائيل" لمجموعة القنيطرة عام 2015.
العام الماضي، فقدت "أم عماد" من كان أنيسها في وجه صعوبات مراحل المقاومة وآلامها، "أبو عماد" فايز مغنية. أثقلها الفقد هذه المرة، فأسرعت الرحيل، وبقيت بكلماتها التي سجلتها عدسات الكاميرا، بعد كل ملمة، تلطم كيد المحتل على وجهه، وتلهم جيلاً آخراً من المقاومين.