الجيش السوري لم يكن عاجز في أي لحظة عن الرد بالصواريخ على كيان العدو و لكن الحرب في الداخل فرضت على القوات السورية الصبر الاستراتيجي (فإذا أراد الغرب حرب شاملة في المنطقة نحن جاهزون و لكن بالوقت الذي يناسبنا اي بعد القضاء على الارهاب و بعد بناء الدفاع الجوي السوري) , علماً من يقاتلهم الجيش السوري في النهاية حالهم كحال الإسرائيليين ليسوا أكثر من مرتزقة للعدو الامريكي و ضرب داعش أو النصرة كضرب الاحتلال الصهيوني نفسه.
و مع بدأ تعافي سورية بدأت الردود السورية تتصاعد و معها بدأ بناء الدفاعات السورية من جديد, و تمكنت سورية من إصابة عدد من الطائرات الصهيونية و إسقاط واحدة مما دفع العدو لإستخدام الاجواء الاردنية ضد سورية و البحث عن نقاط ضعف وإستعمال صواريخ ارض ارض (لورا) و صواريخ بعيدة المدى (دليلة) وقنابل إنزلاقية فائقة التقانة و الحداثة, فيما قام الجيش العربي السوري بالرد صاروخياً على كيان العدو و قصف مواقع العدو بـ 55 صاروخ في أول رد عسكري مباشر, ومن يراقب ما حدث لا يمكن الا أن يكشف إمور خطيرة خلال هذه الحرب, إختفت في ظل الحرب النفسية التي تترافق مع الاعتداءات الصهيونية:
1- الغارات الصهيونية حققت نتائج وصلت الى 100% مطلع الحرب على سورية و بدأت بالتناقص وصولاً الى أقل من 30% مع إعادة نشر الدفاعات السورية بعد تحرير العديد من المناطق.
2- العدو الصهيوني إنتقل الى ضرب المواقع المدنية لتحقيق نتائج و آخرها معمل الألمونيوم في اللاذقية الغير محصن بالدفاعات الجوية كحال المطارات العسكرية و تم الإختباء بالطائرة الروسية لتحقيق الضربات عبر قنابل إنزلاقية و الهرب و مع ذلك أطلقت القوات الصهيونية و الفرنسية عشرات الصواريخ لتشتيت لدفاعات السورية لتتمكن من ضرب هدف مدني واحد بعدة قنابل.
3- جميع ما أنجزته القوات السورية حتى الآن تم بواسطة الدفاعات الارضية و دون الحاجة للطائرات القتالية أو الإعتراضية, و دون تشغيل كامل المنظومة القتالية , و دون إعادة نشر كامل الدفاعات السورية حيث لا تزال الكثير من المواقع العسكرية التي أخلاها الجيش السوري مطلع الحرب على سورية مهجورة رغم تحرير محيطها, أي أن الأسلحة القديمة تصدت لإعتداءات رغم ان الدفاع الجوي غير مكتمل حتى الساعه.
4- جميع النتائج التي حققها الجيش السوري هي قبل أن تصل الدفاعات الجوية الروسية الجديدة الى سورية و التي أعلن عنها وزير الدفاع الروسي بعد سقوط الطائرة الروسية و التي ضمنها اس-300 و تعزيز الدفاعات قصيرة المدى.
5- جميع الهجمات الصهيونية كانت غدراً و ليس في حالة حرب حيث أنه في حاله الحرب فإن الصواريخ الباليستية السورية من المؤكد ستدك المطارات الصهيونية و من المؤكد أن الدفاعات السورية ستلاحق الطيران الصهيوني قبل أن تصل للسواحل او قبل ان تدخل سورية من الاردن فوضع الدفاع يختلف عن حال الحرب.
6- الدفاعات الصهيونية لم تتمكن من إعتراض أي صاروخ سوري رغم انها كانت في حال جاهزية قتالية كاملة بعد الاعتداء على سورية علماً بأن الجيش العربي السوري إستهدف أكثر المواقع العسكرية الصهيونية تحصين جوي و هي مواقع جبل الشيخ و مواقع الاستخبارات الصهيونية في الجولان المحتل.
7- جميع النتائج ليست بأفضل و أحدث الأسلحة التي يمكن أن تحصل عليها سورية فيما لو ذهبت المنطقة للتصعيد مثل منظومة اس-400 و المقاتلات الحديثة كطائرات سو-30 اس ام, بل حققت النتائج بأسلحة قديمة و بعض الأسلحة الحديثة قصيرة المدى منظومة بانتسر اس-1.
8- لوحظ أنه بعد رد الجيش السوري أن الإعتداءات الاسرائيلية على سورية تمت بمشاركة الناتو و لم تعد غارات صهيونية, و بل الغارة الأخيرة على اللاذقية لم تحدث الا بعد حشد قوات الناتو شرق المتوسط و بمشاركة أكثر من خمس دول من الناتو بما فيها فرقاطة فرنسية .
9- منذ عدة أشهر لم يستهدف العدوان الصهيوني لواء فاطميون الذي يعتبره الصهاينة وجود إيراني في سورية , و فسرت إيران هذا الامر بأنه بسبب الرد الايراني الذي لم تكشفه و الذي يتوقع انه لم يكن في سورية ولا من سورية بل كان رد خارج سورية.
10- سورية بالأسلحة القديمة نجحت بحماية الكثير من المواقع بما فيها ضد هجمات العدوان الثلاثي المكثفة التي فشلت في تعطيل أي مطار في حين العدو الصهيوني فشل في حماية تل أبيب و غرب القدس من صواريخ المقاومة الفلسطينية كما فشل في التصدي للصواريخ السورية, علماً بأن الصواريخ النقطية لم تدخل أي قتال مع العدو الإسرائيلي, علماً بأننا جميعاً نعلم أن أي حديث صهيوني عن إعتراض صاروخ فلسطيني يشبه تماماً حديث السعودية عن تصديها للصواريخ اليمنية.
11- الدورنات الصهيونية (و الامريكية التي بيد الارهابيين بما فيها الخشبية) فشلت في خرق الدفاعات السورية بجميع أشالها في حين حلق دورن لحزب الله فوق مفاعل ديمونة و هو من أكثر المناطق تحصين بالدفاعات الجوية في العالم.
12- ترامب قرر الخروج من سورية و ربط كل شيء بالوجود الايراني رغم ان الوجود الايراني لازال عبارة عن خبراء عسكريين يشرفون على تدريب متطوعين للقتال كقوات رديفة للجيش السوري, وفي حال ذهبت المنطقة للتصعيد فمن غير المستبعد أن تتحقق أكاذيب الاسرائيلين و تأتي القوات الإيرانية كما جاء حزب الله بعد سنوات من الاشاعات الكاذبة عن وجوده على الارض ليحقق لهم كابوسهم و يجعلهم يندمون على ذكر وجوده في سورية .
مما سبق يمكن الجزم بأن جيش الإحتلال الصهيوني الذي يفترض أن يكون أداة الناتو في المنطقة أصبح محمي بالناتو وليس بجيش العدو الصهيوني و صفقة الدفاعات الجوية الروسية القادمة الى سورية ستشكل كارثة بكل ما للكلمة من معنى على كيان العدو الصهيوني, و أصبح وجود كيان العدو الصهيوني غير مرتبط بجيش الإحتلال بل مرتبط بالقواعد الامريكية في الاردن و تركيا و البحرين و قطر و الكويت و السعودية, و عليه فإن ما يسمى ناتو عربي لم يكن أبداً موجه ضد إيران لانها إيران بل هو لحماية "إسرائيل" بكل ما للكلمة من معنى و ذلك بسبب نتائج الصراعات في المنطقة و حتى العدوان على اليمن هدفه الرئيسي محاصرة غزة شأنه شأن نشر داعش في سيناء المصرية لمحاصرة المقاومة الفلسطينية, فمن الواضح أن نتائج العدوان على سورية تشبه كثيراً نتائج العدوان على العراق و بل أكثر خطورة حيث أنها ستترك واقعاً مختلف تماماً عن الواقع الذي كان قبل العدوان على سورية.
نعم رغم كل الضخ الاعلامي و محاولات إظهار سورية دولة ضعيفة أو تتعرض لضربات ولا ترد مباشرة و لكن من المؤكد أن نتائج الغارات الصهيونية لأي متابع عسكري أو مدني تشكل كارثة كبرى على كيان العدو و عمر كيان الاحتلال الصهيوني أصبح مرتبط بالوجود الامريكي في المنطقة لا أكثر و لا أقل, و خصوصاً أن كل تحالفات العالم الغربي الآن هدفها إشعال العراق مجدداً و ذلك لفصل سورية عن إيران و لن ينجحوا في ذلك, و لكن يبقى السؤال حتى لو نجح الأمريكي في إشعال العراق للمرة الثالثة هل يمكن أن تتغير موازين القوى في المنطقة..؟
جهينة نيوز- كفاح نصر