موقف الدول الاخرى ايضا العربية منها والغربية ، كان اكثر تشددا حيث لم تكتف فقط برحيل الاسد بل كانت تطالب بتقديمه الى المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب متناسية كما هو ديدنها ، من ساعد وموّل الارهابيين ليعيثوا في الارض فسادا في سوريا والعراق والعديد من البلدان الاخرى . من باب ان العاقل تكفيه الاشارة لسنا هنا في وارد تسمية اسماء الدول التي دعمت الارهابيين وتتشدق حاليا بمكافحتهم وتعقد المؤتمرات وتشكل الائتلافات الخاوية . ما يهمنا لان هو انه مضى على تلك التصريحات حوالي سبع سنوات وقد تغيرت الكثير من الامور .
منذ سبع سنوات كانت معظم الاراضي السورية تخضع لسيطرة الجماعات الارهابية المسلحة بدءا من "داعش" و "النصرة" و مرورا بالتركستان والاويغور والشيشان وانتهاءا بشذاذ الارض الاخرين . لكن الجيش العربي السوري وبفضل الدعم الايراني والروسي والقوات الرديقة الاخرى صمد امام هذه الحرب الكونية وبدا تدريجيا يستعيد عافيته ويطهّر اراضيه من دنس الارهابيين الى ان وصل الامر بحصرهم في محافظة ادلب وجيب صغير من السويداء . هنا بدأ ممولوا الارهاب اجراءاتهم لانقاذ ورقتهم الخاسرة واخراجها من اللعبة عسى ولعل ان يستخدموها في مكان اخر . وما التقارير التي تشير الى تواجد القوات الامريكية مع مروحياتها في كل منطقة يتم فيها محاصرة الارهابيين او التقارير التي تشير الى نقل الدواعش لافغانستان الا غيض من فيض هذه المحاولا المستميتة لانقاذ الارهابيين الذي هم من صناعتهم باعترافهم هم . لكن الاهم حاليا هو اننا لم نعد نسمع من اي دولة من تلك الدول اي تصريحات بشأن رحيل الاسد الا من قبل اشخصاص نكرة لا يقدمون ولا يؤخرون ، وحتى اولئك لايدلون بمثل هذه التصريحات الا بشكل خجول . ولكن لماذا ؟
الحقيقة هي ان بقاء الاسد بات امرا محسوما بعد ان حسم الكثير بل جميع المعارك لصالحه بفضل صمود جيشه ودعم حلفائه ، وباتت له اليد الطولى في اي مفاوضات مستقبلية ، في المقابل لم يعد في يد ممولي وداعمي الارهاب في سوريا اي ورقة ليس رابحة بل مشجعة ايضا , حيث اما تم القضاء على ارهابييهم او تهجيرهم الى محل حتفهم اي محافظة ادلب التي تنتظر دورها خلال الاشهر القادمة اما سلما او حربا . اذا ليس من الحكمة ان يتم التنويه الى هذا الامر وليس من العقلانية ايضا وهذا هو سر صمت الجميع وعدم تطرقهم الى رحيل الاسد .
بقلم : احمد سعيد