وأكدت مصادر متطابقة أن اللقاء عقد يوم الخميس وسبق خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة في دورة اجتماعاتها السنوية رقم 73.
وذكرت المصادر أن اللقاء تناول سبل دفع وتيرة علاقات التطبيع بين الإمارات والكيان الإسرائيلي بما في ذلك التعاون الأمني والاقتصادي.
واللقاء الذي عقد بعيدا عن وسائل الإعلام ولم يتم الإعلان عنه لوسائل الإعلام تم بتنسيق إسرائيلي إماراتي مسبق.
ولا يعد اللقاء بين عبد الله بن زايد ونتنياهو الأول من نوعه إذ سبق أن تم الكشف عن لقاء بينهما عقد عام 2012، في مدينة نيويورك الأمريكية.
وقالت “هآرتس” الإسرائيلية في تموز/يوليو 2017 إنه بعد سنوات من الحديث عبر وسطاء، اجتمع نتنياهو وبن زايد بداخل فندق إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي في مدينة نيويورك، في يوم 28 سبتمبر/أيلول 2012.
وقال وزير الخارجية الإماراتي في ذلك الاجتماع السري لنتنياهو إنه لن يكون هناك دفء في العلاقات مع "إسرائيل"، إلا بإحراز تقدم مع الفلسطينيين، بحسب ما نقلته الصحيفة الإسرائيلية عن دبلوماسيين غربيين كبار، رفضوا الكشف عن هويتهم لحساسية تلك المسألة.
وقد أكد يوسي ميلمان معلّق الشؤون الاستخبارية في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إنّ هناك ما يدلل على أن نتنياهو التقى سراً، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمسؤولين عرب من دون أن يسمي وزير الخارجية الإماراتي.
وفي تغريدة كتبها على حسابه في “تويتر”، أوضح ميلمان أنّ زلة لسان صدرت عن وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، خلال مشاركته في احتفال ديني يهودي نظم، الليلة الماضية، في نيويورك، وحضره نتنياهو وزوجته سارة، دلّلت على أنّ نتنياهو التقى فعلاً سراً بمسؤولين عرب، وأنّ الأمر لم يقتصر على اللقاء العلني الذي جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأشار ميلمان إلى أنّ قرا أشاد بـ”القدرات القيادية” لنتنياهو، وأنّه من خلال مشاركته في لقاءات جمعت نتنياهو بقادة عرب، أدرك أنّ هؤلاء القادة “يقدّرون” كثيراً رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الوزير الإسرائيلي، إنّ زعماء الشرق الأوسط الذين يلتقيهم نتنياهو سراً وعلناً يتعاملون معه “كما لو كان قائداً لهم”.
ووجّه قرا حديثه للحضور، قائلاً “أن ترى زعماء من محيطنا في منطقة الشرق الأوسط ينظرون إليه (نتنياهو) بإعجاب وإكبار، إنّهم يتعاملون معه كما لو كان قائداً لهم، تلاحظ ببساطة مستوى توقعاتهم منه، يرغبون في التواصل معه، لأنّه بات جزءاً أساسياً من منظومة الفعل في الشرق الأوسط، وهم يعون أنّه بدون نتنياهو سيكون الأمر مستحيلاً”.
وأضاف قرا، الذي نشرت أيضاً الصحافية الإسرائيلية نوعا لاندوا، اليوم السبت، فيديو يوثق كلمته على حسابها على “تويتر”: “لقد تجسّد هذا الأمر أمام ناظري، لقد عبّروا (زعماء الشرق الأوسط الذين يلتقيهم نتنياهو سراً وعلناً) بالكلمات أحياناً وبلغة الجسد أحياناً أخرى، لقد تحوّل نتنياهو ببساطة إلى مثار إعجاب القادة في الشرق الأوسط”، من دون أن يذكر من هم هؤلاء الزعماء.
وتابع: “هذا الأمر ليس بتحصيل حاصل، هذا لم ينجزه أي زعيم قبله”.
ووجه حديثه لنتنياهو قائلاً: “سيدي رئيس الوزراء، أنا فخور بالعمل إلى جانبك، أنا فخور بكل ما تقوم به والذي تجاوز كل الحدود”.
يُشار إلى أنّ نتنياهو قال في الخطاب الذي ألقاه، أول من أمس، أمام الجمعية العامة، إنّ “صداقة حميمة لم أرها في حياتي تربط "إسرائيل" بالعديد من الدول العربية، وقد كان في الماضي من المستحيل تخيّل ذلك”.
وأضاف: “لقد كان للاتفاق النووي مع إيران نتيجة إيجابية واحدة؛ وهي أنّه قد أسهم في تقارب غير مسبوق بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية”.
وقد حرص ديوان نتنياهو على ترجمة ما ورد في خطابه بشأن التطور في العلاقة مع الدول العربية، ونشرها في فيديو على حسابه الخاص على “تويتر”.
المصدر: وطن سرب