يبدو أن الوقت قد حان لأن ترجع المياه إلى مجاريها في العلاقات التركية الألمانية، زيارة لفتح صفحة جديدة، وطي صفحة الخلافات، خلافات ربما تطول القائمة لذكرها، من الانقلاب الفاشل في الفين وستة عشر حيث لام أردوغان ألمانيا على دعمها الفاتر له؛ إلى اعتقال الرعايا الألمان في تركيا وبينهم صحفيون؛ ثم اتهام المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، باللجوء إلى ممارسات نازية، إبان منع حملات انتخابية تركية على الأراضي الألمانية.
من الباب الاقتصادي يبادر أردوغان لإعادة ربط العلاقات السياسية مع البلد الأوروبي؛ فبلاده ترزح تحت الضغط بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية؛ ولعله ينجح بطرقه هذا الباب في تجاوز الوضع الاقتصادي الصعب.
الطبقة السياسية الالمانية تنتقد زيارة أردوغان وتطالب الحكومة بالضغط عليه وإجباره على انتهاج سياسة جديدة فيما يتعلق بحرية الصحافة والرأي والحرب على الأكراد والتجسس على ذوي الأصول التركية في ألمانيا، السياسيون الألمان يشددون أيضاً على ضرورة عدم دخول ألمانيا في مباحثات مع تركيا بشأن توسيع الاتحاد الجمركي بين البلدين طالما لم يتغير شيء بالنسبة لهذه القضايا.
وقال المدير التنفيذي للمراسلين بلا حدود في ألمانيا، كريستيان مير، ان"يجب على ألمانيا أن تستغل الفرصة الناشئة عن رغبة تركيا في التقارب من أجل ممارسة الضغط لتحسين حرية الصحافة في تركيا، والمطالبة بالإفراج عن جميع المراسلين المسجونين خطأ في تركيا بسبب عملهم".
بدوره الرئيس التركي يحاول استغلال مخاوف ألمانيا من أزمة لاجئين جديدة محتملة، بالإضافة إلى الإرهاب الذي يشكل هاجساً أمنياً لألمانيا كغيرها من الدول الأوروبية، ليمرر لائحة مطالبه الاقتصادية والسياسة من خلالها.
31