وبحسب موقع الوقت، أضافت الصحيفة إن أي عملية عسكرية، مهما كانت محكمة، لا يمكن اعتبارها نجاحاً إذا انتهت بأزمة دبلوماسية مع دولة عظمى، وأنه حتى لو تم تحقيق الأهداف العسكرية فإن ذلك سيكون فشلاً، لأن "إسرائيل" ستدفع ثمن خسارة الروس طائرة استطلاع إلكتروني على متنها 15 ضابطاً من الخبراء.
وأوضحت الصحيفة، أن النتائج والتبعات الفورية لإسقاط الطائرة الروسية قبالة السواحل السورية، تجلت في إعلان اليونان أن الروس أوضحوا لهم أنهم ينوون تنفيذ مناورات جوية مفاجئة تستمر ستة أيام، في الأجواء الواقعة بين نيقوسيا والمنطقة التي انتشلت منها أجزاء الطائرة الروسية قبالة اللاذقية، ما يعني أن كل أجواء هذه المنطقة الشاسعة ستكون مغلقة أمام كل الرحلات الجوية، الأمر الذي يقيد النشاط الجوي الإسرائيلي في هذه المنطقة.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى حالة الإرباك التي أصابت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، بدءا من مكتب رئيس أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، ومكتب وزير الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ووزارة الخارجية وحتى مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. كما من المنتظر أن يتوجه قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، إلى موسكو، لتقديم تبريرات.
وأكدت يديعوت احرنوت أن الروس يدركون أن "إسرائيل" تتابع حركة الطائرات في المنطقة، وخاصة طائرات التجسس. ولذلك، فإن "إسرائيل"، بحسب الروس، التي أبلغتهم قبل بدء الهجوم بدقيقة واحدة فقط، كانت تعلم بالضبط أين توجد الطائرة الروسية، وتعرف أنها دخلت إلى منطقة خطرة، وأن دقيقة واحدة فقط هي فترة زمنية قصيرة جدا لا تكفي لتحويل مسار الطائرة، ما يعني أن "إسرائيل"، بالنسبة للروس، لم تبذل الجهد المطلوب بناء على التفاهمات لتجنيب الطائرة الروسية الخطر.
وبالنتيجة، فإن الروس أدركوا أنهم يستطيعون تحقيق إنجازات سياسية من هذه الحادثة، ولذلك لم يستنفروا، ولم يسارعوا لكيل الاتهامات فورا، بل انتظروا 12 ساعة درسوا وحللوا فيها ما حصل، وعندها جاء البيان الحاد الذي خلق أجواء أزمة سياسية – عسكرية بين "إسرائيل" وروسيا، وصلت أوجها في المحادثة التي أجراها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، مع وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، حمّل فيها "إسرائيل" المسؤولية عن سقوط الطائرة.
هذا وكانت الدفاعات الجوية السورية أسقطت الثلاثاء الماضي، طائرة استطلاع روسية من نوع "إيل 20" بالخطأ، لدى تصديها لأربع مقاتلات إسرائيلية "إف-16" تسترت وراء الطائرة الروسية في تنفيذ غارتها على مواقع سورية في اللاذقية.