وقالت مصادر المطّلعة “إن مئات المرتزقة من جنسيّات متنوّعة يشاركون في الهجوم على الحديدة، بهدف استعادتها من أيدي الحوثيين الذين أبدوا مقاومة شرسة”.
وانطلق هجوم التحالف السعودي – الإماراتي على محافظة “الحُديدة” اليمنية في شهر يونيو الماضي، لكنه فشل في تحقيق أهدافه بعد أن عجزت القوات المهاجمة عن التقدّم داخل المدينة، ووقوع عشرات الضحايا من المدنيين بغارات الطائرات السعودية والإماراتية.
ومساء الاثنين، أعلن مسؤولون في التحالف السعودي – الإماراتي استئناف الحملة باتجاه الميناء والمدينة بعد نحو أسبوع من تمكن القوات الحكومية من قطع الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بصنعاء، ويعتبر خطاً بارزاً لإمداد الحوثيين.
دحلان رأس الحربة
وأكدت المصادر الأمريكية أن محمد دحلان، المستشار الأمني لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، أشرف شخصيّاً على جلب المرتزقة الغربيين، وعلى رأسهم الكولمبيون والنيباليون للعمل لحساب الإمارات في اليمن.
وفجّرت المصادر مفاجأة من العيار الثقيل بكشفها عن إقامة معسكرات تدريب سرّية لهؤلاء المرتزقة في صحراء النقب الواقعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بعد اتفاق الجانبين الإماراتي والإسرائيلي على ذلك، مضيفة أن “محمد دحلان زار هذه المعسكرات في أكثر من مناسبة للاطلاع على سير التحضيرات والتدريبات التي يتلقّاها المرتزقة، بإشراف شخصي من ضبّاط من جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعلم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد”.
وعن سبب اختيار صحراء النقب دون غيرها من الأماكن لإقامة معسكرات تدريب المرتزقة الموالين للإمارات، تقول المصادر: “الاختيار كان مدروساً، لأن المناخ والبيئة الصحراوية، والتركيبة القبليّة التي تتميّز بها صحراء النقب، تتشابه كثيراً مع ما يوجد في اليمن”.
ويرى محلّلون أن هناك مشروعاً إسرائيلياً متكاملاً في الحُديدة تقوده الإمارات، تهدف من خلاله إلى استكمال سيطرة أبوظبي على الحديدة لفرض وصايتها على البحر الأحمر، وهو ما يفسّر أن السعودية تستخدم أسلحة إسرائيلية.
وتتقاطع المعلومات التي سرّبتها مصادر مقرّبة من لجنة الاستخبارات بالكونغرس الأمريكي، مع ما سبق أن كشفه “الخليج أونلاين” في شهر يوليو الماضي، من أن هناك مشاركة إسرائيليّة خفيّة في حرب اليمن من بوّابة التحالف السعودي-الإماراتي.
وكانت مصادر “الخليج أونلاين” قد كشفت عن استخدام القوات السعودية لأسلحة إسرائيلية الصنع في حملتها العسكريّة على اليمن، على غرار الهجوم على مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقالت المصادر: “إن إسرائيل زوّدت سلاح الجو السعودي بقنابل وصواريخ محرّمة دوليّاً استخدمها في قصفه المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي؛ بهدف تجربتها والوقوف على قدرتها التدميرية ومدى تأثيرها على البشر”.
وأشارت إلى أن “القوات الجوية السعودية تسلّمت هذه الأسلحة الإسرائيلية باعتبارها أسلحة أمريكية، خوفاً من كشف الخبر وتسريبه إلى وسائل الإعلام”.
ورطة كبيرة
ويرى مراقبون تحدّثوا لـ”الخليج أونلاين” أن “السعودية والإمارات تعيشان ورطة كبيرة بسبب حرب اليمن، ما استدعى إيجاد حل دراماتيكي لتجاوز الصعوبات التي فرضها الحوثيون”.
ويقول المراقبون إن السعودية لم تستطع- رغم ما لديها من قوات جوية وضوء أخضر أمريكي- تغيير الموازين على الأرض في وقت تبدو فيه الإمارات خائفة من صعود حزب الإصلاح اليمني وبقايا الجهاديين ممن يقاتل الحوثيين، رغم مراهنتها الفاشلة على “فلول” علي عبد الله صالح.
وذكرت مصادر لـ “الخليج أونلاين” أن “الضوء الأخضر الإسرائيلي والتقارب مع السعودية والإمارات سمح بتغيير الموقف الأمريكي من الحرب على اليمن، حيث إن المتتبّع لتصريحات المسؤولين الأمريكيين الأخيرة، يتأكّد من أن هناك تغيّراً جوهريّاً في التعاطي مع الحرب اليمنيّة بفعل الضغوط الإسرائيلية الكبيرة على إدارة الرئيس دونالد ترامب”.
وفي 12 من سبتمبر الجاري، صرّح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن السعودية والإمارات يبذلان جهوداً لتجنب خطر إلحاق الأذى بالمدنيين في اليمن، وذلك في أعقاب إدانات تعرض لها التحالف بقيادة السعودية، لقيامه بضربات جوية في صعدة استهدفت حافلة أطفال يمنيين، في وقت قال فيه وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس: إن “التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات يبذل الجهود اللازمة لتجنب خطر استهداف المدنيين في اليمن”.
يذكر أن منظّمات حقوقية وأمميّة دولية، أكّدت في عدد من بياناتها، أن التحالف السعودي-الإماراتي ارتكب “جرائم حرب” في اليمن راح ضحيّتها مئات المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال ونساء.
المصدر: يمانيون