شخصيات على اللائحة السوداء..عمر بن سعد..هل كان عمر مكرها على جريمته؟

الأربعاء 19 سبتمبر 2018 - 14:29 بتوقيت مكة
 شخصيات على اللائحة السوداء..عمر بن سعد..هل كان عمر مكرها على جريمته؟

وقد حاول ابن كثير ، أن يخفف جريمة عمر بن سعد لعنه الله، ويهون شناعة فعله بقوله: (وإنما كان عمر أمير السرية التي قتلت الحسين فقط)..

وسام البلداوي

لقد حاول بعض المؤرخين تبرير خروج عمر بن سعد لعنه الله إلى قتال الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه بأنه خرج مكرها، قال الدينوري: (فأمره ابن زياد أن يسير إلى محاربة الحسين، فإذا فرغ منه سار إلى ولايته. فتلكأ عمر بن سعد على ابن زياد، وكره محاربة الحسين)[1].

وبحسب وصف الذهبي انه خرج كالمكره، قال: (وأخذ الحسين طريق العذيب، حتى نزل قصر أبي مقاتل، فخفق خفقة، ثم استرجع، وقال: رأيت كأن فارسا يسايرنا، ويقول: القوم يسيرون، والمنايا تسري إليهم. ثم نزل كربلاء، فسار إليه عمر بن سعد كالمكره)[2].

وقد حاول ابن كثير ، أن يخفف جريمة عمر بن سعد لعنه الله، ويهون شناعة فعله بقوله: (وإنما كان عمر أمير السرية التي قتلت الحسين فقط)[3].

وحاول ابن تيمية أن يلتف على موبقة قتاله للإمام الحسين بطريقته المعروفة في المراوغة والتضليل فقال: (ثم غاية عمر بن سعد وأمثاله أن يعترف بأنه طلب الدنيا بمعصية يعترف أنها معصية، وهذا ذنب كثير وقوعه من المسلمين)[4].

و(عدم الطعن في عمر بن سعد لما فعل، بل الاعتذار له بما ذكر، يكشف عن نصب شديد وعداء مقيت)[5]، إضافة إلى ان الطبري صرح بأن عمر بن سعد خرج إلى قتال الحسين راضيا، حيث قال: (وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله بن زياد الري وعهد إليه عهده فقال اكفني هذا الرجل قال اعفني فأبى أن يعفيه قال فأنظرني الليلة فأخره فنظر في أمره فلما أصبح غدا عليه راضيا بما أمر به)[6].

وابن كثير على رغم قوله السابق فقد كذب نفسه في مكان آخر من كتابه واعترف برضا عمر بن سعد بقتال الحسين والخروج إليه، حيث قال: (فقال: اعفني. فأبى أن يعفيه، فقال: أنظرني الليلة، فأخره فنظر في أمره، فلما أصبح غدا عليه راضيا بما أمره به)[7].

وشعر عمر بن سعد الذي تمثل به يوم عزم على الخروج إلى الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه لقتله، صريح بان هذا اللعين كان على علم تام ودراية كاملة بعواقب وبنتائج فعله الدنيوية والأخروية، وعلى يقين ومعرفة كاملة بشخص الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وعظيم انتهاك حرمته وسفك دمه، ولكنه مع ذلك أصر على الخروج والإقدام على قتل خير الأنام، وشعره الذي تمثل به هو:

فوالله ما أدري وإني لحائر *** أفكر في أمري على خطرين

أأترك ملك الري والري منيتي *** أم أرجع مأثوما بقتل حسين

حسين ابن عمي والحوادث جمة *** لعمري ولي في الري قرة عين

وإن إله العرش يغفر زلتي *** ولو كنت فيها أظلم الثقلين

ألا إنما الدنيا بخير معجل *** وما عاقل باع الوجود بدين

يقولون إن الله خالق جنة *** ونار وتعذيب وغل يدين

فإن صدقوا فيما يقولون إنني *** أتوب إلى الرحمن من سنتين

وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة *** وملك عظيم دائم الحجلين[8]

وحينما أراد برير بن خضير رضوان الله تعالى عليه ان يثني عمر بن سعد عن القتال وبعد ان سمع ترديده لهذه الأبيات رجع إلى الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وقال له:(يا ابن بنت رسول الله إن عمر بن سعد قد رضي أن يقتلك بملك الري)[9].

الهوامش:

(1) الأخبار الطوال للدينوري ص 253.

(2) تاريخ الإسلام للذهبي ج 5 ص 13، سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 298 ــ 299.

(3) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 204.

(4) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج2 ص68.

(5) شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة للسيد علي الميلاني ج1 شرح ص72.

(6) تاريخ الطبري ج 4 ص 292 ــ 293.

(7)البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 214.

(8) الأبيات بهذه الصيغة والترتيب تجدها في شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة للسيد علي الميلاني ج1 شرح ص72.

(9) كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي ج5 ص96 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي.

المصدر:وكالة أنباء براثا

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 19 سبتمبر 2018 - 14:28 بتوقيت مكة