وقال ممثل المرجعية العليا، في كربلاء المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف ان "ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي إحياء للضمائر والارادة العزيمة للوقوف ضد الحكام الظالمين والمنحرفين والفاسدين".
وتساءل "ماذا يجب علينا ان نتعلمه من الحركة الاصلاحية في الامام الحسين عليه السلام وماذا يريد منا الإمام في عصرنا هذا وفي كل العصور وكيف نكون حُسينيين حقا وماذا تريد منا كربلاء برمزيتها الحسينية لكي نديم حركة الاصلاح للامام".
وبين، ان "من المعلوم ان أهداف الثورة الحسينية وحركتها الإصلاحية لم تكن مرتبطة بزمان ومكان لان التخطيط لها وبيان طبيعة أهدافها وكيفية حصول هذه الثورة التي لم تكن من البشر بل كانت بتخطيط الهي وبارادة ألهية التي بينت طبيعة اهداف هذه الثورة هو الله تعالى".
وأوضح الشيخ الكربلائي ان "الله تعالى يريد ان يقول لنا وكل الذين مضوا ومن سيأتون من بعدنا الى يوم القيامة انكم ستمرون بظروف ربما تشابه الظروف التي مر بها الامام الحسين {ع} الذي نفذها كما اراد الله تعالى وربما تمرون بحكام دكتاتوريين يحكمون بالظلم والجور ويفسدون اوضاع الامة".
ولفت الى ان "الله تعالى يريد ان تبقى الضمائر حية وحاكمية تحكم بشريعة الله فكان الامام الحسين {ع} نموذجا في مواجهة الحكام الظالمين وقام بثورته الاصلاحية والله يريد من الامة ان يكون الحسين {ع} منهاجا تسير عليه ويجب ان يكون منهاجه وحركته الاصلاحية منهاجا يمتد عبر العصور والأمكنة الى يوم القيامة".
وأكد الشيخ الكربلائي ان "ثورة الإمام الحسين {ع} هو الحفاظ على أمة النبي {ص} في صلاحها وصلاحية الحاكمية فاذا كان هناك حكام فاسدون منحرفون عن الخط الصحيح فالموقف يكون كنهج الإمام الحسين {ع} في التضحية من أجل الاصلاح".
وتابع "لكي نكون مؤهلين لهذه الحركة علينا الشعور بالمسؤولية الفردية والمجتمعية بكل أبعادها وضرورة الالتزام بمقتضايتها امام الدين والاسلام والالتزام بمنهج الامام الحسين عليه السلام".
وبين ان "الشعور بالمسؤولية أمر فطري أودعه الله في الأنسان تجاه ربه والمجتمع ونفسه وتكليفه بالحياة والابتعاد عنه سببه الانسان باختياره أجواء اضعفت هذا الشعور" مشدداً "لابد ن يترتب على هذا الشعور توفر الإرادة والتحرك نحو التغيير والإصلاح في جميع نواحي الحياة".
وقال الشيخ الكربلائي "من أهم العوامل في تعزيز الشعور بالمسؤولية هو الايمان بالله وحب الله تعالى بأكثر وأقوى من حب الدنيا، فأننا لم نخلق عبثاً ولأجل أهداف تافهة وصغيرة تتعلق بالدنيا بل خلقنا عز وجل لأهداف عليا وسامية لابد ان نتحرك لتحقيقها".
ودعا الى "العمل بالعلم والمعرفة في تفاصيل الحركة الاصلاحية وبمحددات شرعية وقانونية واجتماعية وليس على الميول والأهواء، ويجب قراءة التأريخ في حركات الاصلاح السابقة في هذا البلد والبدان الاخرى سواء بالوقت القريب او البعيد".
كما شدد ممثل المرجعية العليا على "ضرورة الرجوع لمن له دقة نظر وخبرة وحنكة ويعرفون أسس الحركة الاصلاحية بما يريده الامام الحسين {ع} ومن لا يعرف ذلك فانه سيفشل بها".