للإستشفاء بالتربة الحسينية طرق خاصة و أدعية علمنا إياها أهل البيت عليهم السلام . في هذه المقالة نستعرض بعض الروايات التي جاءت في هذا المجال:
1-ذكر ابن قولويه رواية بسند إلى محمد بن زياد، عن عمته قالت:"سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن في طين الحائر الذي فيه الحسين عليه السلام شفاء من كل داء، وأمانا من كل خوف ".
وكان الإمام الصادق عليه السلام بحكم موقعه القيادي للشيعة، كان له موضع خاص ومقام فريد في نفوس أصحابه الذين عاصروه، فهو كان لهم قائدا وموجها ورادا على استفساراتهم وما أشكل من أمورهم، فقد روي عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: "يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين عليه السلام فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به! فقال: لا، والله الذي لا إله إلا هو، ما يأخذه أحد وهو يرى أن الله ينفعه به إلا نفعه الله به ".
وعنه عليه السلام قال: " من أصابته علة فبدأ بطين قبر الحسين عليه السلام شفاه الله من تلك العلة، إلا أن تكون علة السام ".
ثم بين الإمام الصادق عليه السلام كمية الطين المستخدم لغرض التداوي والعلاج، فذكر الكمية فقال: مثل رأس الأنملة، كما جاء في رواية أبو بكر الحضرمي عن الصادق عليه السلام قال: (لو أن مريضا من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله عليه السلام وحرمته، أخذ له من طين قبر الحسين صلى الله عليه وآله وسلم مثل رأس الأنملة كان له دواء وشفاء).
ومرة أخرى كما جاء في بعض الروايات يقول عليه السلام في كمية الطين بقدر الحمصة كما في رواية الحسن بن علي بن فضال عنه عليه السلام قال: (إن الله تعالى خلق آدم من الطين، فحرم الطين على ولده، قال: قلت: فما تقول في طين قبر الحسين عليه السلام ؟ قال: حرم على الناس أكل لحومهم، ويحل لهم أكل لحومنا، ولكن اليسير منه مثل الحمصة).
ثم ذكر الإمام الصادق عليه السلام لشيعته بأن هناك آداب في استعمال طين قبر الحسين عليه السلام كما جاء في رواية ابن قولويه، قال عليه السلام: " الطين أكله حرام، كلحم الخنزير، ومن أكله ثم مات لم أصل عليه، إلا طين قبر الحسين عليه السلام، فإن فيه شفاء من كل داء، ومن أكله بشهوة لم يكن فيه شفاء ".
ثم علم الإمام الصادق عليه السلام أصحابه، الأدعية التي تقرأ عند تناول طين قبر الحسين عليه السلام لغرض عرض الاستشفاء به، كذلك بين عليه السلام الأماكن التي يؤخذ منها الطين، ففي رواية يؤخذ الطين من قبره عليه السلام على مقدار رأس ميل كما ذكر ابن قولويه، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " لو أن مريضا من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله عليه السلام وحرمته وولايته أخذ له من طين قبره على رأس ميل كان له دواء وشفاء ".
وفي رواية أخرى يذكر الإمام الصادق بأن طين التداوي يجب أن يؤخذ من عند رأس الشريف .ففي رواية يونس بن ربيع، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " إن عند رأس الحسين بن علي عليهما السلام لتربة حمراء فيها شفاء من كل داء إلا السام، قال: فأتينا القبر بعد ما سمعنا هذا الحديث، فاحتفرنا عند رأس القبر، فلما حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من رأس القبر مثل السهلة حمراء قدر درهم، فحملناه إلى الكوفة فمزجناه فأقبلنا نعطي يتداوون به".
ويظهر من هذه الرواية بأن الطين الذي عند رأس الإمام الحسين عليه السلام يتصف باللون الأحمر وله رائحة زكية، وكان الأئمة الأطهار إذا عرضت لهم تربة الإمام الحسين عليه السلام يعرفونها من لونها ورائحتها، ففي رواية بسند عن أبي بكار قال: " أخذت من التربة التي عند رأس قبر الحسين بن علي عليه السلام، فإنها طينة حمراء، فدخلت على الرضا عليه السلام فعرضتها عليه فأخذها في كفه، ثم شمها ثم بكى حتى جرت دموعه، ثم قال: هذه تربة جدي ".
أما مسألة الدعاء مع استعمال طين قبر الحسين عليه السلام، فقد أكد الإمام الصادق عليه السلام على قراءة الأدعية المأثورة والتوسل بالله تعالى بأن يجعل هذا الطين شفاء من كل داء، وبدون الدعاء فإن صاحب الحاجة لا ينتفع به، روي أن رجلا سأل الصادق عليه السلام فقال: إني سمعتك تقول: إن تربة الحسين عليه السلام من الأدوية المفردة، وإنها لا تمر بداء إلا هضمته، فقال: قد كان، قلت ذلك: فما بالك؟ فقال: إني تناولتها فما انتفعت بها.
فقال: أما إن لها دعاء فمن تناولها ولم يدع به واستعملها لم يكد ينتفع بها، قال: فقال له: ما يقول إذا تناولها؟ قال: تقبلها قبل كل شئ وتضعها على عينك، ولا تناول أكثر من حمصة، فإن من تناول أكثر فكأنما أكل من لحومنا ودماءنا، فقل: " اللهم إني أسألك بحق الملك الذي قبضها، وبحق الملك الذي خزنها، وأسألك بحق الوصي الذي حل فيها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعله شفاء من كل داء، وأمانا من كل خوف، وحفظا من كل سوء ".
فإذا قلت ذلك فاشددها في شئ، واقرأ عليها إنا أنزلناه في ليلة القدر، فإن الدعاء الذي تقدم لأخذها هو الاستيذان عليها وأقرأ إنا أنزلناه ختمها.
كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام رواية عن حمل الطين من قبر الحسين عليه السلام وما يلزم من قراءة بعض السور من القرآن الكريم، وبعض الأدعية حتى تتم الفائدة وتعم البركة بفضل تربته الطاهرة، ففي رواية أبو حمزة الثمالي، قال: قال الصادق عليه السلام: إذا أردت حمل الطين من قبر الحسين عليه السلام فأقرأ: (فاتحة الكتاب)، و (والمعوذتين)، و (قل هو الله أحد)، و (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، و (يس)، و (آية الكرسي) وتقول: " اللهم بحق محمد عبدك ورسولك وحبيبك ونبيك وأمينك، وبحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عبدك وأخي رسولك، وبحق فاطمة بنت نبيك وزوجة وليك، وبحق الحسن والحسين، وبحق الأئمة الراشدين، وبحق هذه التربة، وبحق الملك الموكل بها، وبحق الذي ضمنت، وبحق جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك، صل على محمد وآل محمد، واجعل لي هذا الطين شفاء من كل داء، وأن يستشفي به من كل داء وسقم ومرض، وأمانا من كل خوف، اللهم بحق محمد وأهل بيته، اجعله علما نافعا ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء وسقم وآفة وعاهة وجميع الأوجاع كلها، إنك على كل شئ قدير ".
وتقول: " اللهم رب هذه الترب المباركة الميمونة، والملك الذي هبط بها، والوصي الذي هو فيها، صل على محمد وآل محمد وسلم، وانفعني بها، إنك على كل شئ قدير ".
المصدر:بتصرف