في ما يلي نص الكلمة التي ألقاها سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) على أهالي خوزستان باللغة العربية في سنة 2006:
والآن أريد أن أحكى وإياكم أيها الإخوة والأخوات العرب! باللغة العربية الحبيبة.
مرّة أخرى يعاودني الشعور بالفخر والسعادة وتثور في نفسي ذكريات مهيّجة عزيزة وأنا أجد نفسي في هذه المنطقة وبين الأعزة من إخواني وأخواتي العرب الكرام.
هنا بالذات وبينكم انتم أيها المواطنون العرب شاهدت بأمّ عيني خلال سنوات الدفاع المقدس عظمة جهادكم وجسامة تضحياتكم هنا في هذه الأرض الطاهرة رأيت رجالاً ونساء مفعمين بالإيمان واليقظة والشجاعة قد بلغوا من القوّة في إحباط مكائد العدو المهاجم ودسائسه بقدر قوّتهم في التغلب على دبّاباته ومدافعه وأعوانه العبثيين السفلة.
هنا بالذات عشت مع قلوب طافحة بالولاء لآل بيت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه وآله وسلّم) وبالوفاء للوطن الإسلامي قد صيّروا من شبابهم زبر الحديد ومن رجالهم حصوناً منيعة للدفاع عن ثغور الوطن.
لقد قضيت هنا أياماً وليالي مع مواطنين مخلصين ودودين ذوي حميّة دينية وشهامة حسينية ومفاخر عظيمة سطّروها في جهادهم ضد الإنگليز وعملائه المأجورين وعلى طريق الثورة الإسلامية واستقلال الوطن وكرامته. لقد استجدّت في نفسي هذه الذكريات في الأهواز قبل تسع سنين حين التقيت بإخوة أعزّة كرام قدموا من الحميدية وسوسنگرد وشادگان وهويزة وسائر مناطق خوزستان. وانعكست في ما ألقاه الشعراء والخطباء العرب من أبناء هذه المنطقة وبلغت أسماع جميع الشعوب العربية.
إن السرور ليغمرني أن ازور اليوم مرة أخرى جمعاً منكم أيها المواطنون العرب. وأن أرى أمامي وبعد مرورٍ على ما مضى، مستقبلاً زاهراً لهذه المنطقة الحساسة من وطننا الإسلامي.
أيها الإخوة والأخوات الأعزّة! مما لا شك فيه أنّ هذه المحافظة بإمكانياتها الهائلة وبهمّة أهاليها والمسؤولين فيها قادرة أن تتحول إلى نموذج لتطوّر البلاد. لو أنّ ما وضعناه من خطط لهذه المحافظة في زيارتي السابقة قد نفّذ بشكل كامل لكنّا اليوم اقرب بكثير من الوضع الذي نتوخّاه ونطلبه. ولكنّى أعلم وكلّى ثقة أنّ هذه الحكومة الجديدة - التي هي حكومة العمل والخدمة - قادرة بحول اللَّه وقوّته أن تقطع خطوات رحبة على هذا الطريق وأن تقرّبنا كثيراً ممّا نريده لأهلنا في خوزستان. واغتنم الفرصة لأطلب من كل أهالي هذه المحافظة - عرباً وغير عرب - أن يساعدوا الحكومة في إعمار خوزستان وإيصالها إلى الوضع المطلوب.
إن الشعب الإيراني - كما تعلمون - له أعداء؛ لا يريدون أن يحقق هذا البلد تقدماً يتناسب مع عظمته وهؤلاء يعمدون إلى ألوان المؤامرات ومن تلك، الإخلال بالأمن والاستقرار ليصدّوا عمليات الإعمار والازدهار ويدفعوا بالحكومة إلى الانشغال في المشاكل اليومية. إنّ مجاورة المحتلّين الانگليز في محافظتي البصرة والعمارة في العراق؛ الذين جاهروا بعدائهم وخبثهم خلال قرنين تجاه الشعب الإيراني يمهّد لتآمر المعتدين. لكنّ حكومة إيران وشعبها وخاصة غيارى خوزستان سيتغلّبون على هذا التآمر، على جميع هذه التآمرات، وسيردّون كيد الأعداء إلى نحورهم بإذن اللَّه تعالى.
نسأل اللَّه سبحانه وتعالى أن يبعد عن الشعب العراقي المظلوم، شرّ المحتلّين وأن يمنّ على الشعبين الإيراني والعراقي بالرفعة والعزّة والتقدم في ظلال راية الإسلام وحبّ رسول اللَّه وآل بيته الكرام (صلوات اللَّه عليهم أجمعين)، آمين يا ربّ العالمين.
والسّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته