من 11سبتمبر الي صفقة القرن

الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 - 20:50 بتوقيت مكة

سبعة عشر عاما على احداث 11 سبتمبر 2001 .. احداث غريبة من نوعها ، فهي ليست الحادث الأرهابى الأول الذى يشهده العالم و تتعرض له الولايات المتحدة يتسبب بحجم هائل من الدمار الانساني والمادي ؛فقد كشفت تبعات وتداعيات هذه الاحداث على مدى 17 عاما حقيقة النوايا والاهداف الشيطانية الكامنة في عقلية صناع احداث 11 سبتمبر وابرز هذه الاهداف فرض الهيمنة الأمريكية وتحقيق السيطرة العالمية على مناطق العالم ؛ فبعد فرط عقد الاتحاد السوفياتي وحلم امريكا للتحول الى القطب العالمي الاوحد ورأب الصدع الذي ظهر في دوائر نفوذها العالمية بفعل انهياراتها الاقتصادية والتحولات التي طرأت في العديد من دوائر التنافس العالمية لاسيما في منطقة الشرق الاوسط وتاثيرات الثورة الاسلامية في هذه المنطقة الحيوية والمهمة للمصالح الامريكية شعر ساسة الولايات المتحدة بحاجتهم الماسة الى استراتيجية جدیدة تمكنهم من تعزيز نفوذهم في مناطق مختلفة من العالم لاسيما الشرق الاوسط التي تعتبر ام مناطق المصالح الامريكية .

 

  لقد أعطت "الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب" الغطاء الشرعى للولايات المتحدة الامريكية للسيطرة على العالم ودمجه تحت زعامتها فقد منحت الحرب التى شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على كل من تنظيم القاعدة وحركة طالبان فى 2001 واشنطن قواعد عسكرية فى أفغانستان ودول اخرى فى أسيا الوسطى والقوقاز تحت غطاء محاربة الإرهاب  کما ان النجاح الذی  حققته الولايات المتحدة فى كل من العراق وأفغانستان فی بدایات احتلالها لهاتین الدولتین جعلها تنتقل للخطوة الثانية لمواجهة الإرهاب- والتى ستعزز تواجدها فى منطقة الشرق الأوسط- الا وهى أستهداف إيران وملفها النووى فقد أعلن الرئيس أوباما فی عام  2011 فرض حظر إقتصادي على إيران من خلال استهداف الصادرات النفطية الإيرانية.  والیوم یواصل الرئیس ترامب نفس الطریق ولکن بخطوات متهورة ونبرة  تحدی توسعت دائرة استهدافاتها لتشمل الصین وروسیا والعدید من الدول .

 اجل، ان أحداث 11 سبتمبر بكل ما افرزتها من تبعات وتداعيات وبكل ما تبعتها من فتن وحوادث مرة واحتلال لدول واراضي وارهاب اختبوطي تنهج  اذرعه حتى العالم الغربي ، أثبت  بعد مرور  17 عاما ان مستهدفها الاول والحقيقي لم يكن قلب الاقتصاد والامن الامريكي وانما انها كانت البذرة الشيطانية التي زرعت في باطن الفكر الشيطاني الصهيوامريكي لتتحول الى شجرة ثمارها البلطجة الامريكية وتبخر المبادئ والقيم الانسانية وصفقة القرن.ولعل السؤال الابرز هنا:هل اوتيت هذه الشجرة الخبيثة ثمرها ؟!!

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 - 20:36 بتوقيت مكة