مع بداية العام الدراسي.. ما هي التغذية السليمة لأطفال المدارس؟

الإثنين 10 سبتمبر 2018 - 17:36 بتوقيت مكة
مع بداية العام الدراسي.. ما هي التغذية السليمة لأطفال المدارس؟

منوعات _ الكوثر: قديماً قالوا إن العقل السليم في الجسم السليم، وحديثاً أثبتت الأبحاث العلمية وجود علاقة وطيدة بين التغذية السليمة المتوازنة والتحصيل العلمي، فكلما كان الغذاء متوازناً وصحياً حقق الطلاب أقصى معدلات الفهم والاستيعاب والتحصيل.

ومع هبوب رياح المدارس والبدء في العام الدّراسي الجديد، يبدأ الحديث عن الطعام، وما يمكن أن يأكله الأطفال فيها، إذ من المهم تناول الطفل طعاماً يحتوي على العناصر الغذائيّة الكاملة، لتمدّه بالطاقة الذّهنية والجسميّة خلال اليوم الدراسي. خاصة وأنّ الوقت الذي يقضيه الأطفال في المدارس معدّله ست ساعات إلى سبع، أو 50% من وقتهم، مستيقظين في المدرسة، ما يجعل المدارس وسيلة مثاليّة لغرس عادات الأكل مدى الحياة بطريقة صحيّة.

ويعاني بعض تلاميذ المدارس من الإرهاق والإعياء أو فقر الدم، لعدم تناولهم الطعام الصحّي الذي يحتوي على كميات كافية من العناصر الغذائيّة التي يحتاج إليها الجسم، أو يشتكي بعض الطلاب من تسوّس الأسنان بسبب كثرة تناول السّكاكر وغيرها من الأطعمة غير الصحيّة.

وللحد من هذه الأعراض والوقاية من الأمراض مثل سكري الأطفال أو البدانة، ينصح الأطباء وخبراء التّغذية بالاهتمام بشكل أكبر بالتّغذية للتّلاميذ والمراهقين.

وبالنّظر إلى الطّعام الذي يباع في كفتيريا المدارس أو المكان المخصّص لذلك، من النادر في الكثير من هذه المدارس أن تجد طعاماً صحياً، مثل الخضراوات أو الفواكه أو العصائر الطبيعيّة، أو الأشياء التي لا تحتوي على ملونات وأصباغ وغيرها، ما يعزز فكرة الطعام غير الصحّي لدى الطفل.

فمن المهم جداً أن توفر المدارس طعاماً صحياً يساعد الأطفال على الاختيار الجيد، واتباع خطوات صحيّة في اختياراتهم، ما يؤدي إلى تأسيس عادات الأكل في وقت مبكر، وتصبح لدى الطفل كنمط حياة.

من جانب آخر، بعض الأمهات يعودِّن الطفل منذ صغره على تناول الغذاء الصحي، ويحاولن قدر الإمكان إبعاده عن السكاكر والحلويات ورقائق البطاطا المقلية (الشبس)، وغيرها من الأطعمة التي تؤثر سلباً على صحته.

ما هي الأطعمة المثاليّة للطّفل في المدرسة؟

يؤكّد أخصّائيو التّغذية أهميّة إعطاء الأطفال طعاماً صحيّاً في حقيبة مخصّصة له، ويجب أن تتوفّر بحقيبة الطعام عدّة أمور، أولها أن تحتفظ ببرودة أو سخونة الأكل، وتكون سميكة وتتحمّل وضعها بأي مكان، وحتى إن وقعت تحافظ على ما بداخلها.

ويجب أن تحتوي الحقيبة على عدّة مكونّات غذائيّة متكاملة مثل النّشويات، والخبز، ويمكن وضع حبوب إفطار مصنوعة من القمح وتُخلط عند الأكل مع الحليب. والبروتين ومن المهم تنويعه مثل البيض والأجبان بأنواعها ويفضل الابتعاد عن الأجبان التي فيها نسبة عالية من الدّهون، وفقيرة بالبروتين، والفول والحمص. وكذلك الألبان: إما حليب عادي أو لبن رائب؛ لأن فيه خمائر ممتازة للجهاز الهضمي. مع الابتعاد عن الألبان المخلوطة بفاكهة أو شوكولاتة؛ لأن فيها نسبة عالية من السّكر، وإذا كان الطفل يحب هذا النّوع منه فيمكن تحضيره في المنزل مع حفظه بطريقة صحيحة.

ومن الضروري أن تحتوي الحقيبة على الخضار، فالخضار مهمّة لتوفير الفيتامينات والمعادن والألياف التي تمنع الإمساك، كما أنّها تشعر بالشّبع، ومن المهم تغيير نوعها ولونها، وإذا كان الطفل صغيراً فمن الأفضل تقطيع الخضراوات له حتى يستطيع أكلها بسهولة، ولا تنسى الأم وضع الفواكه، ومن المفضّل وضع الموز لتوافر البوتاسيوم به، وهو مُشبع، كما يمكن وضع تفاح وفراولة، أو الفواكه الموسميّة لأن قيمتها تكون أعلى.

ومن المهم وضع زجاجة ماء لكل طفل، وألاّ توضع في عبوة بلاستيكيّة سيئة الصنع، إذ يمكن إحضار زجاجات بلاستيك من القابل للاستعمال أكثر من مرّة للمحافظة على صحة الطفل، أو إعطاؤه من الزّجاجات العاديّة التي يمكن شراؤها وإفراغها ووضعها في سلة المهملات.

وفي حال إعطاء الطّفل المال للشّراء من المدرسة، يجب توعيته بما يضره وما يفيده، وهذا يعزّز الاختيار الإيجابي لديه، ويمكن وضع كميّة قليلة من البسكويت المملح، أو الحلويات حتى لا يشعر الطفل بالحرمان منها.

وتكون تغذية المراهقين بنفس الطريقة، مع التّحاور معهم حول أهميّة ذلك، وسؤالهم عما يحبونه، ويمكن إقناعهم بفائدة الطّعام وتوضيحها لهم.

وجبة الإفطار

يقول خبراء التعذية أن وجبة الإفطار يجب أن تحتوي على 50% من النشويات، إضافة للخضار أو الفاكهة الغنية بالماء والفيتامينات والمعادن، وأن تحتوي حشوة الشطيرة على كمية من البروتين وقليلا من الدهون.

واكدوا على ضرورة التنويع في وجبة الإفطار، فذلك يفيدهم صحيا ويشجعهم لتناولها كاملة، وأيضا الحرص على تغيير نوع الخبز من فترة لأخرى، وكذلك نوع مكونات حشوة الشطيرة؛ حتى لا يمل الطفل منها.

ويجب الانتباه إلى ضرورة تجنب الإكثار من السكر والملح في وجبة الإفطار التي يأكلها الطفل قبل ذهابه للمدرسة، فهي تؤثر على تركيزه في المدرسة.

من الضروري أيضاً أن يتناول الأهل وجبة الفطور مع أطفالهم، وأن يحدثوهم خلال ذلك عن خططهم اليومية وكذلك محاولة حث أطفالهم على مشاركتهم بما يعانوه من مشاكل وصعوبات في الدراسة، ومساعدتهم على إيجاد حلول لها، فهذه الطريقة تعتبر من أنجح الطرق في جعل الأطفال يحبون تناول وجبة الفطور لأنها تشعرهم بالأمان الأسري.

وجبة الغداء

تكمن أهمية حقيبة الغداء المدرسية للأطفال، بأنها تمنحهم الشعور بالسعادة، خاصة حين تضمن حصولهم على طعام صحي ومحضر بالبيت، ولأنهم أيضا يساعدون أمهاتهم في إعدادها، وهي تساهم أيضا بابتعادهم عن شراء الأغذية غير الصحية التي يكثر بيعها في المدرسة أو حولها.

ويؤكد خبراء التغذية على ضرورة وجود المكونات التالية في وجبة الغداء المدرسية، ماء وعصير طبيعي وشطيرة "جبنة، لبنة" أو فواكه مجففة أو برتقالة، ويمكن أيضا وضع كمية من الزبيب وبسكويت مصنع من الشوفان وكعك منزلي الصنع. 

ويؤدي عدم تقديم الأسرة وجبة غذائية متوازنة ومتنوعة وصحية للأطفال و الطلاب، لإصابتهم بسوء التغذية والشعور بفقدان التوازن المترافق مع الدوخة أو الإغماء والشعور بالتعب والوهن والإرهاق والخمول، وعدم القدرة على الحركة بنشاط و غيرها من المشاكل الصحية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 10 سبتمبر 2018 - 17:35 بتوقيت مكة