هرب براء إلى الحرم الجامعي، إلى الحضن الذي هو في الأصل الحصن الحصين بحسب الأنظمة الداخلية للجامعات الفلسطينية، والذي من واجبه أن يوفر الأمن والأمان لرواد الجامعة.
عناصر الأجهزة الأمنية طاردوه داخل باحات الجامعة؛ حيث تعثر في إحدى السيارات المتوقفة داخلها، لكنه نجا بأعجوبة من براثن الاعتقال.
لم تكن الحادثة التي وقعت في الخامس من أيلول هي الواقعة الوحيدة، فقد داهمت قوة كبيرة من عناصر أمن المخابرات التابعة للسلطة منزل براء في الـ 27 من شهر آب في بلدة بني نعيم شرق الخليل في محاولة أخرى لاعتقاله، ووقعت مناوشات ومناكفات بين والده وأشقائه من جهة وعناصر المخابرات من جهة أخرى، حيث استمرت من الساعة الواحدة والربع إلى الساعة الرابعة فجرا.
وحاول عناصر الأمن اختطاف والده مازن بلوط وشقيقه نضال، واعتدوا على أفراد الأسرة وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء.
ووسط النقاشات قال لهم والده إنه يرفض نقل ابنه إلى أريحا؛ لأنه سجن أقل ما يوصف بأنه مسلخ، لكنهم رفضوا شرط الوالد وعادوا دون اعتقال براء.
يقول والده السيد مازن بلوط لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إن أمن السلطة هاجم البيت أيضا للمرة الثانية في 10-8-2018 وحاولوا الدخول وتفتيش المنزل بقرار قديم ومزور من نيابة السلطة.
وأضاف: "رفضنا تسليم براء لأسباب كثيرة؛ منها أنه يعاني من انسداد في الأوردة الدموية بسبب عملية الاعتقال الأخيرة له في سجن أريحا عام 2017، حيث تعرض للشبح والضرب المبرح ما تسبب في عطل في وظيفة الأوردة بلغت نسبتها 70%".
وبنفس الطريقة هاجم عناصر المخابرات منزل براء في 16-8-2018.
ويحتاج براء كما يقول والده إلى عملية استئصال للأوردة المغلقة كي لا تنتقل إلى الكلى وبقية الجسم.
ويضيف والده أنه حاول تأجيل السنة الدراسية لابنه لكن كان من الصعب ذلك، لأنه في السنة الخامسة، ويدرس هندسة (الميكاترونكس) وقد تعطلت دراسته خلال العام 2017؛ حيث اعتقل لدى الاحتلال ضمن سياسة الباب الدوار بعد مدة قصيرة من الإفراج عنه من سجن أريحا.
وحمل أجهزة أمن السلطة ومخابراتها المسؤولية الكاملة عن حياة ابنه وما قد يحصل له جراء المطاردة الحثيثة التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة بعد اعتداء عناصرها عليه، علما بأنه خرج من سجون الاحتلال ليله عيد الفطر، أي قبل ثلاثة أشهر تقريبا من الآن.
المركز الفلسطيني للإعلام
24