المهدي المنتظر... في الفكر الإسماعيلي(2)

الخميس 6 سبتمبر 2018 - 08:21 بتوقيت مكة
المهدي المنتظر... في الفكر الإسماعيلي(2)

ولا أخفي سراً إن قلت: أنني بذلت جهداً غير يسير لأحصل على هذه المعلومات لصعوبة انفتاحهم لمن هم خارج طائفتهم وخارج الدائرة المغلقة الخاصة بهم ...

مجتبى السادة

هوية المهدي المنتظر عند أتباع المذهب الإسماعيلي حالياً:
توفقنا في فترة سابقة من إجراء حوار ونقاش مع افراد من فرقتين مختلفتين من أتباع الطائفة الإسماعيلية (المستعلية السليمانية ، النزارية القاسمية) ، وكان محور الحديث يدور حول هوية المهدي المنتظر لنستشف من خلاله ملامح تطور النظرية الفكرية المهدوية عند الإسماعيلية حاليا ، وإلى أي ضفة وصلت الفكرة وماهي أبرز خطوطها العريضة .. ولا أخفي سراً إن قلت: أنني بذلت جهداً غير يسير لأحصل على هذه المعلومات لصعوبة انفتاحهم لمن هم خارج طائفتهم وخارج الدائرة المغلقة الخاصة بهم ، وتم ذلك بعد إقناعهم بأفضلية أن يتم معرفة الرأي من قبل معتنقي المذهب وليس من قبل مخالفيهم ، وخاصة أنني من أتباع المذهب الشيعي (الاثنا عشري) ، ويعتبر المهدي المنتظر (ع) إمام زمانهم وإمام العصر الغائب ، ونود أن نتعرف على هوية المهدي المنتظر من وجهة نظر مختلفة ومن خلال التصور والمعتقد الإسماعيلي .. لذا لم أستطع التوسع أكثر في الحوار أو التعمق في النظرية أكثر، حيث أن صعوبة إيجاد المعلومة حول عقائد الإسماعيلية تكمن في صعوبة الحديث المنفتح معهم حول عقائدهم خاصة مع شخص من غير أبناء طائفتهم ، بالإضافة إلى قلة المصادر المتوفرة في المكتبات و الشبكة العنكبوتية .. والمعلومات التي حصلنا عليها توضح لنا أبرز ملامح هوية المهدي عند الفرق الإسماعيلية حالياً:

هوية المهدي عند الفرقة الإسماعيلية المستعلية السليمانية:
وكان هذا الحوار الخاص مع أحد رجال الدين (من مدينة نجران السعودية) من أتباع هذه الفرقة:
س: هل ينتظر أبناء المذهب الإسماعيلي خروج المهدي آخر الزمان ؟
ج: إن الإسماعيلية السليمانية وباقي الفرق الإسماعيلية تؤمن بأن الإمامة لا يحدها عدد ولا رقم إنما مشيئة الله ، وهم يؤمنون كذلك أن الإمامة لا تنقطع عن هذه الدنيا ولم تنقطع منذ أن خلق الله الأرض إلى أن يرثها ، ويتم توارثها ولداً عن والد بأمر الله سبحانه وتعالى واختياره وتدبيره ، ولكن يكون هؤلاء الأئمة إما مغمورين مستورين بسبب تغلب الأضداد وأهل الكبر والعناد وأهل الفساد ، أو ظاهرين لإعلاء كلمة الله عندما يأمر الله ويكون لهم الغلبه ، مثلما حدث وقت ظهور الإمام المهدي بالله عبد الله بن الحسين من المغرب وقيام الدولة الفاطمية .. والإسماعيلية يؤمنون أن القائم سيقوم بإذن الله متى ما شاء الله ، وينتظرون قيامه بفارغ الصبر ، ولكن لا يؤمنون أنه ولد قبل مئات السنين وأنه لا زال حياً منذ ذلك الحين إلى قيام الساعة ، إنما يؤمنون أنه سيولد من نسل إمام مستور وانه سيقوم ويقيم العدل ويعلي كلمة الله ويحي شريعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله ، ونؤمن أنه من نسل الحسين بن علي عليهم السلام.

س: من هو المهدي (ع) وما هو نسبه ؟ وما اسم أبيه وجده ؟
ج: لا أعلم من هو فقد يكون ولد في الوقت الراهن ، وقد يكون لازال في ظهر أبيه ، وقد يكون هو الإمام الحالي المستور ، او قد يكون الإمام الحالي المستور هو أبوه او جده ، فلا أعلم هل الإمام الحالي المستور سوف يكون على يديه وقت الكشف والظهور أم لا ، فالله ومن شاء يعلمون ، ولكني أعلم أنه من نسل الحسين بن علي عليهم السلام.

س: هل الفرق الإسماعيلية الأخرى تنتظر نفس الشخص (المهدي) أي تتفق عليه ؟ أم هناك اختلاف بينهم؟
ج: أعتقد أن جميع الشيعة ينتظرون قيام الإمام القائم عليه السلام وليس فقط الإسماعيلية ، ولكن الاختلاف الواضح بين الشيعة والإسماعيلية هو في هوية آباء هذا الإمام ، فالاثنا عشرية يؤمنون أنه من نسل موسى الكاظم والإسماعيلية يؤمنون أنه من نسل إسماعيل ، والإسماعيلية النزارية يؤمنون أنه من نسل نزار والإسماعيلية المستعلية يؤمنون انه سيكون من نسل المستعلي ... الخ ، وهكذا فإن الاختلاف في هوية الإمام القائم يكون اختلافاً في نسبه ومن يكون آباؤه ومن أي نسلٍ ينحدر.

س: هل هناك علامات للظهور ذكرت عن طريق أهل البيت عليهم السلام تحدد لنا زمن خروج المهدي ؟
ج: يوجد لدينا بعض الكتب توضح بعض العلامات ولكن ليست متوفرة لدي الآن ، أما المشهور بين الشيعة من ظهور الشمس من المغرب فقد ظهرت بالنسبة لنا الشمس (الدولة الفاطمية من المغرب) ، فنحن نؤمن أن كوكب الشمس لن يظهر من المغرب أبدا ،بل سيكون المشرق ظهوره والمغرب غروبه من قبل والآن ومن بعد ، وكان قصد الرسول صلى الله عليه وعلى آله ظهور الحق بقوله الشمس فشبه الحق بالشمس (هذا مثال بسيط) .. وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اسمه على اسمي فكان المهدي بالله عبد الله بن الحسين اسمه عبد الله والرسول أحد أسمائه عبد الله قال تعالى :{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدا}ً .

س:هل هناك كتاب أو كراس تنصحوننا بقراءته لنتعرف على المهدي(ع) حسب معتقد المذهب الاسماعيلي؟
ج: حتى لو نصحناك وذكرنا لك اسم الكتاب فلن تجده لأن أغلب كتبنا مخطوطة والمطبوع قليل منها ، ولكن لو استطعت أن تحصل على كتاب (الفترات والقرانات) وهو كتاب إسماعيلي فقد تجد ما تبحث عنه.

س: هل هناك إمام مستور حاليا ننتظر خروجه أو ظهوره ؟ ومن هو؟
ج: يؤمن الإسماعيلية كما ذكرت سابقا أن الأرض لا يمكن أبدا أن تخلو من إمام إما ظاهر مشهور أو مستور مغمور ، ونؤمن أن هناك الآن إمام ولكن لا نعلم نحن العامة هل هو الإمام القائم أم لا ، وهل زمنه زمن ظهور أم لا فهذه أكبر من معرفتنا نحن العامة من أبناء المذهب الإسماعيلي . ولا نعلم هويته فآخر إمام ظهر لنا اسمه هو: الإمام أحمد بن محمد بن هاشم بن نزار بن معد بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن الطيب " أبي القاسم " بن الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور بن المستعلي بالله أبو القاسم احمد بن المستنصر بالله معد أبي تميم بن الظاهر لإعزاز دين الله علي بن الحسن بن الحاكم بأمر الله المنصور أبى علي بن العزيز بالله نزار أبو منصور بن المعز لدين الله معد أبو تميم بن المنصور بالله أبو الطاهر إسماعيل بن القائم بأمر الله أبو القاسم محمد بن المهدي بالله عبد الله بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين أبو عبد الله بن حيدرة الكرار علي بن أبي طالب.. الخ عليهم وعلى آبائهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين.

س: هل هناك وقت محدد لخروج المهدي تم تحديده؟ أم ان وقت خروجه سر من أسرار الله سبحانه وتعالى؟
ج: حسب معلوماتي والله أعلم ، فإنه لا علم لدينا ولا يوجد لدينا تاريخ محدد لخروج القائم عليه السلام ، إنما هذا سر من أسرار الله يُعلمه من يشاء من عباده ومن اصطفى وهو فضل يؤتيه من يشاء بغير حساب.

هوية المهدي عند الفرقة الإسماعيلية النزارية القاسمية (الأغاخانية):
وفي حوار خاص مع أحد مثقفي هذه الفرقة (من مدينة سلميّة السورية) جاء فيه:

س: هل ينتظر أبناء المذهب الإسماعيلي (وبالخصوص الفرقة النزارية) خروج المهدي آخر الزمان ؟
ج: لا ينتظر المسلمون الإسماعيليون المهدي آخر الزمان ، فبالنسبة لنا نحن المسلمين الشيعة الإسماعيليون (الأغاخانية) نعتبر أن الإمام موجود دائم وحي في هذا الوجود منذ بداية الكون وحتى نهايته، ونعتبر أن الإمام يجب أن يكون معلوماً ومعروفاً لدى الجماعات وغير مجهول المكان الجغرافي ،لتتم الهداية عن طريقه مباشرة لأتباعه الأحياء ، ولذلك في نظرنا لا تخلوا الأرض من الإمام ، فهو خليفة الله على الأرض وذلك حسب قوله تعالى:{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} في هذه الآية دلالة واضحة على أن (خلافة) خليفة الله في الأرض موجودة باستمرار لا انقطاع فيها .سئل الإمام جعفر الصادق (ع) عن قول الرسول محمد صلى الله عليه وآله : "من مات لايعرف إمام دهره حيا مات ميتة جاهلية" فقال من لم يعرف الإمام من آل محمد أو غيرهم ؟ ثم قال من جحد الإمام مات ميتة جاهلية ، كان من آل محمد أو من غيرهم .(من كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان بن حيون ص 31 جزء أول) .حول هذا الحديث : نقول إن معرفة الإمام معرفة جلية واجبة على كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة وذلك حسب قول الرسول: (إمام دهره حياً) فإن مات تُعتبر ميته ميتة جاهلية.

مرّت في تاريخ الأئمة أدوار منها دور ستر (تم إخفاء الإمام عن أعين الأعداء خشية القتل) ، ولكن كان هناك دعاة يعرفون مكانه ويتصلون به باستمرار وتتم إيصال المعلومات للأتباع من خلالهم ، فلم يكن غائباً عن الوجود بمعنى (الغيبة) ، مثلما حصل على زمن الإمام اسماعيل بن الإمام جعفر الصادق (ع) ثم ولده الإمام محمد بن اسماعيل ثم ولده عبد الله الملقب بالوفي أحمد ثم ولده أحمد الملقب بالتقي محمد ثم ولده الحسين الملقب رضي الدين عبد الله ثم ولده عبد الله الملقب محمد س: من هو المهدي(ع) وما هو نسبه ؟ وما اسم أبيه وجده ؟ وما هي القابه؟
ج: أما ما يخص الإمام القائم: فنحن نعتبر الإمام الحي هو قائم الزمان الموجود به ، وكل إمام حي هو قائم لزمانه ، ولا يوجد عندنا إمام بمعنى المهدي المنتظر القائم في نهاية الزمان ، والذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جورا ، ونسب الإمام في كل زمان وعصر يعود للإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء ابنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين يعودون بنسبهم إلى النبي إبراهيم من ذرية الإمام والرسول إسماعيل .. إننا نتبع الآن الإمام الحاضر الموجود الإمام كريم شاه الحسيني والذي يرجع نسبه إلى علي بن أبي طالب ابن عم نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام وهو من ملة أبينا إبراهيم ، وإن كل إمام هو هادٍ ومهدي للزمن الذي هو فيه ، فالإمامة لا تنقطع ، ذرية بعضها من بعض وليس لسنن الله تبديلاً.
س: هل الفرق الإسماعيلية الأخرى تنتظر نفس الشخص (المهدي) أي تتفق عليه ؟ أم هناك اختلاف بينهم؟

ج: هذا السؤال تجيب عليه الفرق الإسماعيلية الاخرى.

س: هل هناك علامات للظهور ذكرت عن طريق أهل البيت عليهم السلام تحدد لنا زمن خروج المهدي ؟ وما هي أبرز هذه العلامات ؟
س: هل هناك كتاب تنصحوننا بقراءته لنتعرف على المهدي (ع) حسب معتقد المذهب الإسماعيلي؟
س: هل هناك إمام مستور حاليا ننتظر خروجه ؟ ومن هو؟ وما الاختلاف بين الفرق الإسماعيلية في ذلك؟
س: هل هناك وقت محدد لخروج المهدي(ع) تم تحديده ، أم أن وقت خروجه سر من أسرار الله سبحانه وتعالى؟
ج: لأننا لا ننتظر المهدي آخر الزمان ، لذلك لا نملك إجابة لما سألته أو تكلمت عنه.

خلاصة القول:
يتضح لنا من النبذة التاريخية الموجزة ، والجذور العقائدية للإمامة عند أتباع المذهب الإسماعيلي حالياً ، ومن خلال الحوارات والنقاشات التي دارت بخصوص هوية المهدي المنتظر ما يلي : إن فكرة المهدي المنتظر عند أتباع المذهب الإسماعيلي (حاليا) هي عبارة عن توليفة تاريخية فلسفية ترتبط من جهة بالإمامة وبالواقع التاريخي لتسلسلها عندهم ، ومن جهة أخرى ترتبط بالوثائق التاريخية والأدلة المعتمدة عندهم .. فنظرتهم للمهدي المنتظر (حاليا) تعتمد على ما انتهى إليه مفهومهم للإمامة وتطوره التاريخي ، وإن كان يخالف الدليل الإسلامي والروايات الشريفة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام ، ففكرة المهدي عندهم عبارة عن تقليد عشوائي ، وعقيدة مبهمة غير مبنية على أدلة وأصول راسخة عميقة ، فنظرية المهدي عندهم مهددة بالسقوط والانتزاع ومتغيرة بالمؤثرات والتيارات الخارجية (كالتسلسل التاريخي للأئمة عندهم) ، وهوية المهدي في نظرهم سحابة تحركها الرياح الشرقية والغربية ، وكعقيدة هي بناء سقط أو كاد أن يسقط (وبالفعل سقطت عند الفرقة النزارية القاسمية الأغاخانية) حيث لم يفهموا العقيدة المهدوية حق فهمها .. بخلاف عقيدة الشيعة الاثنا عشرية القائمة على الأدلة المنطقية والبراهين العقلية والنقلية من الكتاب والسنة المحمدية ، حيث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام بينوا لنا أسم القائم المهدي وأسماء آبائه .. وعليه ووفقاً لتلك النصوص والمصادر الشرعية والأدلة الإسلامية وبعيداً عن تأثير المتغيرات الخارجية ، كُتب الخلود والبقاء للعقيدة المهدوية لدى الإمامية ما بقي الدهر.

إننا نعتقد أن الحركة الإسماعيلية كانت حركة ذات أهداف سياسية سليمة منذ البدء ، ثم انحرفت تاريخياً عن خطها الصحيح بعد أن وقعت في تناقض موت إسماعيل قبل أبيه الإمام الصادق (ع) ، وبناءً على ذلك انحرفت وتشوشت نظرية المهدي المنتظر آخر الزمان وقبل ذلك إنحرآف تسلسل الإمامة بشكلها الأوسع ، فضاعت لديهم ابرز ملامح العقيدة المهدوية وخطوطها العريضة التي وضحها أهل البيت عليهم السلام .

إن هوية المهدي المنتظر عند جميع الفرق الإسماعيلية غير واضحة المعالم (الآن) ، فقد كانوا في السابق يعتقدون بمهدوية محمد بن إسماعيل والذي تؤكده مصادر إسماعيلية قليلة تخص فترة ما قبل المرحلة الفاطمية .. أما حاليا فبعض الفرق تعتقد بأن الإمام الحالي (الفرقة الأغاخانية) هو إمام هادي ومهدي للزمن الذي هو فيه ، ولذا فهم لا ينتظرون المهدي آخر الزمان. أما بعض الفرق الأخرى (المستعلية) فيؤمنون بأن المهدي الموعود سيولد في المستقبل من نسل إمام مستور ، ولكن لا يعرفون اسمه أو اسم أبيه (الإمام مستور) وبالتالي تظل هوية المهدي مبهمة عندهم.

نتعجب عندما يذكرون حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية" ، ودائما ما يستشهدون بهذا الحديث عند ردهم على أهل العامة بخصوص الإمام بعد فترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأحقية الإمام علي(ع) بالخلافة ، ولكن لو سُئلوا عن إمام زمانهم في الوقت الحالي لتفادي موتة الجاهلية !! لحاروا في الجواب ولتلعثم اللسان .. ولذا لا نستغرب أن يدعي عبد الله المهدي (المهدوية) ، وكذلك يدعي القرمطي أبو سعيد الجانبي (المهدوية) ، و كذلك لا يعترينا الاستغراب عندما يدعي شخص عادي (خريج جامعة أمريكية) أنه إمام الزمان ويضع نفسه في مصاف الإمام الباقر والإمام الصادق(ع) وهذا هو الواقع الحالي للفرقة النزارية الأغاخانية.

الحمد لله أننا كشيعة إثني عشرية نعرف وننتظر إمام زماننا المهدي المنتظر الحجة بن الحسن العسكري (ع) المولود في (15 شعبان 255 هـ ) ، ونعرف اسمه وأسماء آبائه الكرام ، ونعرف مواصفاته الجسدية والخلقية وإمكانياته المعنوية والروحية ومكانته الرفيعة عند الله فهو طاووس أهل الجنة حسب الروايات الخاصة لأهل البيت (ع) ، ونعرف علامات ظهوره وعلامات تعيين شخصه ، وفوق ذلك نعرف أدق تفاصيل القضية المهدوية من ولادة وغيبة وظهور كما وضحها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، وقبل كل هذا يؤكد الإثنا عشرية في خطابهم وممارستهم العبادية والحياتية أن الأمر ما هو إلا وعد إلهي للمؤمنين كما ذكر في القرآن الكريم ، وبذلك ننفرد عن باقي الفرق الإسلامية في تحديد شخصية وهوية الإمام المهدي المنتظر (ع) في الوقت الذي تعتقد بقية الفرق الاسلامية انه لم يولد بعد، فعجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه.

المصدر: كتاب رؤى مهدوية

إقرأ أيضا:المهدي المنتظر...في الفكر الإسماعيلي(1)

إقرأ أيضا:ما لا تعرفه عن... الطائفة الإسماعيلية

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 6 سبتمبر 2018 - 08:20 بتوقيت مكة