أن يكون الحسين (ع) ثأرًا لله، فهذا يمثل إخراجًا لمقتل الحسين (ع) عن قضية الحسابات والثارات الشخصية والعشائرية التي كانت ولا تزال تنتشر في واقعنا العربي والإسلامي من خلال منطق الأخذ بالثأر والذي لا يراعي حدود الله في كثير من الأحيان.
فثأر الحسين (ع) طبقًا لنص الزيارة هو ليس ثأرًا عشائريًا تتولاه عشيرة بني هاشم أو أقاربه وإنما ثأره عند الله تعالى، ونحن نعلم أنّ الله ليس له حسابات وعداوات شخصية، وإنما حساباته هي حسابات الحق والعدل، الأمر الذي يحتم علينا أن نفهم المعركة مع قتلة الحسين (ع) في هذا السياق، أي إنّ كل من يعادي الحق ويسير في خط الظلم فهذا هو عدو الحسين وهو من نطلب ثأرنا منه،
وبهذا تتحول القضية إلى مسألة حركية ومستمرة على مدى الأزمان والدهور، فطالما هناك حق وهناك باطل، فعلينا أن نقف إلى جانب الحق في وجه الباطل ونأخذ بثأرنا للحسين (ع) ولأبيه علي (ع) ولكل من قدموا أنفسهم على مذبح العدالة والحرية، نأخذ بثأرنا لهم بالانطلاق في خط العدل.
ومن جهة أخرى، فإننا قد نستوحي من أن الحسين (ع) ثأر الله، أنّ الله تعالى هو من يتكفل بالانتقام العادل لمقتل الحسين (ع)، وذلك قد يكون من خلال السنن التي أجرى الله عليها هذا الكون. ومن هذه السنن أنّ الظلم لا يمكن أن يستمر أو يستقر بل لا بد أن يأتي اليوم الذي يُشاد فيه صرح العدل على أنقاض الظلم والظالمين، وهذا ما قد يؤشر عليه الدعاء المعروف "اللهم اجعلنا من الطالبين بثأره مع امام منصور من بيت ال محمد"، فالمهدي (عج) يأخذ بثأر الحسين (ع)، ليس بالمعنى العشائري (كما قلنا)، بل بالمعنى الرسالي، فهو (عج) يواجه الظالمين والمفسدين، ويقم دولة الحق، وبذلك يثأر للحسين، ويكون الحسين (ع) فعلًا "ثأر الله".
المصدر:موقع الشيخ حسين الخشن