يلاحظ في السّورة وفي مواضع اُخرى من القرآن أن اللّه سبحانه ذكر نفسه بصيغة الجمع (ضمير المتكلم مع الغير) : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} هذا التعبير لبيان عظمته جلّت قدرته. فالعظماء حين يتحدثون عن أنفسهم ، فلا يعنون بشخصهم فقط بل يخبرون عمن تحت إمرتهم. وهي كناية عن القدرة والعظمة وعن وجود من يأتمر بأمرهم .
الآية الكريمة مؤكّدة بحرف (إنّ) تأكيداً آخر، وعبارة «أعطيناك» تعني هبة اللّه سبحانه لنبيّه هذا الكوثر، ولم يقل آتيناك . وهذه بشارة كبيرة للنّبي تسلي قلبه أمام تخرصات الأعداء، وتثبت قدمه وتبعد الوهن عن عزيمته; وليعلم أن سنده هو اللّه مصدر كلّ خير وواهب ما عنده من خير كثير.