ثمة سؤال يطرح: لماذا بلّغ الرسول في غدير خم وليس في نفس موسم الحج؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
الجواب: إن الوحي الالهي لا يخضع في أصل وجوده وكيفية نزوله للعقل البشري ، لأن دوره هو هداية الانسان ، فلا يقع تحت شمول القواعد والتحليلات العقلية .
وفي المقام لا يسعنا التكهن بمصلحة مكان وزمان واقعة الغدير ، بل وحتى النبي (ص) كان قد تعبّد فيهما ، فعندما نزل الوحي وقرأ جبرئيل (ع) آية التبليغ ، انصدع الرسول الاكرم (ص) لأمر السماء وبلّغ ما أمر به ، ولم يتقدم أو يتأخر في تنفيذه .
فالمهم في الموضوع أن نرى تواتر حديث وواقعة الغدير ، فإنها ـ بحمد الله تبارك وتعالى ـ مسجلة في أمهات مصادر الفريقين ، ولم ولن يتسطيع المناوئون لفضائل أهل البيت (ع) اخفاءها أو تضييعها ، فأصل الحادث أمر مسلم ، وأما حكمة إبدائه في ذلك المقطع من الزمان والمكان فيه شيء آخر قد يذكر له وجوه استحسانية ، فلا يهمنا معرفتها بعد أن تيقنّا أصل الواقعة .ثم إن مدلول حديث الغدير هو إمامة أمير المؤمنين علي (ع) ، وهذا المعنى جاء في حديث الثقلين ، ثم إن حديث الثقلين قد ورد في عدة أمكنة ، منها:
في حجة الوداع عند زمزم (تاريخ اليعقوبي 2/99).
وفي عرفات (الجامع الصحيح للترمذي 5 /621 ح 3786 ـ جواهر العقدين للسمهودي : 234 ـ استجلاب ارتقاء الغرف : 21 ـ سبل الهدى والرشاد للصالحي الشافي 11/6 ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 30 و 34 ـ المعجم الكبير للطبراني 3/63 ح 2680).
وفي مسجد الخيف (ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 34).
فترى أن النبي (ص) فد بلّغ في أزمنة وأمكنة متعددة ـ قبل وبعد الغدير ـ ولاية الامام علي (ع) ، وأما خصوصية الغدير فتكمن في نزول آية التبليغ والاكمال فيها وبيعة المسلمين الذين حضروا المشهد بأجمعهم مع أمير المؤمنين (ع) ، وهذه المسألة فريدة في نوعها في تثبيت إمامة الامام علي (ع) والتأكيد عليها .
المصدر:وكالة أنباء الحوزة