سلاح الامام المهدي (عج)...بين الواقع والخيال

الأحد 26 أغسطس 2018 - 12:11 بتوقيت مكة
سلاح الامام المهدي (عج)...بين الواقع والخيال

و بعكس ما يعتقد البعض من المدققين بأن المهدي المنتظر (عج) سوف تحصل معه المعجزات منذ البداية ، وبأن الأسلحة كلها ستصبح بدون مفعول يذكر و بأن الامام سينشر السلام بدون إراقة دماء ...

علي أحمد

أنواع الاسلحة الحديثة  وسلاح المنتظر (عج(

 منذ مئات السنين الغابرة وحتى أيامنا هذه لا تزال ألأبحاث حول موضوع أسلحة آخر الزمان ومنها أسلحة الامام المنتظر موضع خلاف بين العلماء و السادة الباحثون والمختصون بمقاربة علامات الظهور ، فذهب البعض منهم الى إعتبار السيف هو الفيصل ، وبأن الاسلحة كلها ستتجمد دون أي مفعول يُذكر ، فيما اتجه البعض الآخر منهم الى نفي ذلك نفياً قاطعاً ، واعتبروا بأن الاسلحة في نهاية الزمان ستكون فعالة و سيواجهها الامام المنتظر بمثيلاتها وبأسلحة أحدث منها ، وبقي قسم منهم محتاطاً دون الخوض بهذه الابحاث ، تاركين الامر لساعة تكشف المستور ، أما أنا كباحث ومختص بهذا المضمار ، فكانت عندي كل الجرأة لكي أدلو بدلوي وأشرح هذا الموضوع المثير للجدل بكل تفاصيله وإتكالي على الله وهو ولي التوفيق...

 كنا قد تطرقنا في مواضيع سابقة ، لأسباب الانتصار الالهي وإقامة دولة العدل ، وإلى قواعد وعناصر وركائز هذا الانتصار المدوي والحاسم ، فتكلمنا عن التأييد الإلهي ، والدليل القرآني ، واصحاب الامام (عج) ، واليوم نضع بين ايديكم هذا البحث الذي يتعلق بموضوع أسلحة الاعداء و انزاعها و مقارنتها  بأسلحة الامام (عج)...

فمع دخولنا الى اعتاب العقد الثاني من بدايات القرن الحادي والعشرين ، ومع اندلاع الحروب واشتعال البؤر المتفرقة في اقاليم وبلاد متعددة واوكرانيا واليمن ومصر وليبيا ونيجيريا ولبنان وفلسطين وتركيا وغيرها بدأت الأمور تتضح أكثر وتبدو جلية وشفافة وبعيدة كل البعد عن الضبابية ، فقد ظهرت على مسرح ألأحداث إفرازات القوى العظمى وقواتها البشرية والعسكرية الهائلة وإختلاف انواع أسلحتها ، فظهرت المتطورة والقطع البحرية العملاقة والقنابل النيتروجينية والصواريخ الباليستية وغيرها ، وبرزت قوى عظمى كالولايات المتحدة وقوى متوسطة كالصين وكوريا الشمالية وبريطانية وفرنسا والكيان الغاصب وتركيا ومصر بالإضافة الى الجمهورية الإسلامية في ايران و قوى دون المتوسطة كالسعودية وقطر والامارات وسوريا واليمن وغيرها ، وبما أن معظم العلامات تشير وتؤكد بأننا ولجنا في عصر الظهور المقدس بدون التوقيت لظهور الامام (عج) ، يُطرح سؤال كبير وهو : كيف سيواجه الامام المنتظر عليه السلام معظم هذه القوى المعادية ، و هي التي تمتلك ترسانات هائلة من اسلحة الموت والدمار الشامل ، من صواريخ عابرة للقارات ، الى الباليستية التي تحمل رؤوساً نووية مروراً بالطائرات النفاثة والغواصات والطوربيدات ، الى البوارج العملاقة وحاملات الطائرات والزوارق ، وصولاً الى القنابل والذخائر و كل انواع ادوات القتل ، ناهيك عن وسائل التلصلص والتجسس كالاقمار الصناعية والطائرات والمناطيد ، بالإضافة الى وسائل التكنولوجيا و الحواسيب وأجهزة الإتصالات السلكية واللاسلكية والهواتف النقالة وغيرها ، ناهيك عن الحواسيب والشبكات الإلكترونية ... كل هذه الامور تضعنا امام سؤال كبير وعنوانه كيف سيواجه ولي الله الأعظم هذه القوى وبأي أسلحة ؟؟؟

في البداية و قبل الغوص في التحليلات يتوجب علينا معرفة شيئ و هو من المسلمات و بالادلة المنطقية و العلمية، بأن الله سبحانه و تعالى لن يتدخل مباشرة بسير الأحداث لحركة الإمام (عج) كما يظن البعض  إلا إذا اقتضت الضرورة لذلك رغم إحاطته ورعايته وتأييده لولي العصر و الزمان (عج).

 و بعكس ما يعتقد البعض من المدققين بأن المهدي المنتظر (عج) سوف تحصل معه المعجزات منذ البداية ، وبأن الأسلحة كلها ستصبح بدون مفعول يذكر و بأن الامام سينشر السلام بدون إراقة دماء ويقيم ركائز دولة العدل بالسيف بعد إستسلام الجيوش المعادية له ولانصاره وجنوده فإننا نجد كلامهم مع احترامنا لهم غير دقيق وينافي الحقائق والأحاديث التي رُويت عن آبائه وأجداده من أئمة الهدى عليهم السلام ..

و لكي نثبت كلامنا من خلال الادلة العلمية فإننا نضع امامكم هذا الدليل الاول:

 روي عن الامام الباقر عليه السلام : قلت لأبي جعفر عليه السلام إنهم يقولون : إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفواً، ولا يريق ملء المحجمة دما ، قال : كلاّ والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق (المجلسي / بحار الأنوار ، ج52/٣٥٨ و غيبة النعماني / ١٥٢).

يتضح لنا من هذه الرواية الشريفة إذن بأن عرقا ودماء ستبذل في بداية حركة ولي الله الأعظم (عج) ، وهذا الاستنتاج يدل على مواجهة فيها جهد و سفك دماء.

و للننظر سويا الى الدليل الثاني من روايات أهل البيت عليهم السلام ...

قال الامام الصادق (ع) :"من أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قـَتـَل معه عدواً كان له أجر عشرين شهيداً"(ج52/123) .

و بذلك يتضح لنا  أن هناك شهداء في صفوف جند الامام وهم ممن يدركون زمانه ( جعلنا الله وإياكم منهم ) وقتلى في صفوف أعدائه ، وإمامنا ذكر هنا القتل وليس الموت الطبيعي ، مما يدل على مواجهات ستجري احداثها في بداية واثناء مرحلة التأسيس لنشر العدل ، و إلا كيف سينشر العدل إذا لم تُحارب رموز الظلم .بالنتيجة هناك شهداء وقتلى وهذا دليل آخر على كلامنا .

هذان دليلان من  إمامين معصومين ، يُعتبران كافيين ولو أردنا رفدكم بالمزيد من الأدلة لوجدناها بالعشرات إن لم نقل بالمئات في روايات الاديان الثلاثة . فبعيدا عن المعجزات الإلهية ومع إثبات وجوب القتال والمواجهة ، لا بد للإمام أن تكون له قاعدة أو مساحة جغرافية لينطلق منها و مخزون اسلحة تدميرية هائلة تكون حاضرة بين يديه ، بالإضافة الى ضرورة وجود أنصار وجنود واتباع ، وهذه العوامل مجتمعة تكون قد إكتملت في مرحلة التمهيد بواسطة القائدين الكبيرين الخراساني واليماني وبإشراف مباشر من الامام المنتظر (عج) ناهيك عن انصاره من النجباء في الشام والعصائب في العراق وغيرهم من الجنود المجهولين لاهل الارض والمعروفين لاهل السماء في كافة بقاع الارض وبلاد العالم ،لا سيما في باكستان وافغانستان والهند وافريقيا والبحرين والكويت والقطيف واليمن وعمان والمغرب العربي ودول اوروبية واميركية وآسيوية و غيرها . و لا بد هنا من التذكير بأن الإمام روحي فداه يعرف هذين القائدين ويعرف انصارهما ، كمعرفته بجنوده وأنصاره واتباعه ، كما يعرف كل ممن يساندوه ويتحركوا بإمرته .. وإليكم هذه الرواية التي تثبت كلامنا بمعرفة الامام للناس .

يقول الامام الباقر عليه السلام : "إذا خرج القائم لم يقم أحد بين يديه من خلق الرحمن إلا عرفه صالحاً هو أم طالحاً ، ألا وفيه آيه للمتوسمين .") ج52/325).

و هذه النعمة الالهية التي يملكها الإمام هي واحدة من آلاف النِعم ، كيف لا وهو الذي تعرض عليه أعمال شيعته كل ليلة جمعة . وحتى لا نيأس و نستغرب، علينا أن نعلم بأنه سيكون للإمام جيشاً عظيماً بعدده وعتاده وبأسه .

يقول الامام الصادق عليه السلام : يخرج بجيش لو أستقبل الجبال لهدمها وإتخذ فيها طريقاً ( كشف الغمة ،3/341)و بالعودة للترسانات الكبيرة بحوزة اعداء الامام ، والتي ذكرنا عينة منها في بداية المقال ، يجب علينا مقارنة هذه الأسلحة بأسلحة الإمام (عج):

أ-السلاح التكنولوجي للإتصالات

نحن لا ننكر قوة القوى المعادية وتمكنها من وسائل الاتصالات والتكنولوجيا المتطورة في عصرنا عبر الاجسام الصناعية المنتشرة بالآلاف في ل GPS وغيرها والتي تعمل بواسطة الاقمار الصناعية ، ففي عصرنا يستطيع المرء في الهند أن يكلم زميله في استرالية وأن يراه في نفس الوقت عبر وسائل عدة كالهواتف المحمولة وأنظمة السكايب والياهو والماسنجر والواتس آب والآي باد وغيرها . وهذا الامر لن يكون غريبا عن امامنا  ، بل على العكس تماما، فحضرته روحي له الفداء ملماً بهذه التكنولوجيا وورث المعلومات عنها من الله مباشرة و عن ابائه و اجداده عن رسول الله صلوات ربي عليهم أجمعين ..

يقول الامام الصادق عليه السلام : المؤمن في زمن القائم وهو في المشرق يرى أخاه الذي في المغرب وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق ...وعلى صعيد التطبيق العلمي والعملي لإستخدام التقنية الحديثة في عصر الإمام : يقول الإمام الصادق عليه السلام : إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول له : عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمراً لا تفهمه ولا تنظر القضاء فيه ، فأنظر إلى كفك و اعمل بما فيها (الكافي ج ٨ ، ح ٣٢٩ ، ٢٤١(

ب- الطائرات الحربية :

تمتلك القوى المعادية مجتمعة مئات آلاف الطائرات المدنية والعسكرية والتجسسية والمروحية ، ناهيك عن طائرات الشحن والصغرى ، وأهم هذه الطائرات تلك القتالية النفاثة والتي تحمل أطناناً من القنابل والمقذوفات وفيها اجهزة الاستشعار والقيادة الذاتية والامكانات التكنولوجية  التي تمكنها من اصابة الاهداف بدقة ، وكذلك إمامنا سلام الله عليه ، فإن لديه وسائل حديثة للنقل ، ولا نعلم ماهيتها فهل هي متشابهة مع طائرات الاعداء ، أم أنها تفوقها تطوراً بآلاف المرات .

يقول الامام الباقر عليه السلام : ينزل القائم في سبع قباب من نور لا نعلم في أيها حين ينزل في ظهر الكوفة ( تفسير العياشي ،3/103). و لعل القباب النورانية التي يركبها الإمام من المدينة إلى الكوفة ترمز للطائرات ايضاً أو لوسائل نقل غير معروفة وأجهزة متطورة أخرى في عالم الطيران . وذهب بعض أئمتنا عليهم السلام لوصفها بالسحاب ، ولا ندري أهي الغيوم أم أشياء تشبهها.

يقول الامام زين العابدين(ع):أما إنه سيركب السحاب ويرتقى في الأسباب (يوم الخلاص / كامل سليمان / ص٢٤٩( . و هو دليل آخر على ركوب الطائرات التي تحلق فوق السحاب ، ويقول الامام الباقر عليه السلام: القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الارض(نفس المصدر) و طي الارض و اختصار المسافات يحصل بالتحليق او بالاعجاز الإلهي.

أما الطائرات الحربية فحديث أمير المؤمنين (ع) يدل عليها بشكل لا التباس فيه فيقول الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : يواقع المهدي السفياني فيغضب الله على السفياني ويغضب خلق الله لغضبه فترشقهم الطير بأجنحتها ... (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام/ ج٣ /ص ١٠٧(.  فهل هي طيور عادية كالابابيل ام طائرات ؟ لكي نتأكد علينا ان ننتقل لدليل إضافي من رواية أخرى .. ففي موضع آخر يقول عليه السلام : و ما يكون من باب مغلق إلا يفتحه الله للمهدي ، ولو كانت وراء الباب بحار وأنهار وجيوش وقعاقع سلاح لا تعرفون مثله اليوم ، أترون النسر والصقر و البوم و كل رطير ، مثلها وبأسمائها تقذف السحاب ناراً وأهوالاً .... (عيسى بن داود/ ٥٠٨(  . إذن اتضحت الامور فهي طائرات كالبوم والنسور والصقور مثلها وباسمائها تقذف السحاب ناراً واهوالاً...

ج- الدبابات:

و هي حالها كحالة الطائرات من حيث الكمية الهائلة ، فلدى القوى المعادية مئات الآلاف من أنواعها المختلفة وقوتها التدميرية ، كالميركافا و ت ٧٢ و٩٢ وغيرها وما خفي كان أعظم ، ولكن هل لدى جيش الإمام (عج) دبابات ؟ يقول امير المؤمنين (ع) في خطبة طويلة: ...وبيوت من زبر الحديد لها طاقات وثقوب ترمي قدر ميل ونصف ميل وربع ميل .. (ماذا قال عليه السلام عن آخر الزمان ، ص ٦٦( . و كذلك هناك روايات عديدة تصفها بالفيلة التي ترمي الشهب والنيران من خراطيمها ...

د- الصواريخ :

و هي من أهم أسلحة العصر الفتاكة ، فقدرتها التدميرية هائلة وبإمكانها تدمير مدناً وقرى وإبادة دولاً بأسرها ، وأهمها الباليستية والانشطارية و الموجهة و العابرة للقارات والتي تحمل أطناناً من المواد التفجيرية والسامة وهي تعتبر أسلحة العصر بلا منازع ... فهل يملك الإمام (عج)صواريخ مماثلة و تفوقها تقنية ً وقدرة ؟ فلنراقب حديث امير الكلام والبلاغة والعلوم ، إمامنا أبا الحسن علي عليه السلام:

"و ينذر الروم باطلاق سراح موت فتاك محبوس بقنينة عجيبة ، فينذرهم المهدي سلاحا اسمه الصارخ له صوت الزلزال ، و يأكل هام البشر كقذف البركان لمن رأى البركان، نارا هائلة من باطن الارض ، تخرج من مكمن و مخبأ ، و تطير في السماء عاليا جدا ، ثم تهبط بموت ينزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر، و له نار لا تبقي و لا تذر ..... ( المفاجأة لمحمد عيسى بن داود ص ٥٤٨( .

هذه الأدلة على بعض أنواع الاسلحة ، تاركاً العديد منها كالمدافع والبوارج والاسلحة الفردية والمراكب الطائرة وغيرها لاوقات اخرى و لكن و قبل أن أنهي تقريري ، يجب لفت أنظار القراء والمتابعين الى أن الدول والمجتمعات والجماعات التي توالي ولي العصر (عج) ستكون حاضرة في عصر الظهور ، ولديها برنامج لسباق التسلح وتكون حاضرة لفرض معادلات توازن الرعب والردع والمواجهة ، وهذه الدول و الجماعات كالجمهورية الاسلامية وحزب الله وعصائب العراق واجناد مصر وغيرها هي ممهدة لدولة الامام وجاهزة وتخفي المزيد من المفاجآت في بعض بقاع الأرض ، والأكيد أيضاً ولعلكم سوف تستغربون بأن هذه الأسلحة المتطورة هي بعلم ورعاية وتدبير المليك الأكبر وولي الله الأعظم عجل الله فرجه الشريف وما خفي عنا وعنكم كان أدهى وأعظم ، فلا تقنطوا ولا تيأسوا ولا تخيفنكم او ترهبنكم اساطيل وترسانات الاعداء و اثبتوا و صابروا و رابطوا لان الفرج قريب باذن الله وبعد هذا فإنه فوق كل ذي علم .

المصدر : الممهدون في الارض

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 26 أغسطس 2018 - 11:54 بتوقيت مكة