الكتلة الأكبر.. صراع دولي بأدوات عراقية!

الأربعاء 22 أغسطس 2018 - 15:08 بتوقيت مكة
الكتلة الأكبر.. صراع دولي بأدوات عراقية!

معرقلات اختيار الكتلة الاكبر وتشكيل الحكومة الجديدة.



التجاذبات التي تشهدها الساحة العراقية قبيل الاعلان عن الكتلة الاكبر من قبل البرلمان والتي تقع عليها مهمة تشكيل الحكومة، هي إنعكاس للصراع الدولي والاقليمي في المنطقة والعالم.

ولنكون صريحين، هناك اليوم جبهتان كل واحدة منها تعبر عن موقف دولي واقليمي، اضافة الى رؤى واستنتاجات محلية:

اولا، جبهة الفتح - دولة القانون، الاكراد، الوطني: والتي تشكل اهم القوى الفاعلة في ساحة المكونات الثلاث (شيعه وسنة واكراد) من خلال وجود كتل والقوائم: الفتح، دولة القانون، اغلبية قائمة النصر ( 28 نائبا من مجموع 42), الحزبان الكرديان الرئيسيان الاتحاد الوطني والديمقراطي، اضافه الى الاتحاد الاسلامي والتغيير والجماعة الاسلامية، وكذلك اغلب وأهم عناصر التحرك الميداني السني (النجيفي, الجبوري, الخنجر, الكربولي) مع مجموعات الحشد العشائري.

هذه الجبهة وبكل وضوح وشفافية مدعوم من قبل الجمهورية الاسلامية وتركيا وقطر وفي عمقها الاستراتيجي روسيا والصين، وفيها عناصر شعبوية وجماهيرية تتمثل بجمهور الاخوان وجمهور المقاومة.

ثانيا، جبهة سائرون - الحكمة - الوطنية -النصر: والتي تعرف ايضا ب((جبهة فندق بابل)) الذي اعلن منه تشكيل نواة الكتلة الاكبر وتضم: السائرون (اي الصدريين والشيوعيين) اكبر الفائزين في الانتخابات (54 مقعدا) وتيار الحكمة (عمار الحكيم) والوطنية (اياد علاوي - صالح المطلق) والنصر (اي ما تبقى مع السيد حيدر العبادي).. اضافه الى اطراف كردية و السنية ضعيفة وصغيرة.

جبهة فزدق بابل مدعومة وبكل وضوح ايضا وشفافية من المحور السعودي - الامريكي, ولا يعني بالطبع ان جميع القوى المشاركة تدور حاليا في الفلك المذكور وبالتحديد التيار الصدري، لكنهم يشتركون بقناعة مفادها مواجهة النفوذ الايراني!

جبهه فندق بابل لم تستطع جمع ةكثر مز 90 نائبا كحد اقصى، لذلك تركت الباب مفتوحا لدخول الاخرين.. معولة على ضغوطات امريكية واقليمية وداخلية.

ويقال والعهدة على الراوي ان الاطراف الدولية بدأت تمارس ضغطا كبيرا لا يخلو من تهديدات للعديد من الاحزاب والكتل للالتحاق بجبهة فندق بابل، و ايضا بصراحة هذا الطرف الدولي هو امريكا!!

الصيغة التي قيل سابقا ان الجمهورية الاسلامية طرحتها والتي عرضتها جهات من جبهة فندق بابل، هي جمع القوى الشيعية الخمسة في قائمة عابرة للطائفية ومفتوحة على المكونات الاخرى... ولم يحول دون هذا الطرح سوى التيار الصدري الذي على استعداد ان يتحالف مع الشيطان ولا يجلس زعيمه بجانب زعيم دولة القانون نوري المالكي!!!

والحقيقة ايضا ان اسباب هذا العداء غير مبررة، فاذا كان سبب ذلك صولة الفرسان فعلى الاقل لم تكن صولة الفرسان تستهدف راس التيار، بل مليشيات وقحة كما يزعم انصار التيار انشقوا عنه لاحقا!!.. بينما في معركه النجف التي قادها الامريكان واياد علاوي حليف التيار الصدري حاليا كان الهدف راس السيد مقتدى الصدر.. ولولا الجمهورية الإسلامية وبعض الاطراف العراقية في مقدمتها المرحوم احمد الجلبي وقيادات من حزب الدعوة لجرى سحق تمرد النجف ولاغلق ملف السيد مقتدى للنهاية..

أما الخوف من حكومة قوية تضيق على الزعامات تدخلها في ادارة الدولة وحصر الادارة ضمن السياقات الدستورية، فهذا يتعارض مع دعوات الاصلاح التي يطلقها الذين يطالبون بحكومة قوية والقضاء على الفساد وكف ايادي العابثين من التدخل، وهيمنة القانون وسيادة الدولة...!!!

من المؤسف جدا - حسب رأيي الشخصي - ان ينتهي التجاذب والصراع غير المبرر والمنطقي في البيت الشيعي الى عودة وجوه بعثية وعشائرية وحتى ارهابية، يستقوي بهم هذا الطرف الشيعي على الاخر...

ليس من مصلحة العراق هذا التجاذب وليس من مصلحة العراق ذهاب التيار الصدري الى المعارضة، لا وجوده في الدولة يقلل من احتقان الشارع، ولان ثقافة الموالاة والمعارضه لم تترسخ بعد في المجتمع العراقي و ديموقراطيته الناشئة.

ما نأمله هو ان يضع القائمون على الامور في العراق مصلحة البلد نصب اعينهم، ويتجاوزوا الحساسيات الشخصية بينهم، وينزلوا من مركب الأنا... وإلا فالعراق ليس بخير، ومن يدفع الثمن هو المواطن والفقير بالدرجة الاولى، الذي سيكون حطب وحطام هذه النزاعات الشخصية - إن احسنا الظن.. والله المستعان.

بقلم: علاء الرضائي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 22 أغسطس 2018 - 15:08 بتوقيت مكة