وجون نيكسون، هو خبير في شؤون الشرق الأوسط وأمضى ثلاثة عشر عامًا لدى وكالة الاستخبارات المركزية كمحلل سياسي لشأني العراق وإيران، ومحللاً في مقر الوكالة ببغداد.
ويقدم جون نيكسون في كتابه "استجواب الرئيس" الذي صدرت ترجمته العربية عن الدار العربية للعلوم ناشرون، شهادة حية، حول عملية استجواب صدام، إضافة إلى طبيعة عمله في مساعدة ضباط الوكالة ووحدات الجيش الخاصة في استهداف الأفراد بغية القبض عليهم والتمكن من استجوابهم.
ومن بين الأسرار التي يكشف عنها جون نيكسون، في كتاب "استجواب الرئيس"، هي أوجه التشابه التي توصل إليها بين صدام ، والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
ويقول جون نيكسون كانت إحدى المفارقات الكبيرة في حرب العراق هي أن صدام وبوش كانا يتشابهان في العديد من الجوانب".
7 أوجه للتشابه بين صدام وبوش
كان كل منهما يبدي مظهرا مترفعا ومتغطرسا، وكان جاهلا نسبيا في شؤون العالم الخارجي ولم يسافر إلى الخارج إلا فيما ندر، وكان ميالا إلى عدم رؤية الأشياء بغير اللونين الأسود والأبيض، وكان يشعر بالحرج أمام تعدد الخيارات، وكان يحيط نفسه بمستشارين منصاعين، وكان يعتز بإجماع الآراء ما دام مؤيدا لوجهات نظره، ولم يثق بآراء الخبراء، وهناك المزيد من التشابه بينهما:
1- كان كل منهما يفتقر إلى الخبرة العسكرية ولديه توقعات غير واقعية لما يمكن للقوة أن تحققه.
2 - كان كل منهما يتخذ قرارات عسكرية مستندة إلى غايات سياسية، وكان لا يتفهم أن الاستخدام العقلاني للقوة أو حتى التهديد باستخدامها، قد يفوق في فعاليته اللجوء إلى القوة.
3 - تسلق كل منهما سلم السلطة من خلال تمسكه التام بفكرة السياسى، إلا أنه – مع حلول نهاية حياته العملية – كان مستعدا للتخلي عن مواقفه الأيديولوجية لصالح توجهات أكثر واقعية، وكان قد طور مهارات سياسية وقدرات على التأثير الجماعي.
4- كان كلاهما يعتبر نفسه رجلا عظيما وكان عازما على جعل التاريخ يبرزه بهذه الصورة.
5- اعترف لي كل منهما بأنه يثق بغريزته أكثر مما يثق بعقله.
6- كان كل منهما منعزلا عن الواقع خلال سنوات توليه السلطة، ففي الوقت الذى كانت بغداد توشك على السقوط كان صدام منشغلا في موضوع نشر الرواية التي كان قد ألفها.
أما جورج بوش فقال إنه كان يستمتع بمكوثه داخل الفقاعة، أي داخل شرنقة المكتب البيضوي التي كانت تعزله عن العالم الخارجي.
7 - كان كلاهما يهوى المجازفة، تلك النزعة التي ساهمت في بلوغه قمة السلطة قبل أن تتحول إلى نقطة ضعفه بعد بلوغه تلك القمة.
فلقد قام كل منهما بزج بلده في الحرب، قام صدام بغزو إيران والكويت وقام بوش بغزو أفغانستان والعراق.
31