لم نجد من مختصات اليوم الخامس من ذي الحجة إلا ماورد حول أنه يوم ذكرى غزوة السويق (1)، وهي إحدى غزوات الرسول صلى الله عليه وآله، كانت رداً على غزو أبي سفيان أطراف المدينة في عملية تسلل عبر بعض اليهود، لتسجيل موقف اتسم بالجبن والمكابرة.
وفي التفاصيل حول هذه الغزوة، يقول المسعودي:
“ ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه " وآله" وسلم المعروفة بغزوة السويق، خرج في ذى الحجة في طلب أبى سفيان صخر بن حرب، وكان أقبل في مائتي راكب من أهل مكة ليبرَّ نذره أن لا يمس النساء، ولا الطيب حتى يثأر بأهل بدر، فصار إلى العريض، فقتل رجلاً من الأنصار، وحرق أبياتا هنالك. فلما بلغه خروج رسول الله صلى الله عليه"وآله" وسلم وأصحابه في طلبه جعل وأصحابه يلقون جرب السُّوَيْق تخففاً، فسميت غزوة السويق”. (2)
وقال ابن هشام:
“ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق في ذى الحجة، وولي تلك الحجة المشركون من تلك السنة”أي السنة الثانية للهجرة” فكان أبو سفيان ".." حين رجع إلى مكة، ورجع فل قريش من بدر، نذر أن ".." يغزو محمداً صلى الله عليه:"وآله" وسلم ، فخرج في مائتى راكب من قريش، ليبر يمينه، فسلك النجدية، حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له: ثيب، من المدينة على بريد أو نحوه، ثم خرج من الليل، حتى أتى"يهود" بنى النضير تحت الليل، فأتى حيى ابن أخطب، فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتح له بابه وخافه، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بنى النضير في زمانه ذلك، وصاحب كنزهم، فاستأذن عليه، فأذن له، فقراه وسقاه، وبطن له من خبر الناس، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجالاً من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية منها، يقال لها: العريض، فحرقوا في أصوار من نخل بها، ووجدوا بها رجلاً من الأنصار وحليفاً له في الحرث لهما، فقتلوهما، ثم انصرفوا راجعين، ونذر بهم الناس، فخرج رسول الله صلى الله عليه"وآله" وسلم في طلبهم، [ واستعمل على المدينة بشير بن عبد المنذر، وهو أبو لبابة، في ما قال ابن هشام ] حتى بلغ قرقرة الكدر"موضع يبعد عن المدينة ثمانية برد" {جمع بريد} ثم انصرف راجعاً، وقد فاته أبو سفيان وأصحابه، وقد رأوا أزواداً من أزواد القوم قد طرحوها في الحرث يتخففون منها للنجاء ".." وإنما سميت غزوة السويق، في ما حدثنى أبو عبيدة : أن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق".." فسميت غزوة السويق(3)."
ويناسب المقام الإشارة إلى أن من الأولويات في موسم الحج سواء للحاج أو لغيره، التدقيق في مدى اتباعه لرسول الله صلى الله عليه وآله، فليس الإسلام ولا الإيمان إلا حسن اتباع من أمر الله تعالى باتباعه. قال تعالى{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
الهوامش:
(1) السويق: طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير، ويحلى.
(2) المسعودي، التنبيه والإشراف 207
(3) إبن هشام الحميري، سيرة النبي “ص “2/558
المصدر:موقع سرائر