مجزرتان في أفغانستان: مقتل عشرات الطلاب والجنود

الخميس 16 أغسطس 2018 - 09:16 بتوقيت مكة
مجزرتان في أفغانستان: مقتل عشرات الطلاب والجنود

آسيا والباسفيك-الكوثر: أُهدِر مزيد من الدماء في أفغانستان أمس الاربعاء، إذ سقط 48 شخصاً ضحايا وجُرح عشرات بتفجير ارهابي في مركز تعليمي في كابول، تشتبه السلطات في أن تنظيم «داعش» نفذه، فيما أدى هجوم شنّته حركة «طالبان» على موقع عسكري في إقليم بغلان شمال البلاد، إلى مقتل 44 من عناصر الجيش والشرطة الأفغانيين.

في الوقت ذاته، استعادت القوات الأفغانية سيطرتها على مدينة غزنة الاستراتيجية، بعد معارك عنيفة مع «طالبان» أوقعت عدداً ضخماً من القتلى. وبرّرت الحركة انسحاب مسلحيها من المدينة بظروف صعبة واجهها السكان.

في العاصمة، فجّر ارهابيا حزاما ناسفا أمام «مركز موعود التعليمي» في منطقة تقطنها غالبية من اتباع اهل البيت (ع)، موقعاً 48 ضحية و67 جريحاً، معظمهم طلاب. وقال طالب إن حوالي 100 من زملائه كانوا داخل المركز، فيما رجّح رجل يُدعى أسد الله مقتل شقيقه أو إصابته، إذ «لم يكن يتنفس عندما أخرجت جسده المغطى بالدم من غرفة الصف المحترقة والمليئة بالدم». وأضاف باكياً أن عمر شقيقه 17 سنة، وتابع: «كان ذكياً مليئاً بالحيوية ومتفوقاً في صفه، ولست متأكداً أنه سيعيش».

ونفت «طالبان» مسؤوليتها عن التفجير الذي يحمل بصمات «داعش» الارهابي، علماً أن الرئيس أشرف غني اكد انه هجوماً إرهابياً، مندداً باستهداف مراكز تعليمية وثقافية.

وفي إقليم بغلان، اعلن مسؤولون مقتل 9 شرطيين و35 جندياً، في هجوم شنته «طالبان». وأرسلت الحكومة تعزيزات لاستعادة السيطرة على نقطتي تفتيش في إقليم زابل جنوب أفغانستان، بعدما أسفرت اشتباكات بين «طالبان» والجيش عن مقتل 11 جندياً وشرطي. كما قُتلت 6 فتيات لا تتجاوز أعمارهنّ 10 سنين، لدى عبثهنّ بقذيفة عثرن عليها في إقليم لغمان شرق البلاد.

إلى ذلك، استعادت القوات الأفغانية سيطرتها على مدينة غزنة الاستراتيجية، إذ عاد أصحاب المتاجر والسكان إلى الشوارع، بعد أيام على قتال عنيف وغارات جوية أميركية لإخراج «طالبان» من المدينة. ونفذت قوات الأمن دوريات، فيما برّرت الحركة انسحابها، بعدما هاجمت غزنة الجمعة الماضي، بأن السكان «كانوا يواجهون نقصاً شديداً في الطعام ومياه الشرب، مع انقطاع الكهرباء».

وأعلنت وزارة الدفاع أن «الجيش الأفغاني يطمئن شعب غزنة إلى أن العدو لن تكون لديه فرصة لزعزعة حياة الناس»، مضيفة أن عشرات المتمردين قُتلوا بغارات جويّة وعمليات بريّة. لكن 100 من عناصر قوات الأمن قُتلوا أيضاً، وسط مخاوف من مقتل عدد مشابه من المدنيين.

وقال التاجر بشير أحمد الذي لجأ إلى كابول: «تفوح رائحة الدم في المدينة. الناس خائفون من تجدّد المعارك». وروى أحد السكان: «مخزوننا من الأغذية نفد في اليوم الثاني من المعارك. عناصر طالبان كانوا قرب منزلنا واضطررنا إلى الاختباء في الطبقات السفلى».

وروى آخر: «منزلي قرب خط الجبهة، مسلحو طالبان أرغموا الناس على تقديم الطعام لهم. المعارك كانت كثيفة. خلال يومين، لم نحصل على ماء ولا طعام. كان أطفالي يبكون عندما يسمعون (أصوات) الانفجارات والعيارات النارية من بنادق طالبان من الجهة الأخرى من الجدار».

ووصف أشرف غني الهجوم بأنه «جرم لا يُغتفر»، مشيراً إلى أنه أمر السلطات بتزويد المدينة بماء وغذاء في شكل طارئ. وأضاف: «يمكنكم أن تكونوا واثقين بأن وجع غزنة هو وجع جميع الأفغان، خصوصاً وجعي».

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تقدّم ملابس وأدوية، ومولدات كهرباء ومياهاً نظيفة، لحوالى 18 ألف شخص في المدينة.

ودعت بعثة الأمم المتحدة إلى وقف القتال، مرجّحة مقتل حوالى 150 مدنياً في غزنة. وقال تاداميتشي ياماموتو، ابرز مسؤولي المنظمة الدولية في أفغانستان: «تفيد معلومات بأن حصيلة الضحايا في غزنة مرتفعة جداً، وبأن المستشفى العام اكتظ بالجرحى. المعاناة الإنسانية الشديدة نتيجة القتال في غزنة، تُبرز الحاجة الملحة لإنهاء الحرب في أفغانستان».

المصدر: رويترز

105

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 16 أغسطس 2018 - 09:16 بتوقيت مكة