{{فضل يوم التروية}}:
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( يخرج الناس إلى منى من مكّة يوم التروية ، وهو اليوم الثامن من ذي الحجّة ، وأفضل ذلك بعد صلاة الظهر ، ولهم أن يخرجوا غداة أو عشية إلى الليل ، ولا بأس أن يخرجوا ليلة يوم التروّية ، والمشي لمن قدر عليه في الحج فيه فضل ، والركوب لمن وجد مركباً فيه فضل أيضاً ، وقد ركب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) .
وروي عنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( صوم يوم التروية كفّارة سنة ... ) .
{{أعمال يوم التروية}} :
ورد في كتاب مفاتيح الجنان : يوم التروية ، وللصيام فيه فضل كثير ، وروي أنّه كفارة لذنوب ستين سنة ،
وقال الشيخ الشهيد ( رحمه الله ) : إنّه يستحب فيه الغسل .
{{اليوم الثامن من ذي الحجة}}:
خروج الإمام الحسين من مكة إلى العراق سنة 60 هـ
بعد توارد الرسائل من أهل الكوفة على الإمام الحسين رأى أن يبعث مبعوثاً عنه إلى الكوفة، فاختار ابن عمه مسلم بن عقيل (عليه السلام)؛ لصلاحه وأهليته لهذه المهمة، حيث توجه مسلم إليها وعند وصوله إليها شرع بجمع الأنصار، وبأخذ البيعة للإمام الحسين , وتوضيح أهداف الحركة الحسينية المباركة أكثر. كما أخذ بشرح أهداف الثورة لزعماءالكوفة ورجالاتها, فأعلنت موالاتها للإمام الحسين وفي تلك الظروف الصعبة كتب سفير الإمام الحسين مسلم إلى الإمام الحسين يحثه بالتوجه إلى الكوفة.
فتسلّم الإمام الحسين رسالة مسلم وعرضه الشامل للأوضاع والملابسات السياسية، والرأي العام القائم آنئذ، فقرر التوجه إلى العراق، وذلك في اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) سنة 60 هـ. وهذا يدل على أن الإمام (عليه السلام) له القيادة العامة على الاُمة الإسلامية.
فجمع الإمام أبناءه ونساءه وأطفاله وأبناء أخيه وأبناء عمومته، وغادر مكة المكرمة، وعند ما شاع خبر رحيله من مكة استولى الخوف على قلوب الكثير من مخلصيه والمشفقين عليه، فأخذوا يمنعونه عن السير لعله يتراجع عن قراره، إلا أن الإمام
اعتذر من أن يطالب بالهدنة، ورفض كل ذلك.
والملاحظ لأخبار هذه الثورة الحسينية العملاقة يجد سراً ما فيها يتضح من خلال ما قدم للإمام الحسين من نصائح؛ لإحساس المشفقين باحتمال الخيانة، وعدم الوفاء للإمام وحركته التي تعهد له بها أهل الكوفة. فيتضح أن للإمام هدفاً لايتراجع عنه، حيث كان مصراً على ذلك، وكان عارفاً بالنتائج سلفاً، ومحدداً لأبعادها، إلا أن تكليفه الشرعي كان يوجب عليه مواصلة ذلك.
وهذا واضح بكل وضوح في خطبته التي قال فيها: «الحمد للّه، وما شاء الله ولا قوة إلا بالله، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن أكراشاً جوفاً وأحوية سغباً. لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا اُجورنا، اُجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّ بهم عينه، وينجز بهم وعده. من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله».
فتبين من ذلك أن الإمام الحسين على اطلاع شامل كامل عن كل ذلك، وحتى التفاعلات وما يتمخض من نتائج للأحداث والأسباب وكل ما كان قد توقعه الإمام (عليه السلام) قد حدث فعلاً قبل وبعد استشهاد أبي الأحرار الإمام (فتزايدت روح الرفض والمقاومة في نفوس وقلوب أبناء الأمة الإسلامية المجيدة، واستمر ذلك حتى بعد هلاك يزيد(لعنه الله)، حتى أتت على الكيان الأموي، تلك الحرارة في قلوب المؤمنين ضد الطغاة والظالمين.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وبقي الحسين رمزاً خالداً, ومناراً للثائرين، {فصلوات الله وسلامه عليه في كل آن وحين}.