ووفقا لـ شبكة "سي بي سي" الكندية، قالت المنظمة، التي تحمل اسم "تنسيقية لمتابعة شؤون الطلبة السعوديين في كندا"، إنها "تشكلت حديثا بهدف حماية الحقوق والمكتسبات التعليمية في ظل تصاعد الخلاف السياسي مع كندا".
ورغم أن التنسيقية أعلنت أنها "تثمن المواقف السياسية المختلف للمملكة على صعيد السياسة الخارجية، وحماية اسم وسمعة المملكة ورفض التدخل في شؤوننا الداخلية، فإنها أكدت "ضرورة عدم الزج بقضية المبتعثين السعوديين في الخلافات بين البلدين".
وطالبت التنسيقية، في بيان لها، "بضرورة المراجعة الفورية لقرار الحكومة السعودية الذي سيكون له مضاعفات سلبية كثيرة من شأنها العصف بالمستقبل العلمي والمهني والأكاديمي للطلاب".
وأضافت التنسيقية: "نرجو من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد توجيه الحكومة للعدول عن قرارها والعمل من أجل وقف تداعيات سياسة حكومة المملكة التي ستؤثر على مستقبل الآلاف من الخريجين في برامج الدراسات المتوسطة والعليا".
وأوضح البيان أن "قرار قطع العلاقات السياسية ووقف برامج الابتعاث من شأنه أيضا التأثير على خطط المملكة الرائدة والطامحة والتي تبتعث الآلاف من الطلبة السعوديين للخارج للحصول على المعرفة والعلم بما يفيد البلاد".
وقالت التنسيقية، إن "هذه الدعوة جاءت نتيجة اجتماع استمر لعدة ساعات وضم العشرات من المبتعثين السعوديين في برامج الماجستير والدكتوراه والبرامج المهنية المختلفة في مختلف الجامعات الكندية لتدارس أوضاع الطلبة المبتعثين في ظل الأزمة السياسية بين البلدين".
وأوضحت أن تشكيلها جاء "كتحرك عاجل من أجل تلافي تداعيات قرار الحكومة الرشيدة بشأن برامج الابتعاث لكندا وأثرها على الطلبة السعوديين هناك، وهو الأمر الذي يهدد الآلاف من الطلبة وعائلاتهم دون مراعاة لما بذلوه من جهد ووقت في المضي في برامجهم الدراسية".
وقالت التنسيقية إنها ستعمل على "رفض الأفكار التي تمس بالمستقبل الدراسي بما في ذلك فكرة إغلاق نظام الابتعاث إلى كندا الأمر الذي من شأنه عرقلة الإنجازات التي حققوها لعدة سنوات"، كما "أعلنت رفضها أيضا لمبدأ "نقل الطلبة لأي جامعات سواء في أمريكا أو السعودية وهو الأمر الذي تعكف عليه وزارة التعليم حاليا"، بحسب البيان.
وأشار البيان، إلى أن "الجامعات الكندية أعربت عن تعاطفها مع الطلاب السعوديين وعن جاهزيتها لتقديم السكن والمعونة للطلبة الذين سيتم إيقاف تمويل منحهم الدراسية، كما تواصلت مجالس الطلبة مع عدد من الطلاب وأعربت عن كامل الدعم لهم وفي طريقة تعاملهم مع الأزمة سواء في رجوعهم للمملكة أو استكمال تعليمهم من دون دعم الحكومة".
في ذات السياق، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن أن الكثيرين من الطلاب السعوديين في كندا يشعرون بالصدمة، واصفة بيان "تنسيقية لمتابعة شؤون الطلبة السعوديين في كندا"، جراء قرار السلطات السعودية بمطالبة حوالي 7 آلاف طالب سعودي مغادرة كندا قبل 4 أسابيع فقط من بدء العام الدراسي الجديد، بـ"الصادم".
وأوضحت الصحيفة، "حجم الصعوبات التي يواجهها الطلاب ومن بينها إقامة بعضهم لعدة سنوات بكندا، مشيرة إلى أنهم يخافون الآن من تأثر مسيرتهم الدراسية حتما، وهو قلق يكشف عن الثمن البشري للأزمة المتصاعدة بين المملكة وكندا".
ويكشف التقرير، بأن الكثير من السعوديين يخشون من أنهم سيضطرون لإعادة الدراسة والتدريب للحصول على الشهادة أو الزمالة، حيث قال طالب سعودي في كلية الطب في جامعة كندية، لكنه ليس مبتعثا، إنه وزملاءه في حالة من الصدمة "لا شيء إلا مستقبل قاتم والدين الذي لم أدفعه بعد، إنه شعور رهيب".
وتقول وول ستريت، إن "كندا تعد الوجهة المفضلة للطلاب السعوديين الراغبين في دراسة الطب، حيث تخرج أفضل الأطباء السعوديين من الجامعات هناك، ففي جامعة ماكغيل في مونتريـال تشكل نسبة الطلاب السعوديين الذين يواصلون دراستهم العليا 10% من 1.200 طالب فيها".
وتنوه الصحيفة، إلى أن "هناك سعوديين يخشون من تأثر النظام الصحي بسبب الأزمة، حيث قال أبو يوسف، وهو مريض في مستشفى حكومي في جدة، إن "الأطباء الذين سيعودون من كندا هم الأفضل في البلاد، وهو ما يدعو للقلق.. هي خسارة".
واندلعت الأزمة الدبلوماسية قبل أيام بين السعودية وكندا بعد أن طالبت أوتاوا الرياض بالإفراج عن حقوقيين سعوديين اعتقلتهم، واتهمت السعودية كندا بالتدخل في شؤونها الداخلية، واستدعت سفيرها من أوتاوا، وطردت السفير الكندي لديها، وأعلنت عن تجميد التعاملات التجارية والاستثمارات الجديدة بين البلدين.
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية السعودية وقف رحلاتها الجوية من وإلى مدينة تورنتو الكندية اعتبارا من الاثنين القادم، إضافة لذلك قررت وزارة التعليم السعودية، إيقاف برامج البعثات والتدريب والزمالة إلى كندا، وإعداد خطة عاجلة لنقل جميع الملتحقين بهذه البرامج البالغ عددهم قرابة 17 ألف شخص مع أسرهم إلى دول أخرى.