قائد الثورة الاسلامية يحسم مسألة التفاوض مع أميركا

الإثنين 13 أغسطس 2018 - 12:30 بتوقيت مكة
قائد الثورة الاسلامية يحسم مسألة التفاوض مع أميركا

ايران _ الكوثر: في اول ايام شهر ذي الحجة الحرام استقبل قائد الثورة الاسلامية الامام علي الخامنئي اليوم الاثنين الآلاف من ابناء الشعب في حسينية الإمام الخميني الراحل (رض) وسط العاصمة الايرانية طهران.

وفي كلمته اليوم الاثنين امام حشد غفير من مختلف فئات الشعب، اشار قائد الثورة الاسلامية الى رده على رسالة رئيس السلطة القضائية حول التصدي للفساد الاقتصادي، انه من المقرر التصدي للمفسدين بحزم وبلا محاباة.. من الممكن ان تكون عقوبة بعضهم الاعدام والبعض الاخر السجن. لقد كتبت (في الرسالة الجوابية) بان التصدي يجب ان يكون عادلا ودقيقا.

واضاف، انني ومنذ البداية كافحت الفساد والمفسدين وانا اؤمن بذلك الان ايضا، الا ان البعض يتحدثون بتطرف ويستخدمون عبارة الفساد الممنهج ، لكن الامر ليس كذلك.. فمن الصحيح ان الفساد قليله كثير لكن من الخطأ انتهاج الافراط او التفريط في جميع المجالات.

واكد القائد ضرورة تواجد اجهزة الرقابة في الساحة وقال، انه ينبغي على مجلس الشورى الاسلامي وكذلك السلطة القضائية والمواطنين عموما الشعور بالمسؤولية واداء الدور، اذ يتوجب غلق الطريق امام الفساد.

وإعتبر القائد انخفاض قيمة العملة الوطنية مشكلة من المشاكل الحالية لاقتصاد البلاد قائلا ان الخبراء الاقتصاديين والعديد من المسؤولين متفقون في الراي على ان سبب هذه القضية ليس خارجيا بل داخليا. لا ان يكون الحظر بلا اثر بل التاثير الاكبر يعود الى نوع الاداء.

واضاف : انّ الأداء لو كان أفضل وأحسن تدبيراً وأقوى وآتياً في حينه، فان الحظر لا يؤثر كثيرا فمثلا في قضية العملية الاجنبية والمسكوكات الذهبية فانه وبسبب بعض سوء التدبير والإهمال وضعت العملة الاجنبية بيد أناس استغلوها فهذه المشكلة تعود الى كيفية الادارة ووضع السياسات التنفيذية. 

وبشان المفاوضات مع امريكا قال اية الله خامنئي: امريكا تدعو اليوم الى التفاوض ايضا وهذه ليست بمسالة جديدة فهي قائمة منذ بداية الثورة الاسلامية. لماذا لا نتفاوض؟ لان الامريكيين يتبعون صيغة خاصة في المفاوضات، بما ان الامريكيين يتكلون على القوة والمال فانهم ينظرون الى المفاوضات نظرة تجارية وتساومية. حين يحاول الاميركيون التفاوض مع جهة ما فانهم يحددون الاهداف ولن يتراجعوا عن هذه الاهداف ابدا. انهم يحاولون الحصول على تنازلات من الجانب الاخر وان امتنع الجانب الاخر عن تقديم التنازلات فانهم يثيرون الضجيج لكي لا يتراجعوا عن اهدافهم. ان امريكا وفي مقابل الامتيازات التي تحصل عليها لن تقدم اي تنازلات، فهي تقدم الوعود فقط ولا شيء اخر. وفي النهاية وحين تحصل على التنازلات والامتيازات تتنصل عن وعودها وتنسفها من الاساس. هذا هو اسلوب تفاوض الامريكان، والان كيف يمكن التفاوض مع دولة غشاشة كهذه؟ الاتفاق النووي هو مصداق صارخ لهذا الامر، هذا مع انني كنت قاسيا فيما يخص المفاوضات ووضعت خطوطا حمراء لم تراع.

وتابع قائد الثورة الاسلامية قائلا: ان وصلت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى درجة من الاقتدار والقوة بحيث لن تؤثر فيها الضغوط والضجيج الذي تفتعله امريكا، فانذاك يمكنها التفاوض مع امريكا، وهذا ليس ذلك اليوم، لذلك منع الامام الخميني التفاوض مع امريكا وانا ايضا امنعه.

واشار الى ان لغة امريكا خلال النصف الاخير من العام الجاري باتت اكثر وقاحة وتتسم بقلة الأدب مضيفا: في الاسبق ايضا كانوا لا يراعون الادب في دبلوماسيتهم ولكننا نرى ان لغتهم باتت اقل ادبا مع الجميع خلال الاونة الاخيرة. وخير دليل على ذلك ان السعوديين ارتكبوا جريمتين خلال الاسابيع الاخيرة، الهجوم على احدى المستشفيات والهجوم على حوالي اربعين وخمسين طفلا بريئا اعمارهم تتراوح بين 8 و 9 سنين؟ كم هذه الكارثة تحز في القلب. اهتز ضمير العالم  لكن ماذا فعلت امريكا؟ بدلا من ان تدين المجرم وصفت علاقاتها بالسعودية بالاستراتيجية، أليس هذه وقاحة؟ ما قام به الرئيس الامريكي اقصد الفصل بين الفين أو ثلاثة الاف طفل عن عوائلهم المهاجرين ووضعهم في الاقفاص، هل هناك من ارتكب جريمة مماثلة في التاريخ؟

واستطرد قائد الثورة الاسلامية قائلا: امريكا وخلال الاونة الاخيرة تتحدث عن ايران ايضا بوقاحة، وبمنأى عن الحظر تتحدث عن امرين اخرين، احدهما الحرب والاخرى التفاوض، انها تلوح بشبح الحرب من جهة لترهب الجبناء. وفيما يخص المفاوضات ايضا تلعب لعبة تافهة، احدهم يتحدث عن مفاوضات بشروط والاخر بلا شروط.  

سأقول كلمتين مختصرتين، "لن يكون هناك حرب ولن نتفاوض مع الاميركيين" هذا هو ملخص الكلام الذي ينبغي ان يعرفه الشعب الايراني كله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 13 أغسطس 2018 - 12:30 بتوقيت مكة