ووفق مفهوم علماء الفلك، تعد الشمس نجما قزما أصفر عمره خمسة مليارات سنة، وهي الآن في منتصف التسلسل الرئيسي للرسم البياني لـ Hertzsprung-Russell الذي يعرض تطور النجوم.
ويقول الدكتور فلاديمير بوغود، رئيس فرع مرصد الفيزياء الفلكية الخاص التابع لأكاديمية العلوم الروسية في بطرسبورغ: "الشمس فريدة بفضل خصوصية بنيتها، وبفضل موقعها ظهرت الحياة على الأرض".
كما أن الشمس كرة هيدروجينية ملتهبة تجري داخلها تفاعلات نووية في درجة حرارة أعلى من 14 مليون كلفن. وتنتقل الطاقة داخلها عن طريق الإشعاع وامتصاص الفوتونات. وبالقرب من سطحها، تبرد المواد وتبدأ منطقة الحمل الحراري، أما الطبقة الضوئية فدرجة حرارتها 5800 كلفن. ويولد اختلاط البلازما الحبيبات الشمسية الفائقة Supergranulation التي تصل إلى ربع قطر الشمس.
وتمنع المجالات المغناطيسية تبادل الطاقة بين جسيمات البلازما شديدة التأين، ما يؤدي بالنتيجة إلى ظهور البقع المظلمة في الطبقة الضوئية.
ويأتي حول هذه الطبقة الغلاف اللوني، ويبلغ سمكه بحدود 30 ألف كيلومتر، ودرجة حرارته 10 آلاف كلفن. بعده تأتي الطبقة الانتقالية، سمكها 100 كيلومتر وتمتد من المنطقة التاجية التي تصل درجة الحرارة فيها إلى مليوني كلفن.
وتعطينا الطبقة التاجية المعلومات اللازمة عن النشاط الشمسي، ومن تحليلها، يحدد العلماء موعد التوهجات الشمسية القوية، وهي في الواقع انفجارات تنبعث منها طاقة هائلة تصل إلى الأرض، وتسبب العواصف المغناطيسية والشفق القطبي.
ووفقا لتقديرات الدكتور بوغود، وفريقه العلمي، فإن احتمال انفجار الشمس كما يحصل للسوبرنوفا ضئيل جدا. وعندما تحترق كميات كافية من الهيدروجين ستبدأ الشمس بالتوسع، وستحترق الأرض وتتحول إلى قزم أبيض أو أسود، ولكن هذا سيحصل بعد مليارات السنين.
لذلك، من المهم حاليا متابعة دورة النشاط الشمسي، فعندما يكون في أوجه، يقل عدد البقع على سطحها. وتستمر أقصر دورة للشمس 11 عاما. وتبين المتابعة حاليا انخفاض النشاط الشمسي للدورة الثانية على التوالي وهذا يؤثر في المناخ. ففي القرن السابع، تسببت عمليات مماثلة في انخفاض درجات الحرارة في أوروبا.
كما أن انخفاض النشاط الشمسي يخلق مشكلة ثانية، هي وصول الإشعاعات الكونية إلى سطح الأرض، حاملة ذرات ثقيلة عالية الطاقة، وهذا يؤثر في ليس فقط في المناخ، بل وفي جميع الكائنات الحية