ويعتبر جهاز الجيروسكوب جهاز مزود بمجسات تستخدم في قياس السرعة الزاوية والموقع الزاوي، يقوم بتقديم معطيات حول موقع الجسم المتحرك والحفاظ على توازنه.

وتوجد انواع عديدة لأجهزة الجيروسكوب، بما فيها الميكانيكي المكون من عدة حلقات دوارة متعامدة، والجيروسكوب الليزري وجيروسكوب الكابل الضوئي، وهو اكثرها تطورا في الوقت الحاضر. ويستخدم هذا الجهاز في توجيه الطائرات والسفن والصواريخ.

ويمتاز جيروسكوب الكابل الضوئي بصغر حجمه وأنه يعمل بشكل فوري، وعمره طويل، وليس بحاجة الى خدمات الصيانة، فضلا عن انخفاض تكاليفه.

جيروسكوب الكابل الضوئي للصواريخ الايرانية

يستخدم هذا الجهاز في الصواريخ العابرة للقارات، وعلى سبيل المثال صواريخ ترايدنت الحاملة للرؤوس النووية والتي تطلق من الغواصات الاميركية والبريطانية.

وفي السنوات الاخيرة، شاهدنا أجيالا جيدة من الصواريخ الايرانية من قبيل صواريخ فاتح110 والتي تمتاز بدقتها العالية، الا انه لم يتم تقديم اي معلومات للاعلام عن انظمة توجيه هذه الصواريخ، حيث كان العديد من الخبراء يتساءلون عن كيفية التوصل الى الدقة العالية في هذه الصواريخ. وقد تم مؤخرا عرض جانب من المعلومات عن تصنيع جهاز جيروسكوب الكابل الضوئي في ايران خلال معرض كيش الجوي، وتفيد هذه المعلومات ان هذا الجهاز تم تصميمه منذ فترة وتصنيعه ووضعه تحت تصرف القوات المسلحة.

مزاعم المسؤولين الصهاينة المثيرة للسخرية ورفع قلقهم

قبل بضعة سنوات، وضمن مزاعم مثيرة للسخرية، أعلن مسؤول عسكري في الاركان الصهيونية: ان المناورات الايرانية لا تثير قلقنا، وان تل ابيب فقط قلقة من موضوع انحراف الصواريخ الايرانية! زاعما: ان هامش انحراف صاروخ شهاب3 الايراني بعد اطلاقه يبلغ 40 كيلومترا، وهذا الموضوع يمكنه ان يكون خطيرا، لأنه مثل اطلاق النار في الظلام!

الجدير بالذكر انه في المقذوفات الباليستية كلما ازداد المدى، ازداد احتمال وقوع الهدف في ضرب الهدف، ومن اجل تعديل الخطأ، يتم استخدام منظومات للتوجيه والسيطرة والتحكم، وهذه المنظومات تقوم بتعديل الخطأ بمختلف الطرق ليبلغ الصاروخ هدفه المحدد، وأحد هذه المنظومات الهامة هو نظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS) والذي يتولى القسم الاكبر من توجيه الصاروخ والتحكم بمساره بشكل داخلي دون الاعتماد على مصادر معلومات خارجية، وتستخدم فيه اجزاء من قبيل المجسات وأدوات لاستشعار الزخم الجيروسكوبات وحواسيب معالجة المعلومات، بشكل مجموعة متناسقة، تعمل من خلال التحكم بالاجنحة والزعانف، على التقليل من الخطأ في مسار الصاروخ.

ونظرا لتحقيق هكذا انجاز هام على يد المتخصصين الدفاعيين الايرانيين، وعرضه بشكل رسمي، فيمكن الوثوق تماما بأن مخاوف المسؤولين الصهاينة قد تم رفعها تماما، وإذا كان لديهم أدنى شك في جودة الجيروسكوبات الايرانية، فيمكنهم ان يتحققوا من مثيلاتها وعلى سبيل المثال تلك المستخدمة في صواريخ ترايدنت النووية.