وطرح الأردنيون وتداولوه تساؤلات حول مصير الملك على نطاق واسع خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي كان فيه الملك في اجازة خاصة خارج البلاد وانتهت مساء يوم الأربعاء الماضي بعودته إلى الأردن قادماً من الولايات المتحدة.
وخلال الأسابيع الماضية تداول الأردنيون سؤالاً واحداً وعلى نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو: أين الملك؟ الأمر الذي اضطر الديوان الملكي الهاشمي إلى إصدار بيان يوضح فيه بأن الملك في إجازة خاصة في الولايات المتحدة منذ الحادي والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي، وانتهت يوم الاربعاء الماضي بعودته إلى عمان، أي أنها استمرت نحو خمسة أسابيع.
وجاء السؤال على شبكات التواصل الاجتماعي متضمناً انتقاداً مبطناً، حيث ربط كثيرون بين الظروف التي تمر بها البلاد، والاحتجاجات التي أطاحت بالحكومة أيار/مايو الماضي، وبين الإجازة الخاصة خارج البلاد التي تلتها مباشرة.
وشنت جهات حكومية، وربما أمنية في الأردن، حملة إعلامية مضادة لسؤال (أين الملك؟) وهي الحملة التي أثارت أيضاً جدلاً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث نشرت الحكومة أو الديوان الملكي أو الأجهزة الأمنية، إعلانات في الصحف اليومية التقليدية تحت عنوان (أين الملك.. لماذا السؤال؟) وألمحت في حملتها إلى أن السؤال عن الملك وإجازته الخاصة ليس سوى محاولة لـ «تأليب الرأي العام ضده وإثارة الفتنة» كما كان يُراد للقراء أن يفهموا، بحسب قولها.
وجاء في نص ما مضمونه: (أيها الأردنيون اعتبروا بمصر والعراق وفلسطين/ التشكيك بالجيش والأجهزة الأمنية مؤامرة دنيئة/ شكراً لجلالة الملك الذي لم يخضع لضغوط الرذاذ/ ديدان الأرض وهوس الخارج يدبرون لزعزعة آخر مملكة حُب للعرب/ الصمت مثل الخيانة في أمر الوطن/ صلاحيات الملك في التفويض حق خالص له/ الأردنيات ملكات كلهن بما حققن وأنجزن تحت العباءة الهاشمية)، حسب زعمهم.
وأثار هذا الإعلان أيضاً الكثير من الجدل والأسئلة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب الناشط وليد عليمات معلقاً على هذا الإعلان بالقول: «السحيجة (مصطلح أردني للإشارة إلى الموالين للنظام) هم من يسيئون للنظام من خلال مهاجمة الناس بحجة حبهم وولائهم للملك».
ودفع غياب الملك الطويل إلى ظهور إشاعات في الشارع الأردني دفعت رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، للحديث عن سفر الملك، في لقاء عقدته غرفة صناعة إربد مؤخراً، قال فيه «إن المعلومات المتداولة وما يتردد حول سفر الملك وغيابه منذ مدة غير دقيق، وهي مجرد إشاعات تطلق من الخارج، ولا أساس لها من الصحة إطلاقا» منوها إلى أن مصدر هذه الشائعات معروف لدينا.
وأوضح الفايز أن الملك عبد الله الثاني'>الملك عبد الله الثاني في إجازة خاصة، و«اعتاد منذ فترات طويلة قضاء إجازة خاصة به، وفي كل سنة يقوم بهذا الأمر ويذهب في إجازة لشهر من الزمن».
ويعطي الدستور الأردني الحق للملك بمغادرة البلاد لمدة تصل إلى أربعة أشهر، إذ تنص الفقرة (ط) من المادة 28 على أنه «إذا اعتزم الملك مغادرة البلاد، يعين قبل مغادرته بإرادة ملكية نائبا له أو هيئة نيابة لممارسة صلاحياته مدة غيابه، وعلى الهيئة أو النائب مراعاة أي شروط قد تشمل عليها تلك الإرادة، وإذا امتد غياب الملك أكثر من أربعة أشهر، ولم يكن مجلس الأمة مجتمعا، فإنه يُدعى حالا للاجتماع لينظر في الأمر».