أثبتت آخر الأبحاث بان من لا يلتزمون بالنظافة كثيرًا لديهم مناعة قوية تحميهم من البكتيريا.
وكشف تقرير حديث على موقع "ديلى ميل" عن أن هناك أدلة تشير إلى أن التعرض المستمر لعالم الميكروبات هو مهم بالنسبة للبشرية.
وتقول الدكتورة سالى بلومفيلد، خبيرة فى الميكروبيولوجى بكلية لندن للصحة والطب الاستوائى: "علينا تشجيع الجميع على عدم غسل أيديهم لتجنب المضادات الحيوية والجراثيم الجديدة".
ويقول الدكتور ديفيد ستراكان، أستاذ علم الأوبئة في مستشفى سانت جورج، جنوب لندن: "رغم أن الدول الغربية بها مياه نظيفة والتزام كامل بالتطعيمات الخاصة بالأطفال ما أدى إلى تقليل الأمراض القديمة مثل "الكوليرا" إلا أن أمراض الحساسية والبكتيريا أكثر انتشارًا الآن، ونسبة الإصابة بالبكتيريا بين الأطفال أكثر من الكبار لحرص أهلهم على النظافة الكثيرة لهم.
الاهتمام بنظافة الجسد والمنزل ومكان العمل شيء أساسي يجب أن يحرص عليه الجميع، ولكن الهوس بالنظافة الذي يدفع الفرد دائماً إلى المغالاة في التنظيف بصورة هستيرية يعتبر أحد الأمراض النفسية المستعصية والمزعجة التي تسبب الضيق لكل المحيطين بالشخص وليس هو فقط.
الإفراط بالنظافة قد يصيب الفرد بمرض الوسواس القهري الذي يدفعه مثلاً إلى غسل اليدين عشرات المرات أو تنظيف البيت أكثر من مرة يومياً، الأمر الذي يحوّل الحياة إلى خوف وقلق وتوتر.
استخدام مواد التنظيف بشكل منتظم يعادل تدخين 20 سيجارة يوميا
التنظيف بشكل منتظم باستخدام المستحضرات الكيماوية له أضراراً على الصحة شبيهة بأضرار التدخين. هذا ما كشفت عن دراسة نرويجية، تشير إلى أن استخدام المواد الكيميائية للتنظيف له أضرار خطيرة على عمل الرئة.
حيث حذر باحثون من جامعة بيرغن النرويجية من أخطار التنظيف باستخدام المواد الكيماوية، و اكتشفوا أن الأشخاص الذين يستخدمون هذه المواد بشكل منتظم لمدة 20 سنة يصبح عندهم قصر في عمل الرئة مثل المدخنين، الذي يدخنون معدل 20 سيجارة في اليوم.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن خطر الإصابة بالربو كانت أعلى بنسبة 40% مقارنة بأشخاص آخرين. وتشرح الأستاذة سيسيلي سفانيس من قسم الصحة العامة العالمية والرعاية الأولية في جامعة بيرغن أن:"البخاخات الهوائية تشكل خطرا كبيراً، إذ تبقى الجسيمات الصغيرة في الهواء لساعات بعد التنظيف، ما يمكن أن يتسبب في العدوى وتسريع وتيرة شيخوخة الرئتين".
وأظهرت الدراسة أن النساء اللواتي اعتدن على التنظيف الكيماوي في المنزل أو العمل في مجال النظافة، كان لهن رئة أكثر تضرراً من اللواتي لا ينظفن باستخدام هذه المواد.
المنظفات المنزلية ومخاطرها على صحة الأطفال
تسمم الأطفال بمواد التنظيف أحد أكثر المشاكل الصحية في يومنا هذا، لكونها أصبحت بعد تقدم الصناعات الكيميائية جزءاً مهماً داخل المنازل، وتعد فئة الأطفال هي الأكثر تعرضاً لهذا التسمم بسبب فضولهم المستمر الذي يدفعهم لتذوق كل ما يقع تحت أيديهم، إذ تقدر الإحصائيات أن أكثر من مليون طفل تحت سن الخامسة حول العالم يبتلعون سموم المنظفات المنزلية كل عام.
أهم المشاكل الناجمة عن المنظفات المنزلية
الأكزيما: مرض جلدي تحسسي ينجم عن تلامس الجلد مع المواد الكيميائية ، يمكن للمنظفات المنزلية أن تسبب لطفلك الأكزيما، فهي تحوي على الكثير من المواد الكيميائية التي تسبب لجلدهم الحساس التهيجات والالتهاب، والتي تكون أعراضها الاحمرار، الجفاف في البشرة والبثور الصغيرة على خدودهم أو حتى أطرافهم العلوية والسفلية.
تهيج الطرق التنفسية: تؤثر الأبخرة الموجودة في المنظفات المنزلية بشكل كبير على المجاري التنفسية كما أنها تزيد احتمال إصابتهم بالربووهو مرض تنفسي مزمن يتصف بنوبات من التشنج القصبي وصعوبة التنفس بعد التعرض لمهيج ما.
التهاب العين: تؤثر تلك الأبخرة أيضاً على عيون طفلك، وقد تسبب احمراراً في العين أو زيادةً في إفراز الدمع وخاصة عند تعرض العين لها بشكل مباشر.
التسمم: أهم وأخطر المشاكل، وقد يحدث التسمم عند ابتلاع أو استنشاق أو تلامس الجلد مع المادة المنظفة، من أهم أعراضه: تسرع التنفس، السعال الشديد والمستمر، الغثيان والإقياء، وتختلف المدة التي تبدأ بها الأعراض بعد حدوث التسمم باختلاف نوع المادة التي تعرض لها الطفل والكمية منها.
كثرة النظافة تضعف خلايا المناعة فى مقاومتها للميكروبات وتشير الأبحاث الأخيرة إلى أن الصيادين والعاملين فى التربة والماء لديهم جهاز مناعى قوى يحميهم من البكتيريا وتسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة بدون أمراض.