وقالت الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركي السابق، ريكس تيلرسون، خسر منصبه على خلفية "غضب" أثاره لدى السعودية والإمارات عقب جهوده لتجنيب تدخلهما العسكري في قطر.
و لايعتبر ما نقلته صحيفة امرا غريبا خاصة ان تقريرا نشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية والمقربة من جهاز الاستخبارات "سي آي أيه" رجحت احتلال السعودية لقطر.
حيث افادت المجلة نقلا عن المحامي الأميركي "ريان ريدج" اذا ما ساءت الأحوال الاقتصادية السعودية بما فيه الكفاية، مدللا على ذلك بامتلاك قطر ثلاثة أضعاف مخزون السعودية من الغاز الطبيعي، والأهم من ذلك، يتزايد الطلب على الغاز الطبيعي بشكل متسارع في أوروبا -إذ يحترق أنظف من النفط، فقد ارتفعت واردات الغاز الطبيعي بنسبة 17% عام 2015.
وبينما اعتبر "ريدج" ذلك السيناريو هو الأقل احتمالًا بين السيناريوهات الثلاثة، إلا أنه مايزال يؤكد ان هذا الهجوم لايزال محتملًا.
نعود مرة اخرى الى صحيفة "Intercept" التي كتبت ان تيلرسون، الذي تعاون بشكل واسع مع الحكومة القطرية خلال توليه منصب المدير العام لشركة Exxon Mobil، حث في هذه المكالمات كلا من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد السعودي آنذاك، الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على عدم مهاجمة قطر أو القيام بالتصعيد العسكري بأي طريقة أخرى".
كما حض تيلرسون، وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، على الاتصال بالمسؤولين العسكريين في السعودية "ليوضح لهم مخاطر مثل هذا التدخل"، لا سيما أن قطر تستضيف على أراضيها قاعدة العديد التي تشكل موطئ قدم لعمليات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتستقبل حوالي 11 ألف عسكري أميركي.
وذكر مسؤولا استخباراتيا اميركيا أن نظراء قطريين له عملوا في السعودية علموا بوجود خطة التدخل العسكري في قطر أوائل صيف 2017، أي بالتزامن تقريبا مع إعلان مقاطعة قطر، مضيفا أن تيلرسون بدأ جهوده لتفادي سيناريو غزو قطر بعد أن أبلغت سلطاتها وزير الخارجية وسفارة واشنطن لدى الدوحة بالنوايا السعودية الإماراتية، فيما أشار إلى أن تقريرا استخباراتيا للولايات المتحدة وبريطانيا أكد بعد عدة أشهر وجود هذه الخطة.
هذا فيما اكد باحثون سياسيون سابقا ان السعودية كانت تخطط لامرين إما تسوية الخلاف مع قطر تنتهي بتنحّي الأمير الحاكم في قطر وتسليم الحكم لمن ترتضيه الرياض أو غزو قطر عسكرياً بعد تدبير انقلاب يعلن إطاحة الأمير الحاكم ويستنجد بالسعودية.
ومن بين هؤلاء الخبراء ما قاله البروفيسور، علي الأحمد، مؤسس ومدير معهد شؤون الخليج الفارسي في واشنطن، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن قرار السعودية بقطع جميع العلاقات مع دولة قطر وإغلاق كافة الحدود البرية والبحرية والجوية أمامها، قد لا يكون إلا تمهيدا لغزو شامل للدوحة، مضيفا "عرفت معلومات على أن هناك تحركات عسكرية سعودية قرب الحدود القطرية…إذن فالسعوديون يستعدون".
ولكن من ناحية اخرى تستضيف قطر على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن مركز إدارة الأزمات في الشرق الأوسط التابع للمخابرات الأميركية، ويضاف إليها عدة قواعد للدفاع الجوي وصواريخ باتريوت، فضلاً عن الوجود العسكري الأميركي في غالبية القطع العسكرية القطرية وبشكل خاص مركز الإمداد والتموين، ويعتقد الخبراء بفضل هذه القوات اكتسبت قطر دورا سياسيا مهما، ولا يمكن للسعودية أن تفكر بغزو قطر و لكن الغريب لوحت الولايات المتحدة الأميركية لوحت بسحب هذه القوات من قطر بالتزامن مع بدء الهجوم الإعلامي على دولة قطر.
هذا ويذكر أن التهديدات السعودية باحتلال قطر قديمة منذ التسعينات، حيث كانت التهديدات السعودية باحتلال قطر هي مبررات الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني بإنشاء القاعدة العسكرية الأميركية.
لكن من العروف ان السياسات الاميركية لاتقوم على الصداقة وانها تستغل الشعوب والدول من اجل مصالحها، لذلك السؤوال الذي يطرح نفسه هل فقد تليرسون منصبه من اجل عيون قطر ام ان الاخيرة دفعت اكثر للولايات المتحدة؟.