سجلت درجة الحرارة في مدينة ورقلة الجزائرية (51,3 درجة مئوية تقريبا) في 5 تموز الجاري، وهو رقم قياسي محتمل في قارة إفريقيا.
وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نشر مؤخرا، فقد بدا واضحا أن أشد القارات حرارة في العالم، قد عانت منذ أيام أشد أجوائها حرارة وفقا للقياسات المعتمدة، إذ ارتفعت الحرارة في مدينة ورقلة الجزائرية إلى 124,3 فهرنهايت (51,3 سليزيوس)، مشيرة إلى ان هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ينضم إلى سلسلة الارتفاعات المفاجئة في السجلات القياسية لدرجات الحرارة القصوى، التي شهدها الكوكب خلال الأيام العشرة الأخيرة.
ووفقا للقياسات المعتمدة فانه من المحتمل أن تكون درجة الحرارة الحارقة المسجلة في ورقلة هي درجة الحرارة الأعلى على الإطلاق في الجزائر، وفي القارة بأسرها.
وأضافت الصحيفة أن درجة الحرارة بلغت مطلع الشهر الجاري، 98 درجة فهرنهايت (36,7 درجة مئوية تقريباً) في مونتريال الكندية ، وهي أعلى درجة حرارة سجلت هناك، حيث قدر مسؤولو الصحة الكنديون أن ما يصل إلى 70 شخصا ماتوا في تلك الموجة الحارة، كما وضعت 35 محطة للأرصاد الجوية بالولايات المتحدة في الشهر الماضي علامات جديدة لدرجات الحرارة الدافئة بين عشية وضحاها، إذ شهدت جنوب كاليفورنيا حرارة غير مسبوقة وانقطاعات في الكهرباء على نطاقٍ واسع. وفي وادي يوسمايت، الذي تهدده حرائق الغابات، طلب حراس الحدائق من الجميع الإسراع بالمغادرة.
ونقلت الصحيفة عن علماء قولهم، إن الطقس القاسي قد عززته التغيرات المناخية التي يسببها الإنسان، إذ تنبأت النماذج المناخية على مدى ثلاثة عقود بالضبط بما يشهده العالم هذا الصيف، فيما توقعوا أن يصبح هذا الصيف أكثر سخونة، وأن ما يعتبر رقما قياسيا اليوم يمكن أن يكون هو العادي في يوم من الأيام.
وأفادت كاثرين هايهو، مديرة مركز العلوم المناخية في جامعة تكساس التقنية "إنك ترى طرقا تذوب، وطائرات لا تستطيع الإقلاع، ولا يوجد ما يكفي من المياه. تغير المناخ يصيبنا في نقاط ضعفنا. في الجنوب الغربي، الأمر يتعلق بتوفر المياه. تضربنا الأعاصير. وفي الشرق، تضربنا الفيضانات. إنَّ التغير المناخي يزيد من المخاطر التي نواجهها اليوم بالفعل".
وأشارت إلى ان "السبب المباشر لاحترار النصف الشمالي من الكرة الأرضية هو السلوك غير العادي للتيار النفاث، وهو مسار مائج للرياح السائدة من الغرب إلى الشرق على ارتفاع شاهق. يتحكم التيار النفاث في أنماط الطقس، مثل أنظمة الضغط العالي وأنظمة الضغط المنخفض. ومدى تأثير تغير المناخ على التيار النفاث هو موضع بحث مكثف".
فيما قالت جينيفر فرانسيس، أستاذة علوم الغلاف الجوي بجامعة روتجرز، إنه "عندما تكون هذه الموجات كبيرة للغاية -كما كانت في الأسابيع القليلة الماضية- فإنَّها تميل لأن تصبح عالقة في مكانها، وفي العام الماضي، نشر العلماء دليلاً على أن الظروف التي تؤدي إلى "تيارات نفاثة عالقة" أصبحت أكثر شيوعا، مع النظر إلى الإحترار في القطب الشمالي على أنَّه السبب المحتمل.
ضربت موجات الحر بشدة حيث لا يتوقعها الناس، في هولندا والسويد وبريطانيا وأيرلندا وكندا.
وأوضح خيرت يان أولدينبورغ، وهو باحث في مجال المناخ في المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، انه في العام 1900، كان هذا النوع من الأحداث (الموجات الحارة) يحدث مرة كل 100 عام. لكنّه حدوثه أصبح أكثر احتمالاً بـ20 مرة .
ويقول العلماء إنه إذا لم يتم فعل أي شيء للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فقد تصل الزيادة العالمية في درجة الحرارة إلى 9 درجات فهرنهايت (5 درجات مئوية) بحلول نهاية القرن، فضلا عن ارتفاعات في الحرارة أكثر حدة على الأرض وعند خطوط العرض العالية.