يبدو السباق على إرسال سيّاح الى الفضاء بطيئًا في غالبية الأوقات، ثم فجأة يقفز متقدمًا قفزة فائقة السرعة إلى الأمام، كما حدث أخيرًا مع مشروع شركة فيرجن غالاكتيك، الذي أطلقه المياردير البريطاني ريتشارد برانسون، مالك مجموعة فيرجن، حين أكملت طائرة صاروخية رحلة تجريبية بسرعة تفوق 2.47 مرة سرعة الصوت.
على ارتفاع 46500 قدم فوق صحراء موجافي في ولاية كاليفورنيا الأميركية انفصلت الطائرة في إس إس يونيتي عن السفينة الفضائية الأم، قبل أن تنطلق مخترقة الغلاف الجوي.
ثم حلقت عموديًا تقريبًا على ارتفاع 170800 قدم أو نحو نصف المسافة إلى حافة الفضاء الخارجي، كما أفادت شبكة "سي إن إن" التلفزيونية في تقرير عن الرحلة التجريبية.
عادت الطائرة سالمة إلى الأرض، حيث هبطت بنجاح في مطار موجافي والميناء الفضائي.
ونقلت "سي إن إن" عن ديفيد ماكاي الذي شارك في قيادة الطائرة الفضائية مع مايك سوتش ماسوكي شعوره بالإثارة "من البداية الى النهاية"، قائلًا إن "محرك يونيتي الصاروخي عمل بصورة رائعة مرة أخرى، وإن سوتش هبط بالطائرة هبوطًا ناعمًا".
اعتبرت الرحلة التجريبية الثالثة بطائرة صاروخية في أقل من ثلاثة أشهر الأنجح حتى الآن في مشروع فيرجن غالاكتيك، الذي يهدف في النهاية إلى نقل مسافرين وشحنات تجارية إلى الفضاء.
وأشار ماكاي إلى أن يونيتي حلقت هذه المرة على ارتفاع قياسي جديد، وأن منظر الأرض من السماء السوداء "كان رائعًا".
وكان جورج وايتسايدس الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن غالاكتيك أعلن أن مشروعها للبدء برحلات فضائية سياحية بحلول نهاية 2018 يُنفذ حسب الخطة المرسومة له. وتوقع برانسون أيضًَا أن تنطلق هذه الرحلات بحلول ديسمبر.
ويعلن الملياردير البريطاني مواعيد قريبة منذ عام 2013، ولكن مصاعب، بينها حادث أسفر عن مقتل طيار في عام 2014، تسبب في تأخير الإطار الزمني.
وفي حال بدأت فيرجن غالاكتيك تسيير رحلات فضائية سياحية فإن المسافر الذي يدفع 250 ألف دولار سيتمكن من التحليق لمدة ساعتين ونصف ساعة على حافة الفضاء الخارجي.
وتتكلل الرحلة بدقائق من انعدام الوزن، يتمكن السائح الفضائي خلالها من العوم خارج مقعده.
ورغم هذا السعر فإن هذه السياحة الفضائية تبقى أرخص من الرحلات الفضائية المديدة التي تكلف ملايين الدولارات.
المصدر: وكالات
24-105