من كرامات الإمام الرضا عليه السلام وبراهينه وآياته الساطعة التي ذكرها أصحاب السير والتأريخ من العامّة والخاصّة في كتبهم وموسوعاتهم التاريخية الإستشفاء و العلم باللغات المختلفة.
ونحن إذ نذكر هذه الكرامات التي هي شذرات لا أكثر ، فقط للدلالة على ما يتمتّع به الإمام الرضا عليه السلام من القداسة، والقرب، والكرامة عند الله سبحانه وتعالى.
في الإستشفاء
ينقل أحمد بن علي بن الحسين الثعالبي، قال: حدّثني أبو أحمد عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بالصفواني، قال: خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان، فقطع اللصوص عليهم الطريق، وأخذوا منهم رجلاً اتّهموه بكثرة المال، وأقاموه في الثلج، وملأوا فاه منه، فانفسد فمه ولسانه، حتّى لم يقدر على الكلام، ثمّ انصرف إلى خراسان، وسمع بخبر الرضا عليه السلام وأنّه بنيسابور، فرأى فيما يرى النائم كأنّ قائلاً يقول: إنّ ابن رسول الله صلى الله عليه وآله قد ورد خراسان، فسله عن علّتك ليعلمك دواءً تنتفع به، قال: فرأيت كأنّي قد قصدته، وشكوت إليه ما كنت وقعت فيه، وأخبرته بعلّتي، فقال: خُذ من الكمّون والسعتر والملح ودقّه، وخُذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً، فإنّك تُعافى.
فانتبه الرجل من منامه، ولم يفكّر فيما كان رأى في منامه حتّى ورد باب نيسابور، فقيل له: إنّ عليّ بن موسى الرضا عليه السلام قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد، فوقع في نفسه أن يقصده، ويصف له أمره، فدخل إليه، فقال له: يا ابن رسول الله، كان من أمري كيت وكيت، وقد انفسد عليّ فمي ولساني حتّى لا أقدر على الكلام إلاّ بجهد، فعلّمني دواءً أنتفع به، فقال: ألم أُعلّمك؟ فاذهب فاستعمل ما وصفته لك.
قال: فقال الرجل: يا ابن رسول الله، إن رأيت أن تعيده عليّ؟ فقال لي: خذ من الكمّون والسعتر والملح فدقّه، وخُذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً، فإنّك تُعافى. قال الرجل: فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت.
قال الثعالبي: سمعت الصفواني يقول: رأيت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكاية.
في علمه عليه السلام باللغات
1- عن أبي إسماعيل السندي، قال: سمعت بالسند أنّ لله تعالى في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب، فدُللت على الرضا عليه السلام، فقصدته، فدخلت عليه وأنا لا اُحسن من العربيّة كلمةً، فسلّمت عليه بالسنديّة، فردّ عليّ بها، فجعلت اُكلّمه بالسنديّة وهو يجيبني بها، فقلت له: إنّي سمعت بالسند أنّ لله في العرب حجّة، فخرجت في الطلب.
فقال: أنا هو. ثمّ قال: فسل عمّـا تريد. فسألته عمّـا أردت، فلمّـا أردت القيام من عنده، قلت: إنّي لا اُحسن من العربية شيئاً، فادعُ الله أن يُلهمنيها لاتكلّم بها مع أهلها، فمسح بيده على شفتي، فتكلّمت بالعربيّة من وقتي ببركته.
2- وعن أبي هاشم الجعفري، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال: يا أبا هاشم، كلّم هذا الخادم بالفارسيّة، فإنّه يزعم أ نّه يحسنها. فقلت للخادم: «زانويت چيست؟». فلم يجبني. فقال عليه السلام: يقول ركبتك. ثمّ قلت: «نافت چيست؟» فلم يجبني. فقال عليه السلام: يقول سرّتك.
3- وعن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت أتغدّى مع أبي الحسن عليه السلام، فيدعو بعض غلمانه بالصقلبيّة والفارسية، وربما بعثت غلامي هذا بشيء من الفارسية فيُعلمه، وربما كان ينغلق الكلام على غلامه بالفارسيّة، فيفتح هو على غلامه.
المصدر: موقع السبطين