مرض السكري
مرض السكري هو الإسم المعطى لمجموعة من الحالات المختلفة التي يوجد فيها الكثير من الجلوكوز في الدم. وإما أن البنكرياس لا يمكنه إنتاج الأنسولين أو الأنسولين الذي ينتجه ليس كافياً ولايمكن أن يعمل بشكل صحيح. ودون قيام الأنسولين بعمله، يتراكم الجلوكوز في الدم مما يؤدي إلى إرتفاع مستويات الجلوكوز في الدم الذي يسبب المشاكل الصحية المرتبطة بمرض السكري.
أنواع مرض السكري
هناك نوعان رئيسيان من مرض السكري: نوع1 و نوع2.
السكري من النوع الأول هو مرض ذاتي المناعة و الأمرض الذاتية المناعة عبارة عن أمراض تحدث عندما يعمل جهاز المناعة في الجسم ضد أحد أجزاء الجسم. وعند الإصابة بمرض السكري يهاجم جهاز المناعة خلايا "بيتا" المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس ويقوم بتدميرها. ونتيجة لذلك، ينتج البنكرياس كمية قليلة جدا من الإنسولين، أو قد لا يقوم بذلك إطلاقاً. لذلك، يكون من الواجب على الشخص المصاب بالنوع الاول من مرض السكري أن يتلقى مادة الإنسولين يوميا، طوال حياته.
حتى الان، لا يعرف العلماء ما هو السبب الدقيق الذي يجعل جهاز المناعة في الجسم يهاجم خلايا بيتا، لكنهم يعتقدون أن العوامل المسببة لهذا المرض تشمل: المناعة الذاتية، الوراثة، العوامل البيئية واحتمال تورط بعض أنواع الفيروسات. وفي معظم الأحيان يبدأ النوع الأول من مرض السكري بالتطور لدى الأطفال والشباب، لكنه قد يظهر في أية مرحلة عمرية.
بالعادة تظهر أعراض مرض السكري من النوع الأول خلال فترة زمنية قصيرة. هذا على الرغم من أن تدمير خلايا بيتا يبدأ احيانا قبل ظهور الأعراض بعدة سنوات. وإذا لم يتم تشخيص الإصابة بالسكري من النوع الأول ومعالجته، فقد يدخل المريض في حالة الغيبوبة قد تؤدي الى وفاته.
السكري من النوع الثاني يعتبر من أكثر انواع مرض السكري انتشارا بين الناس، وهو يحتل نسبة تتراوح بين 90 و 95 بالمائة من إجمالي المرضى المصابين بمرض السكري. يرتبط هذا النوع من السكري عادة بالتقدم بالسن، السمنة الزائدة، الوراثة وتاريخ العائلة الطبي مع المرض، الخمول البدني والانتماء العرقي. يعاني نحو 80 بالمائة من مرضى السكري من النوع الثاني من زيادة الوزن.
يتسم المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني بإنتاج البنكرياس لكمية كافية من الإنسولين، غير أن الجسم ولأسباب غيرمفهمومة لايكون قادرا على استخدام الإنسولين بشكل فعال والاستفادة منه، وتعرف هذه الحالة باسم "مقاومة الأنسولين".
بعد عدة سنوات ينخفض إنتاج الإنسولين فيصبح وضع المريض شبيها بوضع مريض السكري من النوع الأول، إذ يتراكم الجلوكوز في الدم ولايستطيع الجسم استخدام مصدر الطاقة الذاتي الخاص به بشكل فعال، هذا طبعا إذا لم يتبع المريض النظام الغذائي الصحي أوالحمية الغذائية.
السكري من النوع الثاني، أكثر انتشارا بين كبار السن، وخصوصا الذين يعانون من الوزن الزائد.
أعراض مرض السكري
فقدان وخسارة الوزن بشكل كبير. حاجة المريض بالسكّر للتبوّل بشكلٍ كبير ودائم؛ فلا يستطيع الاستغناء عن بيت الخلاء لفترة طويلة. شرب كميّاتٍ كبيرة من الماء، فيصبح الماء رفيقه أينما حلّ. تدهور نظر مريض السّكر كثيراً؛ حيث يصعب عليه رؤية الأشياء بوضوح. ظهور بعض الالتهابات على جلد مرضى السّكر، وحدوث التهاباتٍ أخرى كالتهاب الأذن الوسطى، والتهاب في الأصبع وحول الأظافر، والتهاب في اللثّة، والتهاب في المرارة، وغيرها الكثير. الإصابة بالعصبيّة الشّديدة وكثرة التوتّر.
عدم التّركيز والتشتّت لدى الأطفال المصابين بمرض السّكر. هناك أعراضٌ غريبة يمرّ بها مصاب مريض السّكر، وهي شغفُه الشّديد، وحبّه لتناول الحلويّات كثيراً، وإن كان من قبل الإصابة ليس من محبّي السّكريات، وليس مدمناً عليها. تعرّض المرأة المصابة بمرض السكّر لحكّة قويّة مزعجة في جهازها التناسليّ. تعرّض الأطفال المصابين بمرض السّكر للقيء الشديد، والذي يؤدّي إلى الجفاف الحادّ.
إصابة الأطفال المرضى بالسّكر بتشنّجات قويّة، والتي تضرّ بهم كثيراً. تعرّض مريض السّكر للدّوخة في كثير من الأحيان. تعرّض مرضى السّكر من كبار السّن للزّيادة في الوزن بشكل كبير. تعرّض مرضى السكّر بنسبةٍ أكبر من باقي النّاس لأمراض تصلّب الشّرايين، والجلطات والذّبحات الصدريّة، وأمراض الكلى، والزّائدة. تأثّر الرّئتين بشكل كبير، والإحساس بالألم الشّديد فيهما، وحدوث ما يُسمّى بالدّرن الرّئويّ.
التّسبّب بخطورة كبيرة في فترة الحمل لدى المرأة؛ إذ يمكنُ أن يسبّب في بعض الحالات الإجهاض، أو يتسبّب في وفاة الجنين داخل أحشائها، أو يعمل على إحداث التشوّهات في الجنين. تأثّر الرّغبة الجنسيّة عند مصابي السّكر، خاصةً عند الرّجال. تأثّر الإحساس لدى مرضى السكّر؛ فيفقدهم الشّعور بأطرافهم، ويحدث آلاماً فيها، ويشعرون أحياناً ببرودتها، وأحياناً أخرى بحرارتها، وأحياناً يفقدُهم الإحساس بها تماماً.
ظهور الدّمامل بكثرةٍ يعدّ من أعراض مرض السّكر. تناوب حدوث الإسهال والإمساك لمريض السّكر.
مضاعفات مرض السكري
المضاعفاتُ طويلة المدى النّاجمة عن السّكر فتظهرُ بشكل تدريجيّ. ويزداد خطر ظهور المضاعفات كلّما كانت الإصابة بالسّكر في سنّ أصغر، ولدى الأشخاص الذين لا يحرصون على موازنة مستوى السّكر في الدّم. وقد تؤدّي مضاعفات السّكر في نهاية المطاف إلى حصول إعاقات أو حتّى إلى الموت، ومن أهمّ مضاعفات مرض السّكر طويلة المدى: مرض قلبي وعائيّ. ضرر في الأعصاب أو اعتلال عصبيّ. ضرر في الكليتين أو اعتلال الكلية. ضرر في العينين. ضرر في باطن القدمين. أمراض في الجلد وفي الفمّ. مشاكل في العظام والمفاصل.
كيفية ضبط مرض السكري
1ـ الاهتمام بالحمية الغذائية حيث ان هناك ثلاثة أهداف أساسية من الحمية:
ـ ضبط نسبة السكر: على المريض أن يختار الطعام الذي يفتقر للكربوهيدرات والذي يحتوي على مركبات غذائية ذات مؤشر جلايسيمي منخفض.
ـ ضبط ضغط الدَّم: على المريض التقليل من الأملاح في الأكل بهدف تخفيض ضغط الدم.
ـ ضبط الوزن والكولسترول.
2 ـ القيام بنشاطات رياضية بشكل منتظم: تساعد على حرق السكر وخفض نسبة الجلوكوز في الدم وضبط الوزن.
3 ـ تجنب العوامل التي تساهم في رفع السكر مثل الضغوطات النفسية والأدوية التي ترفع من نسبة السكر مثل الستيرويد.
وعلاوة على ذلك على مرضى السكري من النوع الأول حقن الأنسولين بسبب عدم مقدرة البانكرياس على افراز الانسولين بكمية كافية ولذلك فهؤلاء المرضى متعلقون باخذ الانسولين من مصدر خارجي. أيضا لاننسى استخدام جهاز قياس السكر أو مقياس السكر لمراقبة نسبة الجلوكوز في الدم وهو عنصر أساسي في منزل الأشخاص المصابين بداء السكري.
* قريباً، سيصبح مرض السكر في مقدمة الأمراض القاتلة، فبحسب منظمة الصحة العالمية، سيغدو مرض السكري في المرتبة السابعة لمسببات الموت مع حلول سنة 2030 . ايضا السكري هو من الأمراض الأكثر تكلفة، فكلفة معالجة السكري العالمية تقدّر ب ٢١٥-٣٧٥ مليار دولار. وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينفق المصاب بالسكري ذو المدخول المنخفض حوالي ٢٥٪ من مدخول عائلته على العناية بالسكري. ومع هذا كله فهناك طرق للوقاية من هذا المرض.
*الحرص على تغذية صحية وزيادة النشاط البدني من أهم طرق الوقاية من مرض السكر. حيث تنص منظمة الصحة العالمية ٌعلى أن ٣٠ دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة يومياً المترافق مع نظام غذائي صحي كفيلٌ بالحماية من الاصابة بالسكري.
* مرض السكري ليس مرضا معديا، وهو لا يمكن أن ينتقل من شخص إلى اخر.