إن نظرة الناس القاصره لا تكون مساويه لنظرة الله في الاختيار وإخراج الناس من الضلالة والجهل إلى نور الهداية. فبالإضافةِ إلى قدرة الله ورأفته بعباده أن الأوامر الإلهية ناظره إلى حياة المكلفين وما يأخذ بأيديهم إلى نور الهداية. فالرسول محمد (ص) لم يكلفه الله بالرسالة بناء على اختيار قريشَ وموافقتهم على رسالته بل بالعكس تفننوا في عدائهم وايذائهم للرسول للوقوف بوجهه وهجرهم له في شَعب أبي طالب و هذا ما يفصح عن روح العداء والبغض له ولرسالته، وحياة الرسول المليئه بالجهاد والمعاناة فيحتاج بعده إلى مَنْ يخلفه برسالته بنفس الروح والجهاد الإيماني لكي تَستمر مسيرتهُ على نفس الأبعاد والمعطيات. ولذا تراه (ص) بلّغ أمر السماء بمن يخلفه بروح إيمانيّه وجهاديّه بعيده عن الانحراف وحب الأنا التي يصفها علماء النفس بأنها من أخطر الأمراض التي تعصف بعقيدة الإنسان .
كما أن للرسول الأكرم نصوصاً عديدة تضمنت تبليغه لرسالته والنص على الأئمة من بعده فقد قال (ص): أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرّق بينهما حتى يوردهما عليَّ الحوض فأعطاني ذلك. فإنهم لن يخرجوكم من هدىً ولن يدخلوكم في ضلاله.
نسب الإمام الرضا الــشــريــف :
هو الإمام الثامن من أئمة الشيعة الإثنى عشرية (عليهم السلام ) حجة الحق والخليفة على عامة الخلق ، الناهج في مناهج القضاء، علي الثالث من العليين الأربعة أبي الحسن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . فنسبه (ع) من نسب والده الإمام العظيم (ع) منتهياً بأبي الحسن علي بن أبي طالب (ع) وبالنبي الأكرم محمد( ص .)
أمه
أما أمه فهي أم ولد ، وهذا اللقب كان يطلق على الجارية التي تحمل وتلد من سيدها ومالكها ،وكان يمنع بيعها بعد الولاده وتصبح حرة، لا تباع بعد وفاة مالكها .
ولأمه (ع) أسماء وألقاب وكنى عديدة منها : نجمة ، وسمانة ، وتكتم ، وصفر ، وأروى ، وسكن النوبية ، والطاهرة ، وخيرزان المريسية، وأم البنين .
وكانت جارية جليلة جداً ، اشترتها حميدة المصفاة ، أم الإمام موسى بن جعفر (ع) وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة ، حتى إنها لم تجلس بين يديها منذ ملكتها اجلالاً لها ، وكانت حميدة تقول لإبنها موسى (ع) إن تكتم جارية ما رأيت قط جارية أفضل منها ، ولست أشك أن الله عز وجل سيطهر نسلها إن كان لها نسل ، وقد وهبتها لك فاستوصِ خيراً بها .
فلما تزوجها الإمام موسى بن جعفر (ع) وولدت له الرضا(ع) سماها الطاهرة ، وفيها وفي ابنها يقول الشاعر :
ألا إنّ خيرَ الناس نفساً ووالداً ... و رهطاً واجداداً عليّ المعظمُ
اننا بـــــــهِ للعلم والحلم ثامناً ... إماماً يـــؤدي حجة الله "تكتمُ"
ولادته:
ولد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في المدينة المنورة يوم الجمعة ، وقيل يوم الخميس الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام من سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة النبوية الشريفة .
كنيته و ألقابه:
أما كنيته ، فهي ككنية جدة أمير المؤمنين (ع) ( أبو الحسن ) ، ولهذا يعرف الإمام الرضا عليه السلام بأبي الحسن الثاني .
وأما القابه فكثيرة ، أولها وأشهرها : الرضا ، وإنما لقب بهذا اللقب لأنه كان رضا الله في سمائه ، ورضا الرسول (ص) في أرضه ، ورضا الأئمة من بعده ، بل رضيَ به المخالفون من اعدائه وضده ، كما رضي به الموافقون من أوليائه وجنده ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (ع) بالنسبة إلى غير أوليائه لأنه (ع) رضيه المأمون لولاية عهده في ظاهر الأمر ، وليس الأمر ما ذكره بعض المورخين من ان الرضا لقب أطلقه المأمون عليه (ع) ، بل الصحيح أن هذا اللقب منصوص عليه من أجداده(ع) من الرسول (ص) .
ومن ألقابه أيضاً : الرضي ، والصابر ، والصادق ، والوفي ، والفاضل ، والضامن ، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين - أو مكيدة الملحدين - ، وسراج الله ونور الهدى ، وكفو الملك ، وكافي الخلق ، وربُّ السرير ، ورب التدبير ، والصديق والمرتضى ، والراضي بالقدر والقضاء ، وينعت بغريب الغرباء ، ومعين الضعفاء ، ومعين الضعفاء والفقراء ، والمغيث ، ومغيث الشيعة والزوار في يوم الجزاء ، والإمام الرؤوف ، والسلطان علي بن موسى الرضا .
المصدر: وكالة أهل البيت بتصرف