ما هي قصة مسجد صبور و ما علاقته بالإمام الحجة؟(2)

الثلاثاء 17 يوليو 2018 - 10:03 بتوقيت مكة
ما هي قصة مسجد صبور و ما علاقته بالإمام الحجة؟(2)

في المقالة السابقة تحدثنا عن المسجد و أسمائه و قصته ورواتها و أكدنا أن ليس لهذه القصة أي اساس على الاطلاق خاصة و أن رواتها مجهولو الهوية لا يعرف اهل البحرين و علماؤها شيئا عنهم . و من اجل التذكير بالقصة نضعها هنا مرة اخرى ...

الشيخ سعيد المادح

في المقالة السابقة تحدثنا عن المسجد و أسمائه و قصته ورواتها و أكدنا أن ليس لهذه القصة أي اساس على الاطلاق خاصة و أن رواتها مجهولو الهوية لا يعرف اهل البحرين و علماؤها شيئا عنهم .

و من اجل التذكير بالقصة نضعها هنا مرة اخرى :

نص القصة كما نقلها الطباطبائي (وهو أول من دوَّن هذه القصة ونشرها سنة ١٩٩٩م):

تقول القصة: " مسجد في البحرين يكشف سقفه حتى يظهر الحجة (ع): ومن علامات الظهور قضية مسجد صبور في البحرين في قرية الزنج. إذ رأى الشيخ البجلي شخصاً عليه آثار الهيبة والجلالة يصلي في خربة فقال له تفضّل إلى المسجد وصلّ هناك قال: لا إنَّ هذا مسجد في الأصل، فأمر أهل القرية أن يبنوا هذا المسجد فقال من أنت يا شيخ؟ قال: أنا صاحب الأمر فتمسك به وقبل يديه فقال: له دع عنك هذا وخط له المسجد وحدوده .قال يا مولاي إنّ أهل القرية يتّهموني بطلب الصدقة لنفسي إنّ طلبت المال لبناء المسجد فما العلامة التي أدفع فيها تهمتهم؟ قال: العلامة أن هذا لا يقبل التسقيف مادمت غائباً فبنوا المسجد وحاولوا تسقيفه وإذا بسقف المسجد ينقلع كالغطاء من العلبة فإتهمت الحكومة الشيعة بالكذب فسلّطوا الشرطة وسقفوا المسجد بأقوى ما أمكن دفعاً لهذه الكرامة وتكذيباً للشيعة ووضعوا الحرس حتى لا يهدمه أحد وإذا بالحرس يضرب عليهم النعاس ويصبح الصباح وإذا بالمسجد قد انقلع سقفه وانقلب إلى الجانب الآخر كأنه غطاء علبة وبقي حتى اليوم وحتى ظهور الحجة (ع)"( كتاب: مائتان وخمسون علامة حتى ظهور الإمام المهدي (ع)، تأليف: السيد محمد علي الطباطبائي، نشر: مؤسسة البلاغ ، بيروت، الطبعة : الاولى 1999، عدد الصفحات: 246.)

في هذه المقالة سنكمل البحث والتحليل للمعلومات المتعلقة بهذا المسجد أي مسجد صبور الذي عده ناقل القصة من علامات الظهور!

 هنا سؤالان يطرحان:

سؤال(١): لماذا سكت العلماء عن هذه القصة مادامت محاطة بكل هذه الشبهات؟

الجواب: إن هذه القصة لا وجود لها أساسا قبل عام ١٩٩٩م، أي قبل أن يأتي بها ناقلها كما أسلفنا وسنضيف لاحقا، فعن أي شيء يتحدث العلماء؟! ثم إن ديدن العلماء أن لا ينشغلوا بصغائر الأمور، فطالما أن القصة لم تمس العقيدة والدين بضرر فإنهم لا يهتمون بها، فما أكثر القصص التي لا اعتبار لها، ولقد اكتفى العلماء بعدم تدوين شيء منها في كتبهم، وهذا بحدِّ ذاته موقف عملي يدل على أنهم لا يرون لها أي قيمة، ولكن حين يأتي شخص ويريد أن يهدم ثوابت العقيدة، ويثبت بدعًا ما أنزل الله بها من سلطان، اعتمادا على هذه القصة المهلهلة، فإن المسألة تختلف، ولذلك انبرى العلماء الآن لبيان الحق ودحض الأباطيل.

سؤال(٢): لماذا بقي المسجد من دون سقف طوال هذه السنوات إلى يومنا هذا؟

أولا: ليس هذا المسجد الوحيد في البحرين الذي بقي لسنوات بل عقود من دون سقف، فالمساجد غير المسقفة منتشرة في مختلف قرى البحرين منذ القدم، بل وفي أيامنا هذه أيضا، فهي تمثل (ظاهرة) وليست حالة استثنائية، ومن يعرف طبيعة البحرين وتاريخها، يعرف أنه كانت تبنى مساجد صغيرة مفتوحة بين المزارع في أطراف القرى، وبالقرب من سواحل البحر، من دون تسقيف أو بجعل عريش من السعف كسقف على جزء منها، وتكون عادة بلا أبواب؛ وهي تبنى للعاملين في المزارع والصيد ولعابري الطريق، أو للاصطياف في موسم الصيف فيما يُعرف بـــ(مساجد المضاعن)، حيث كان الناس في السابق يخرجون من قراهم في أيام القيظ ويقيمون عند المزارع، فكل مجموعة من العوائل تقيم في موقع، وتسمى هذه المواقع شعبيا بــ(المضاعن)، ويبنون لهم مسجدا صغيرا، فهي مساجد غير رئيسية، ولا حاجة أساسا لتسقيفها، فالمساجد الرئيسية تحوطها داخل القرى وبالعشرات. (لاحظ الصور المرفقة لنماذج من ظاهرة المساجد غير المسقفة)، بل حتى المساجد الرئيسية في البحرين سابقا -قبل مجيء الكهرباء ومكيفات التبريد-، لا تسقف بصورة كاملة؛ وذلك نظرا لطبيعة مناخ البحرين، كما أن ذلك هو الموافق لسنة رسول الله (ص)، فتسقيف المساجد مكروه شرعا، بل إن الامام المنتظر (عجل الله فرجه) سيحيي هذه السنة ويهدم سقوف المساجد كما ورد في الروايات، وليس العكس، بل ورد أنّ أوّل عمل يبدأ به إمامنا صاحب العصر والزمان (عج) هو هدم سقوف المساجد:

فقد روى الصدوق رضوان الله عليه في الفقيه: عن أبي جعفر عليه السلام: "أول ما يبدأ به قائمنا سقوف المساجد فيكسرها، ويأمر بها فيجعل عريشا كعريش موسى"(4).

 ثانيا: ربما ارتبط هذا المسجد بشيء أوجب ترك تسقيفه، كأن تكون له (وقفية) مثلا بعدم التسقيف، فتوارث الناس عدم تسقيفه وبطبيعة الحال فإنه مع تعاقب الأجيال يُنسى أنّ سبب ذلك هو الوقفية، أو ربما ارتبط التسقيف بحادثة ما، مما دعا الناس للاحتياط رغم عدم علمهم بواقع السبب، فمن يعرف طبيعة شعب البحرين عن قرب يعلم أنه ميّال للاحتياط في مثل هذه القضايا التي ترتبط بالمساجد والمآتم وما شابه، ولذلك مثلا حافظوا على (الوطيات) رغم عدم علمهم بأساسها وقصتها، فيكفي أن يكون هناك احتمال ولو ضعيف جدا ليحتاط الناس في الأمر، ولكن لو سألتهم عن حقيقتها لأجابوك: لا نعلم، ولكن يُقال أنها وطية الامام (عج)، وما يضرنا لو حفظناها وبنينا عليها مسجدا يُعبد فيه الله تعالى. وهكذا تعامل الناس مع مسجد الصبور -ونحن منهم- فإننا لا نعلم بحقيقة السبب، ولم نسمع بهذه القصة التي ألفها الطباطبائي إلا حديثا، ولم نشهد وقوع حدث من هذا القبيل، ولم يصل إلينا شيء بطريق معتبر، ولكن ماذا يضرنا لو بقي المسجد من دون سقف، حاله حال الكثير من المساجد غير المسقفة والمنتشرة في مختلف قرى ومناطق البحرين، كما أن هناك العديد من المساجد المجاورة التي تغنينا، ثم إن عدم التسقيف مندوب شرعا وموافق للسنة.

وهذا الكلام لا مشكلة فيه ولا إشكال، وأما التقوّل على الامام (عليه السلام)، وادعاء أن المسجد لا يمكن تسقيفه إلا إذا ظهر الامام (عج)، استنادا لقصة غير ثابتة، وكلام غير معلوم الصدور عن الإمام (ع)، والتأسيس على ذلك ببدعة تهدم العقائد الثابتة في الدين بأقوى البراهين الدامغة، فهذا ما لا يقبل به من له أدنى حظ من دين أو عقل.

 تشريح الاحتمالات لمنشأ القصة

القصة لا يخلو حالها من احتمالين لا ثالث لهما:

١- الاحتمال الأول: أن لا يكون لها أصل ولا أساس، فتندرج تحت القاعدة المعرفية: (رُبَّ مشهورٍ لا أصل له)، فهناك الكثير من القضايا والقصص والاساطير ليس لها أساس وإنما اشتهرت بين عموم الناس وتحولت عند الكثير منهم إلى حقيقة مطلقة، وبالمناسبة فإن الموقع البحراني التراثي (سنوات الجريش) قد نشر الكثير من القصص التي كانت رائجة في تاريخ البحرين لسنوات متأخرة، والتي كان يصدقها الكثير، من قبيل قصة (اليد الحمراء)، وغيرها من القصص التي صدقها الناس، وظلت تثير الرعب والخوف في قلوبهم جيلا بعد جيل، وهكذا كل الأمم والشعوب لديها قصص من هذا القبيل لا أصل لها ولا أساس.

 ٢- الاحتمال الآخر: أن يكون للقصة منشأ، ولكن لم يُنقل إلينا كما هو، بل نالت منه عوامل الزمن، وألسن الناس فتم تحريفه، ولم ينقل بدقة، فإن تناقل الكلام على ألسن العوام يؤدي بطبيعة الحال إلى إضافة زيادات لا أصل لها لتكتسب القصة تأثيرا أكبر في النفوس، كما هو ديدن الكثير في مثل هذه القضايا، ولذلك لم تصل إلينا القصة الأصلية، بل وصلت قصة أخرى مُحرَّفة تحوطها الشبهات من كل جانب.

 وبناء على فرضية وجود أصل لهذه القصة، فيأتي السؤال: ما هو أصل القصة ومنشؤها؟

حقيقة القصة ومنشؤها:

هنا يمكن أن نحتمل ألف احتمال في المنشأ الحقيقي للقصة، ولكني ذهبت الى قرية الزنج وسألت بعض أهلها وكبار السن فيها فالتقيت الحاج علي بن أحمد مال الله (٧١عاما)، وهو من الوجوه الإيمانية المشرقة في منطقة الزنج (وهو والد سماحة الشيخ جواد -حفظه الله تعالى-)، وكان اللقاء بحضور متولي المسجد الأخ ميرزا أحمد علي القُبيطي، فوجدت من قابلتهم مجمعون على تكذيب القصة التي نقلها الطباطبائي، فهم مجمعون على النفي بضرس قاطع لقضية لقاء شخص بالامام ودعوى أمره (ع) ببناء المسجد، وأنه جعل له علامة بأن المسجد لا يقبل التسقيف، وإلى آخر ما هو مسرود في قصة الطباطبائي، نعم ينفون ذلك جملة وتفصيلا، ويقولون لم نسمع بذلك بتاتا من آبائنا وأجدادنا، وأن ذلك (افتراء) -بنص العبارة-، وإنما المعروف في المنطقة أن المسجد لحد الآن لم يسقف، ورغم مقدرتهم على ذلك، لكن هكذا توارثوا الموضوع وهو أن لا يسقفوا المسجد، كما أنهم ينفون محاولة تسقيف المسجد من قبل الشرطة أو غيرهم، كما أنهم قالوا بأنهم لم يسمعوا أصلا بشخص يدعى (البجلي) ولا يوجد في منطقتهم عائلة بهذا الاسم، ولا يعرفون شيئا عن شخصية محسن الصبور سوى أنه بنى المسجد، وقد سألتهم أين قبره؟ فقالوا لا نعلم، وسألتهم هل كان في المسجد قبر؟ قالوا: لا يوجد.

وقد أكد لي الحاج علي مال الله أن هذا الكلام هو ما كان عليه أهل القرية منذ القدم لأكثر من مائة عام.. وسأنقل "نص" شهادة الحاج علي بن أحمد مال الله، وهي موثقة بالصوت والصورة، وكنت قد سردت له خلاصة القصة التي نقلها الطباطبائي الذي كان يعيش في سوريا قبل استقراره في لندن حاليا، فعلّق الحاج علي قائلا:

"سمعنا واحد طلع من سوريا، ما ادري شنو عالم، يقولون أنه سوا هذي القصة، وهذي افتراء، احنا ما سمعنا من الديرة أي واحد شيء، أنا عاصرت كبار، عاصرت حجي يوسف بن علي، يمكن مات وعمره مائة سنة -الله يرحمه- ما قال، وحجي ابراهيم السباع عاشرناهم بعد ماقالوا، السادة بيت سيد أحمد، حجي راشد، وبيت حجي.. يعني عاشرنا جماعة كلهم كبار، عاشرناهم وقعدنا وياهم ماجابوا سالفة المسجد، ولا قالوا مثلا هذا ما يقبل سقف أو يقبل سقف، أو باننه واحد، أو وصَّانا الإمام نبنيه (عجل الله فرجه).. هذا الحچيالكلام ما سمعته، أنا عمري الحين واحد وسبعين سنة ما سمعت هذا الحچي، إلاّ من هيّ هذه القصة اللي صارت تالي، اللي طلّعها هذا من سوريا) يشير الى الطباطبائي.

 ولقد كنت قبل أيام التقيت بحسن مال الله (٦٥عاما تقريبا)، وهنا اكتفي بتدوين القصة كما رواها لي، ولقد وجدته محافظا على حرمة المسجد وكرامته، ومهتما به، وكان لقائي به حين كنت خارجا من المسجد بعد معاينته، فرأيته غاضبا على بعض الشباب الذين كانوا يتمازحون بجوار المسجد وألقوا قنينة فوقعت داخل المسجد فاستشاط غضبا عليهم لانتهاك حرمة المسجد.

 كما انه رجل لا يقرأ ولا يكتب (كما قال لي بعد ذلك)، فهو ينقل ما سمعه عن آبائه السابقين مجردا عما كُتب بعد ذلك.

 القصة:

سألته اولا: ماقصة هذا المسجد؟

فبدأ حديثه مقهورا من الشباب، وقال: ماذا أقول، الشباب ليس عندهم ايمان وعقيدة، لقد ذهب الأولون أصحاب الايمان والدين، إن لهذا المسجد كرامة...

 ثم قال لي: إن أهل الزنج بنوا هذا المسجد، وقد سقفوه قديما، ثم في اليوم التالي وجدوا السقف ملقى داخل مزرعة قريبة من المسجد (وأشار لي بموقعها على بعد ٥٠ مترا تقريبا)، فاستغربوا على اعتبار أنه لو أراد شخص تخريب المسجد وهدم السقف لكان سيتركه مكسرا داخل المسجد، فلماذا انخلع السقف وصار في المزرعة؟ فقالوا أن هذا المسجد لا يقبل ولا يرضى أن يسقفوه، فتركوه هكذا من دون سقف، وكانت هذه كرامة لهذا المسجد. هذه هي قصة المسجد.

 ثم قلت له: يقولون أن الإمام المهدي (عج) قد أمر ببنائه، وأن شخصا رأى الامام فأمره أن يطلب من آبائكم بناء هذا المسجد.

 فقال: كلا، لم يحدث ذلك، وإنما كان أحد المؤمنين العُبَّاد في القرية، وهو معروف بمواظبته على صلاة الليل في هذا المسجد، وفي إحدى الليالي وحين كان يصلي صلاة الليل وجد رجلا يصلي في المسجد وله هيبة، ولم يكن يعرفه من يكون، يقول هذا العابد المؤمن أنه انتظره خارج المسجد حتى ينفتل من صلاته، وذلك لكي يتعرف عليه فقد انجذب لهيبته، ولكن الرجل قد تأخر، فقام هذا العابد ودخل المسجد فلم يجد أحدا فاندهش، حيث أنه لا يوجد سوى باب واحد للمسجد فكيف خرج ولم يشاهده؟! فقد كان واقفا على الباب ينتظره، فكيف اختفى الرجل؟! ويقول الناس أنه ربما كان الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف).

 ثم أكدت عليه: أتقول أن المسجد لم يكن بناؤه بأمر الامام؟ فقال: لا، ليس بأمر الامام(عج)، وإنما آباؤنا بنوه بأنفسهم، ولما رأوا المسجد لم يقبل بتسقيفه تركوه هكذا، فهذه كرامة للمسجد.

فقلت له: هل تكرر هذا الحادث، فهل حاولوا تسقيفه مرة أخرى فحصل نفس الشيء؟

فقال: كلا، فآباؤنا احترموا المسجد عندما رفض السقف، وهذه كرامة للمسجد فلماذا يسقفوه؟!

فقلت له: يقال أن الشرطة جاءت وسقفته بالقوة فانقلع السقف ثانية. فقال: هذا كذب، ولم يحدث أبدا.

قلت له: هل تعرف شخصا يسمى (البجلي)؟ فقال؛ لا أعرفه.

قلت له: هل توجد في منطقتكم عائلة تلقب ب(البجلي)؟ قال: لا يوجد.

أقول: على فرض صحة هذه القصة فإن مسألة السقف يمكن تفسيرها بعدة احتمالات، منها:

الاحتمال الأول: ربما كان السقف مصنوعا من السعف والحصير كما هو شائع سابقا، فاقتلعته الرياح، فالمنطقة ساحلية، ولعل الناس لا يستبعدون مثل هذا الاحتمال، ولكن حيث أن ما جرى لم يكن بفعل بشري وليس على يد انسان يريد تخريب المسجد -وإلا لكسر السقف داخل المسجد-، فلذلك لم يحملوا انخلاع السقف على أنه حدث اعتيادي ليس له دلالة، بل رأوا في ذلك علامة ورسالة غيبية بأن يتركوا تسقيف المسجد، وفهموا أن المسجد لا يقبل بالتسقيف، ولذلك تركوه من دون سقف، وخصوصا اذا فهمنا الثقافة الدينية المعمول بها سابقا وهي كراهة تسقيف المساجد شرعا، فهي تضفي صبغة شرعية على هذا الاحتمال، وتقوي فكرة العلامة والكرامة الغيبية.

 الاحتمال الآخر: ربما كان السقف مصنوعا من اخشاب (الچندل) والحصير، فحاول بعض السراق سرقة اخشاب السقف مثلا فهو ثمين في السابق، فجاؤوا ليلا وقبل أن يجف طين البناء فاقتلعوا السقف من دون ضجيج وحملوه الى المزرعة المجاورة لتفكيكه من دون أن يراهم أحد، وربما شعروا بعد ذلك بتأنيب الضمير، أو شعروا بقدوم شخص، فتركوا السقف مكانه وغادروا، ولا يصعب حمل سقف لمسجد صغير لا تتجاوز مساحته في زماننا ٦×٦ أمتار، وخصوصا اذا علمنا أن قرية الزنج منطقة ساحلية وفيها الصيادون الذين يتمتعون بقوة بدنية شديدة.

وأما لماذا لم يحتمل الناس مثل هذا الاحتمال، فالجواب بديهي، فمثل هذا الحدث رغم غرابته إذا كان السقف ثقيلا، لكن لو افترضنا وقوع نفس القصة على منزل شخص من الناس لتم التشكيك في الأمر، أو اتهم عفاريت الجن بفعل ذلك، فكثيرا ماتسند الاشياء الغريبة التي تصيب الناس إلى الجن، ولكن حيث أن  القصة ارتبطت بمسجد، فإن التشكيك يكون منبوذا عند شريحة من الناس، حتى لو طرأ في ذهنهم مثل هذا الإحتمال، ويكون التسرع في إضفاء صفة الكرامة والمعجزة هو المهيمن والحاكم وسيد الموقف عند البعض.. والله العالم.

المصدر: مركز الهدى للدراسات الاسلامية

مزيد من الصور

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 17 يوليو 2018 - 10:00 بتوقيت مكة