رسالة... إلى المدافعين عن التطبير

الثلاثاء 17 يوليو 2018 - 09:01 بتوقيت مكة
رسالة... إلى المدافعين عن التطبير

نحن عندما لا نتهمكم فلأنه لا يحق لنا ذلك، كما لا يحق لكم ذلك أيضا، بل دعوني أقول: إننا لا نشك بإنتفاء نية الإساءة أو قصد التشويه عند معظمكم...

الشيخ حسين الخشن

نريد في هذه الرسالة أن نتحدث بلغة الأرقام والإحصاءات، ونتجنب لغة التهويل أو التخوين و اتهام المتمسكين بالتطبير والمدافعين عنه في نواياهم، كما قد يفعل بعضهم عندما يتهمون المعارضين لهم بالتقصير بحق أهل البيت (ع).

 نحن عندما لا نتهمكم فلأنه لا يحق لنا ذلك، كما لا يحق لكم ذلك أيضا، بل دعوني أقول: إننا لا نشك بإنتفاء نية الإساءة أو قصد التشويه عند معظمكم، بل وحرص الكثيرين منكم على نشر فكر أهل البيت(ع)، لكن من جهتنا، فإننا نختلف معكم، ليس فقط في شرعية هذا العمل، بل في تقييم الفائدة المرجوة منه، إذ نحن على قناعة تامة بأنه عمل يسيئ إلى مدرسة أهل البيت (ع) وأتباعهم .

وفي ضوء ذلك، فإننا سوف نتحدث معكم بلغة الأرقام والإحصاءات،ونوجهها دعوة جديّة لكم أنتم المدافعين عن هذا العمل والمروجين له، ومفاد هذه الدعوة: أن تعالوا واختاروا أية جهة موثوقة من الجهات المختصة بالعمل الإحصائي وكلّفوها بالقيام بإجراء عملية استطلاع رأي واسعة تشمل شريحة كبيرة وواسعة من الناس ويكون المستهدف بهذا الإستطلاع ليس خصوص المسلمين الشيعة أو السنة ، بل وغير المسلمين أيضا، على أن يكون السؤال الموّجه إليهم واضحا ومحددا وبعيدا عن الاعتبار الديني أو المذهبي حتى لا تأتي الإجابة مبنية على موقف مذهبي مسبق سلبيا كان أو إيجابيا تجاه هذه الظاهرة، لنسأل - مثلا - السؤال التالي: لو رأيت أشخاصا يدمون أنفسهم بالسيوف أو السلاسل الحديدية تعبيراً عن حزنهم على موت فقيد أو قائد لهم، فما هو انطباعكم الأولي إزاء ذلك، هل تستسيغ هذا العمل ؟ أو أنك تستغربه وتستهجنه وتستنكره ؟ ويمكننا أن نقدّم للمستطلعَين صورةً عن أحد مواكب التطبير والإدماء ونسأل كل واحد منهم: ما هو رأيك بهذا العمل الذي يقوم به أصحاب هذه الصورة ؟ وعلى ضوء هذه الإجابات يمكننا أن نعرف إلى أي حد تخدم ظاهرة التطبير فكرنا وقضيتنا.

و هنا أسألكم...أوَليس جرح الرؤوس بالسيوف، ثم ضربها بالأكُفّ حتى ينزف الدم ويملأ الوجه والرأس واليدين ويلطخ الثياب كلّها يعدّ مشهداً منفِّراً للآخرين، ومثيراً لدهشتهم وتعجبهم، كما أنّه مفزع للأطفال ومرعب للنساء، وبالتالي يكون الإستمرار في هذا العمل مساهما في إغلاق قلوب الناس عن التعرف على مدرسة أهل البيت (ع) تحت عنوان إحياء ذكرهم؟! وبعبارة أخرى : نكون بهذا العمل قد ساهمنا من حيث لا نشعر في إماتة ذكرهم (ع) بدل أن نحييه وننشره!!! و لا أظن أن هذا ما تريدونه بالطبع !؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 17 يوليو 2018 - 09:01 بتوقيت مكة