واكتشف علماء الآثار، في عام 2015، خلال عمليات حفر كجزء من مشروع بناء مبان سكنية، جثث الجنود الذين كانوا من الألمان والبريطانيين والفرنسيين ومن جنوب إفريقيا، مع أسلحتهم ومقتنيات شخصية أخرى، في شبكة معقدة من خنادق القتال بقرية قريبة من مدينة أيبرس في فلاندرز، حيث سقطوا خلال أكثر المعارك شراسة في الحرب العالمية الأولى.
كما دفنت بقايا هياكل عظمية أخرى في مقابر جماعية إلى جانب قطع أثرية دينية وضعها رفاقهم، وقرر العلماء منع نشر صور المتوفين لتجنيب عائلاتهم المزيد من الحزن.
وكشفت هذه الجثث عن الفظائع التي حصلت في منطقة بحجم ملعبي كرة قدم، حيث قتل الجميع بالرصاص أو بنيران قذائف أو شظايا أصابتهم خلال معركة يبريس الأولى، في نوفمبر 1914، وهي واحدة من أشهر معارك الحرب العالمية الأولى.
ويعتقد بأن أعمار الضحايا لا تتجاوز 15 عاما، وقد تم في وقت لاحق سحق بعض رفاتهم بقصف مدفعي.
وبالإضافة إلى الجثث، وجد فريق من علماء الآثار والمؤرخين من بريطانيا وألمانيا وبلجيكا أيضا الآلاف من الآثار الشخصية للضحايا، تشمل الخوذ والبنادق والذخيرة والكشافات، وزجاجات المياه وأواني الطبخ والقهوة، وأيضا ساعات وفراشي أسنان وحتى زجاجة من صلصة "HP" الشهيرة وغيرها.
وتشمل الآثار الدينية التي عثر عليها أيضا الصلبان والخرز الوردي وتمثال مريم العذراء.
ويعد "الجحيم على الأرض" أكبر مقبرة جماعية عثر عليها على الجبهة الغربية منذ اكتشاف 250 جثة في فروميل بفرنسا، عام 2009.
وبدأ مشروع التنقيب "Dig Hill 80"، في ربيع هذا العام بعد حملة تمويل جماعي ناجحة بشكل كبير، جمعت أكثر من 150 ألف جنيه إسترليني، فيما يحتاج الباحثون إلى جمع المزيد من التبرعات لتحديد هويات الضحايا وربما إعادتهم إلى ذويهم.
وتم إخطار السلطات المختصة، مثل لجنة المقابر الخاصة بحرب الكومنوولث، بالاكتشافات ومن ثم بدأت المهمة الصعبة المتمثلة في تحديد هويات القتلى.
ومن المأمول أن يتم دفن البعض منهم بالمعايير العسكرية الكاملة في القبور المخصصة لذلك، وقد يكون هناك نصب تذكاري للحرب باسمهم.
المصدر: ديلي ميل
22