بدأت عملية تصفية أملاكِ عبد العزيز نجل الملك السعودي السابق، فهد بن عبد العزيز، بأمرٍ من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
تقع الأملاك التي تم تصفيتها حتى الآن، وفق ما اكدته مصادر إعلامية مواكبة، في “مزرعة العاذرية” في العاصمة الرياض، وتتكون من معدات وبهائم وسيارات وأثاث وتبلغ مساحتها، 12 مليون م2.
لا تزال قضية ابن فهد مثار جدلٍ واسع بعد اختفائه بشكلٍ مريب، في سبتمبر / أيلول 2017 بعدما تم احتجازه من قِبَل أمن ابن سلمان واقتياده وفق المعلومات، إلى جزيرة في البحر مقابل الساحل الغربي للملكة.
ناشطون ومراقبون يؤكدون مقتله في تلك العملية، فيما تنفي مصادر حكومية ذلك عبر تصريحات، من دون أي برهانٍ تؤكد من خلاله انه لا يزال على قيد الحياة.
ما يضمره الكثيرون داخل الأسرة الحاكمة، كان عبد العزيز قبل اختفائه يعلنه. فابن فهد الذي انقطع عن “تويتر” منذ سبتمبر / أيلول 2017 شنّ في العديد من المناسبات هجومًا حادًا على الملك سلمان وولي عهده. إذ اعتبر في بعض التغريدات أن الملك سلمان ليس مصدرًا للسلطات، وأن كلامه لا يمكن الأخذ به، بما انه ليس قرآنًا، إلى جانب مهاجمته المتكررة لسياسات ابن سلمان الداخلية لا سيما في مجال ما يسميها الأخير “إصلاحات”.
وهاجم ابن فهد مرارًا ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد، حليف ابن سلمان، واصفًا إياه في إحدى المرات بـ”الخسيس والشيطان”، معتبراً ان قرار المملكة “أصبح بيد ابن زايد”.
وكان ابن فهد قد توقع اعتقاله او اغتياله عندما نشر تغريدة بعد أدائه فريضة الحج ولقائه عمه الملك سلمان، قال فيها أنه يستعد للسفر إلى الخارج، وأن حياته مهددة بالخطر وقد لا يتمكن من السفر في ما لو تم اغتياله. ليعود بعد ذلك ويزعم أن حسابه تعرض للاختراق. وقد حصلت تلك الحادثة قبل أيامٍ قليلة، من توقف تغريداته على “تويتر”.
ليست الخلافات بين إبن فهد وإبن سلمان حديثة بل تعود إلى سنواتٍ مضت، إذ أن ابن فهد كان أول من أطاح به ابن سلمان من أفراد العائلة المالكة، في مسيرته نحو العرش.
كان عبد العزيز البالغ، بحسب خبراء في الشؤون السعودية، الحاكم الفعلي للمملكة بين عامي 1995 و2005، وهي الفترة التي كان فيها والده الملك فهد عاجزاً عن إدارة البلاد بسبب إصابته بأكثر من جلطة، حيث كان يتولى عبد العزيز منصب وزير دولة ورئيس ديوان مجلس الوزراء، مع نفوذٍ واسع في السلطة.
إلا أن الإبن الأصغر للملك فهد بدأت تظهر مشاكله مع إبن سلمان في عام 2014، بعد إصدار الملك عبدالله بطلب من الملك سلمان حينما كان وليا للعهد آنذاك، أمراً ملكياً، بإعفاء عبدالعزيز بن فهد، من منصبه كوزير دولة وعضو مجلس الوزراء، وعيّن مكانه، محمد بن سلمان، وزير دولة وعضواً في المجلس، فضلاً عن تولي الأخير، منصب رئيس ديوان والده ولي العهد حينها. وبين تلك التفاصيل، والتراكمات، تظهر بعض الحقيقة، في أسباب اختفاء إبن فهد.
قناة نبأ الفضائية
22