من الصعوبة بمكان تفسير ما يجري علي الساحل الغربي لليمن في اطار قوانين وضوابط العلوم العسكرية المتعارف عليها ، فالصمود الاسطوري لمقاتلي انصار الله والجيش اليمني واللجان الشعبية ، الذي افشل وعلي مدي شهرين ، رغم قلة الناصر وشحة الامكانات والي جانب الحصار الظالم ، هجمات جحافل العدوان رغم التخمة في الامكانيات العسكرية ، والدعم الواضح والفاضح لامريكا والغرب والصهيونية العالمية التي انضوت في حلف غير مقدس من اجل اركاع الانسان اليمني العزيز والعنيد.
لا يمكن وصف ما تقوم به طائرات التحالف السعودي الاماراتي يوميا وعلي مدار الساعة منذ ما يقارب الشهرين ، وهي تقصف بشكل عشوائي المناطق السكنية وحتي المدارس التي تحولت الي ملاجيء والمستشفيات والشوارع في محافظة الحديدة وعلي الساحل الغربي ومحافظة صعدة ، الا بسياسة الارض المحروقة بكل ما تعني هذه الكلمة من معني.
الملفت ان كل هذا القصف العشوائي المتواصل والمدعوم امريكا وبريطانيا وفرنسيا و'اسرائيليا' ،لم ينجح في اعطاء مرتزقة العدوان جرعة من الشجاعة لمنازلة مقاتلي انصار الله واللجان الشعبية والجيش اليمني علي الارض ، فبعد كل الضجة الاعلامية المخزية التي قامت وتقوم بها وسائل الاعلامية التابعة للعدوان وفي مقدمتها قناة 'العربية' السعودية خلال الشهرين الماضيين ،حول الانتصارات الوهمية ،تبين وبشهادة الاعلام الغربي الموالي للسعودية والامارات ، ان القوات الاماراتية والسعودية لم تنجح حتي الان بالسيطرة علي مطار الحديدة!!.
لا يمكن فهم عجز 'جيوش' التحالف و'جيوش' مرتزقته من التقدم علي الساحل الغربي ، رغم ان مواقع انصار الله والجيش اليمني تقف ليل نهار من البحر والجو والبر ، ليس باستخدام احدث الاسلحة الغربية فحسب ، بل بمشاركة غربية مباشرة في العدوان علي الشعب اليمني ، الا بمعرفة الانسان اليمني المجبول علي الكرامة واباء الضيم والنفور من الخنوع والذلة وعشق الحرية والعزة والسؤدد ، وهي صفات كانت ومازالت فخا لكل من تسول له نفسه بالعدوان علي الشعب اليمني علي مر التاريخ.
هذه الصفات الاصيلة في الانسان اليمني هي التي تفسر فشل التحالف السعودي الاماراتي من تحقيق اي انجاز في العدوان علي الساحل الغربي وتحديدا في الحديدة ، رغم المجازر والحصار والامراض والاوبئة والمجاعة ، فكل هذه الصعاب الي جانب جريمة العدوان البشعة ، لم تكسر ارادة هذا الانسان وتدفعه للاستسلام امام فراعنة العصر ونماردته.
منذ اربع سنوات من فرض اغني الدول العربية بمساعدة اقوي الجيوش 'العربية' و'الاسلامية'وبدعم غربي 'اسرائيلي' كبير ، ولم تحقق السعودية والامارات اي انجاز علي الارض ،غير 'انجاز' واحد، ونحن اول من يقر بذلك ، هو 'انجاز' افساح المجال امام الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها القاعدة و 'داعش' في التمدد علي الجغرافيا اليمنية ،لتعيث فيها خرابا الي خراب العدوان.
انطلاقا من طبيعة الانسان اليمني ومن معرفة دقيقة بتاريخة الطويل ، تنبأ الصحفي المصري الشهير محمد حسنين هيكل ، بمصير العدوان علي اليمن منذ بدايته في عام 2015 ،عندما اكد وبالقطع ان الدور السعودي سينتهي في اليمن وإلي الأبد ، وان السعودية ومن ورائها ومن تحالف معها سيفشلون في حربهم علي اليمن ، وأن اليمنيين سينتصرون في النهاية . و نبوءة هيكل هذه يبدو انها بدأت تتحقق علي وقع ملاحم الحديدة التي يصنعها ابناء اليمن الاصلاء.

27