إذ تمكّن الجيش السوري بفضل الغطاء الجوي الروسي من هزيمة المعارضة في معاقلها ومن بسط سيطرته على المدن السورية الكبرى. وتابع ثارور بأنّ الأصوات الداعية إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد هدأت، متحدّثاً عن “قبول” العواصم الغربية- على مضض- بوضع راهن في سوريا يحمل توقيع روسيا.
وفيما ذكّر ثارور بتوقّع الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، فشل التدخل الروسي في سوريا، رأى أنّ عدد القتلى في صفوف الجنود الروس المنخفض نسبياً صبّ في مصلحة بوتين، وإن لم يفِ بوعوده المتعددة بالانسحاب من سوريا.
وفي ظل حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على غسل يديه من الفوضى في سوريا، أّكد ثارور أنّه يمكن للروس ترّقب ما ستفعله واشنطن، مشيراً إلى أنّ بعض المعلّقين الذين يصفون التدخل الروسي في سوريا ب"المغامرة المخيفة" التي وُلدت وثم نفذت بقوة بأنّها “ضربة معلّم”.
وفي هذا الإطار، نقل ثارور عن كمال علام، الباحث الزائر في المعهد الملكي للخدمات المتحدة اعتباره أنّ الروس يظهرون مهارات “مكيافيلية” تسطر النجاح الذي يحققونه في أرض المعركة، وقوله: “للمرة الأولى في التاريخ الحديث، انتصر تدخّل عسكري أجنبي في الشرق الأوسط”.
وعليه، رجح ثارور أنّ يخيّم السؤال حول ما سيحصل لاحقاً في سوريا على لقاء بوتين بترامب المزمع عقده الأسبوع المقبل في هلسنكي، ناقلاً عن الخبير في السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط، مكسيم سوخوف، حول علاقة ايران مع روسيا . إذ تُعدّ إيران شريكة مهمة مع روسيا في أفغانستان وآسيا الوسطى وفي بحر قزوين، كما يتشارك البلدان وجهة نظر متشابهة في مكافحة الارهاب" داعش". من ناحيته، رأى الخبير في السياسة الإقليمية، مايكل شارنوف، أنّ القيادة السورية ستتحرّك بما يناسبها، وليس بما ينسجم مع مطالب الولايات المتحدة ولا غيرها.
ختاماً، نقل ثارور عن سوخوف تأكيده أنّ بوتين يثمّن قدرته على خلق صورة لاعب ناجح في الشرق الأوسط لنفسه لا سيّما في مواجهة الولايات المتحدة.
المصدر: وكالات